نشط الإعلام التسقيطي الشيوعي من خلال كتابهم هذه الأيام بشن حرب مسعورة ضد الشيعة وبطريقة مدروسة، مستغلين سوء فهم لرؤية يزعمون ان الشيخ جلال الدين الصغير ذكرها ضد الأكراد ! إن التحالف الاستراتيجي بين المجلس الاعلى الاسلامي والكرد لا يمكنه ان يتأثر او ينفك او يتزلزل بهكذا تصريحات تكاد تكون جزئية لا تمس صميم العلاقة ولا صميم الرؤى والافكار.
الحقيقة الهدف والمغزى الاساس ليس استهداف الشيخ جلال الدين الصغير او كتلته السياسية او الوقيعة بين المجلس الاعلى والاكراد ، بل لنشر وتسويق الافكار الشيوعية الالحادية ، فالمجلس الاعلى والاكراد تربطه علاقة ستراتيجية تاريخية ، منذ فتوى السيد محسن الحكيم التي اوقفت ابادة الاكراد، وكذلك مواقف ابنه السيد محمد باقر الحكيم ايام المعارضة مع الاكراد ضد صدام ، فلا خوف على الاكراد والمجلس الاعلى، فالشيوعيون يتذكرون الضربة القاضية لهم من السيد محسن الحكيم من خلال فتاواه المشهورة ( الشيوعية كفر والحاد ) فرأى الشيوعيون ان ينتقموا ويثاروا من الشيعة بتشويه عقائدهم .
الشيوعيون استغلوا الفرصة ليخوضوا حربا اعلامية بالنيابة يحاولون التصيد بالماء العكر! وبصورة ثأرية وانتقامية فسارع كتابهم وباقلامهم المسمومة بالتشكيك بالامام المهدي ( عج ) وبالسب والشتم لعقائد الشيعة!
الشيوعيون الآن يشنون حرباً ضروساً هي أشد وأقسى من حرب السلاح، ضد الإسلام والشيعة خصوصا، وضد شخص امامهم المنتظر(عج ) ، إنهم يحاربون المسلمين في عقيدتهم ، ومبادئهم، المطلوب من جميع المكونات الشيعية الانتباه والتصدي لهذه الهجمة الإلحادية التي تهاجم إمامهم المنتظر (عج ) .
إن الحرب بين الإسلام وأعدائه لم تضع أوزارها بعد، و أن أعداء الإسلام يضعون لحربه كل يوم وسيلة، ويحشدون للوقوف في وجهه كل يوم قوة، وليس خطر الغزو الفكري بأقل من خطر السلاح في المعركة التي يشنها أعداء الإسلام وأهله.
لا يخفى ان هناك مخططات ضخمة إلى نقل الفكر البشري من مجال أصالة الفطرة، وطريق التوحيد، وطابع الإيمان بالله تعالى، ومنطق العقل السليم إلى الإلحاد، والإباحية، وتفسخ الأخلاق، والعادات السيئة، والمبادئ الفاسدة. وهي دعوات تستمد أصولها من مخططات التلمود، وبروتوكولات حكماء صهيون، ووقف اليهود والشيوعيون يؤيد بعضهم بعضاً في حرب الإسلام والمسلمين من خلال المقولة عدو عدوي صديقي.
سار أعداء الإسلام ومنذ زمن على تنفيذ وصية لويس حيث أعدوا جيوشاً من المستشرقين الذين قاموا بحركة تشويه للإسلام بهدف تشكيك المسلمين فيه، كما قاموا ، بتهويد في فلسطين، بالإضافة إلى ما قاموا به من تمزيق وحدة العالم الإسلامي عن طريق إشاعة النعرات العصبية في العالم الإسلامي ، هذا هو الأسلوب الجديد في مواجهة الإسلام، وهو أسلوب الغزو الفكري الذي يفوق بعشرات المراحل أسلوب الغزو العسكري، ذلك أنه يمتاز بما يأتي:-
1- الخداع:- فالعدو من خلال هذا الغزو لا يقف أمامك عياناً بياناً بل هو متخفي يأتيك من وراء حجاب ويداهمك بدون شعور منك، قد يأتيك في صورة مقال جذاب، أو كتاب بغلاف براق، أو برنامج إذاعي أو تلفزيوني، أو فيلم ، أو مسلسل، بل إنه قد يأتيك من خلال واحد من أبناء جلدتك ووطنك، بل ودينك أحياناً.
2- الخطورة:- الغزو الفكري أخطر بكثير من الغزو العسكري، لأنه عميق التأثير في الشعوب المغزوه، إذ يمتد تأثيره عشرات بل مئات السنين أحياناً، والشعب الذي يُحارب بالغزو الفكري يتصرف بمحض اقتناعه هو كما يريد الغازي.
3- عدم وجود المشقة:- فالغزو الفكري سهل وبسيط، وأقل تكلفة من الغزو العسكري الذي يكلف كثيراً من الدماء والطاقات.
المسلمون مطالبون دائماً بإقامة دينهم، واليقظة تجاه أعدائهم، والتصدي لكل القوى التي تحاول أن تفت في عضدهم، أو تفسد مقوماتهم، أو تحطم معنوياتهم .
3/5/827
https://telegram.me/buratha