بقلم: عبد الرحمن الخزعلي
يوما بعد يوم تكشف تركيا العثمانية عن وجهها القبيح وأطماعها التوسعية في العراق وتدخلها السافر في شؤونه الداخلية فقد اتخذت من قضية كركوك قميص عثمان لتبرير تدخلها في الشأن العراقي تحت واجهة الدفاع عن حقوق الأقلية التركمانية في العراق متناسية حقوق القوميات الأخرى في بلدها الذي يرزخ تحت حكم الديمقراطية الكاذبة.ًان تركيا الحالمة في عودة الاخطبوط العثماني للمنطقة العربية من خلال ارتدائها لقناع الدين والطائفية ما زالت في داخلها ذات النويا والاطماع الاستعمارية بل انها لم تغتسل ولم تتطهر من دنس الماضي الاسود .على تركيا ان تنسى تماما حلمها الاستعماري وتفكر بعقل وروية بمصالحها الاقتصادية وما تدر عليها استثماراتها في العراق بلايين الدولارات .لقد تمكنت الشركات التركية خلال سنوات من فرض وجودها في السوق العراقية في قطاعات مهمة مثل الخدمات والمقاولات والإعمار والبناء والبنى التحتية والطاقة، اضافة الى قائمة طويلة من البضائع التي تعتمد عليها السوق.وقد تجاوز حجم التبادل التجاري العام الماضي 14 بليون دولار وسط توقعات بتزايد الرقم الى اكثر من 22 بليوناً نهاية العام الحالي بخاصة بعد ان خرجت سورية من قائمة الدول المصدرة للعراق. وتشير المعلومات الى وجود 200 شركة تركية مسجلة في دهوك وحدها وقد يرتفع العدد الى اكثر من 2000 في عموم الاقليم». ويقول مصطفى أوسلو رئيس غرفة التجارة في محافظة آديامان التركية أن استثمارات كل جهة تركية في كردستان تراوح بين 20 و30 مليون دولار. ويبلغ عدد الشركات التركية في البصرة 1600 شركة. لذلك فان نمو تركيا الاقتصادي وان كانت دولة صناعية، يعتمد على الســـوق العراقية، وهناك موضوع تصدير النفط الخام والربط السككي بين الخليج العــربي وأوربا عبر تركيا، ومشروع مد انابيب الغاز الى أوروبا، وهي مشاريع يمكن ان تعرقلها سؤ التصرفات التركية اتجاه العراق . وتوقع خبراء ان يصل حجم الاستثمارات التركية في العراق الى اكثر من 32 بليون دولار، نسبة كبيرة منها في القطاع العام وغالبيتها في البنى تحتية والخدمات.
https://telegram.me/buratha