قلم : سامي جواد كاظم
سابقا كان التقريب بين المذاهب ايام الشيخ محمد شلتوت والشيخ محمد كاشف الغطاء ايام الازهر والنجف وكانت لها ثمار حقيقية جناها المسلمون من هكذا حوارات هادفة مع الاحترام المتبادل بين كل المذاهب .مقال بعنوان " الباقي والذاهب من حوار المذاهب" لعبد الرحمن الوابلي المنشور في جريدة الوطن ذكر فيه " في الخمسينيات الميلادية من القرن الماضي، عرضت مجموعة من علماء المذاهب الإسلامية المخلصين والحريصين على الوحدة الإسلامية، على الرئيس المصري آنذاك جمال عبدالناصر، فكرة إنشاء مركز "التقريب بين المذاهب الإسلامية". وتم إنشاء المركز في جامعة الأزهر وصرفت عليه الميزانيات وعقدت فيه المؤتمرات والندوات، وأصدرت منه الكتب والنشرات؛ ومع ذلك فمساحة التباعد بين المذاهب الإسلامية، أوسع منها الآن من يوم إنشاء المركز" اقول للكاتب هل يعلم ان هذا المركز كانت له نتائج ايجابية ومثمرة ؟ ولكن متى بدا التباعد بين المسلمين ؟ بدا عندما تغير النظام في ايران وبدات حركة طائفية محمومة كانت في بدايتها مبطنة تحت الحرب العراقية الايرانية ومن ثم اصبحت علنية بعد انتكاسة طاغية العراق في الحرب واحتلال الكويت وجاءت التكملة مع سقوط الطاغية واستلام الحكم من قبل الشيعة في العراق وظهور نجم حزب الله في لبنان فاستعرت نار الطائفية التي لم تكتف بالكلمة والفتاوى التكفيرية بل زادت فيها الاحزمة الناسفة والمفخخات .اليوم اطلق ملك السعودية فكرة انشاء مركز حوار المذاهب وبعيدا عن الغايات والابعاد فانها فكرة يجدها من هو واثق من معتقده ومؤمن بوحدة المسلمين بانها فكرة رائعة ولهذا نجد ان علماء الشيعة في القطيف سارعوا بمباركتها وتاييدها والثناء على الملك عبد الله راجين تطبيقها باسرع وقت ، نعم هنالك البعض من الاعلاميين الذين حاولوا الانتقاص من هذا الاقتراح الملكي بجريرة فتاوى التكفير التي ما هدأ الفكر الوهابي من اطلاقها على الامة الاسلامية جمعاء وخصوصا "الرافضة " ،ولكن لتكن هذه المبادرة المحك الحقيقي لتمييز الذهب عن النحاس، وفي الجانب الاخر عندما نقرا التعليقات على مقترح الملك وتاييد شيعة القطيف له نجد التعليقات سب وشتائم للشيعة وهؤلاء لا ناخذهم بالاعتبار ولكن لناخذ هذا الامر على محمل الجد واذا ما فشل فيجب تعرية اسباب الفشل ومن كان ورائها .التزامن جاء بين هذا النداء وذكرى هدم قبور ائمة البقيع والحديث عن جواز البناء على القبور اصبح متكرر ولا جدوى من اثبات جواز البناء وطالما هنالك من يشكك بجدية الفكر الوهابي على الالتزام بنداء مليكهم هل يمنحون اخوانهم الشيعة في القطيف حق بناء وزيارة الائمة في البقيع كبادرة حسن النوايا وحجر لتاسيس مركز حوارالمذاهب ؟ هل يستطيعون الجلوس مع علماء القطيف الذين اصدروا بيان يؤيد فكرة الملك ؟ الحوار الناجح هو اثبات او الغاء ما سلف من فتاوى وافكار واراء وطبقا للحجة والدليل القاطع، والمختلف فيه فليحتفظ كل مذهب برايه على ان لا يفرضه على الاخر ويبني رايه على ضوء راي الاخرين برايه .لربما تكون المبادرة سياسية بدليل ان هنالك مبادرة حوار الاديان ولم ياتي بثماره وقبله الحوار من اجل الوطن فزادت التفرقة في الوطن وحاول الملك حصر الفتاوى التكفيرية بجهة واحدة تابعة للعائلة المالكة وكذلك لم تاتي بأوكلها وهذا يجعل البعض لا يعول عليها ، ولكن اعتقد انها فرصة لادانة من يحاول التملص منها او افشالها لانها الحجة عليهم طالما صدرت منهم .الشيعة يؤمنون حتى بعفا الله عن ما سلف ويريدون بناء غد مشرق تتوحد كلمة المسلمين ضد عدوهم المشترك الا وهي اسرائيل فلو تم جمع ما صرف من اموال واسلحة ومتفجرات في العراق واليمن ولبنان وسوريا وافغانستان فانها كافية لدحر اسرائيل والجهات التي سهلت وبذلت وصرفت الاموال على ما جرى ولا زال يجري في تلك الدول هي بعينها التي لا تريد للاسلام ان تقوم قائمة
https://telegram.me/buratha