بلا أدنى شك يمكن القول ان ظروف قيام الثورات في المنطقة العربية أوفر من أن تحصى، وقد أجتمعت بتزاحم عجيب لتنتج واقعا من الصعب إحتماله أو الأستمرار فيه.. فالقمع والإستبداد والفساد و غياب الديمقراطية وغيرها من صفات لازمت الانظمة الحاكمة كانت كافية لنهوض الشعوب المقهورة .
بيد أننا سنكون ساذجين أذا لم نعي حقيقة أن تلك الثورات قد أخترقت من قبل بعض القوى الدولية و الصهيونية ومن بعض انظمة الرجعية العربية، والأخيرة بالذات لم تكن إلا أدوات لتنفيذ مخططات القوى الدولية المتظافرة مع الصهيونية.. فثورة الشعب التونسي ، وهي التي أفتتحت ثورات الشعوب العربية ، كانت إنطلاقتها شعبية عفوية و ذات مطالب بسيطة وواضحة و محددة: " الشعب يريد تغيير النظام" .."إرحل ..إرحل" .
ما حصل بعد "رحيل" بن علي، هو الدخول المكثف الذي قامت به العديد من القوى الدولية على الخط ، و ذلك عن طريق أدواتها والمتمثلة تحديدا في التحالف السعودي القطري..لقد أراد هذا التحالف أن يتشكل المشهد السياسي التونسي بما يتوافق مع مصالحه..وهكذا إنتقل التوانسة من محاولة القيام بمهام الثورة، وبناء منظومة الدولة المدنية الى الديمقراطية بديلا عن النظام الذي رحل الى الخوض في قضايا ج-انبية تعكس مباديء هذا التحالف ومنظومته الوهابية . ما حصل في تونس يجري إستنساخه في مصر وليبيا واليمن وسوريا........وقريبا في العراق....!
10/5/827
https://telegram.me/buratha