لا داعي لتعريفك , فالكبار و الصغار من الاجيال القديمة و الجديدة يعرفونك جيدا ً , فكلماتك نرددها في اغلب المواقف التي تمر في حياتنا اليومية لان واقعنا العربي كان اقرب ما يكون الى الكوميديا الفريدة التي جئت بها..
وفصل المحكمة من مسرحية ( شاهد ما شافش حاجة ) حفظناه عن ظهر قلب لانه جسد صرخة الانسان العربي بوجه الانظمة الاستبدادية .. كلمات دخلت الى كل بلد في المنطقة الممتدة من البحر الى البحر .. لم يسلم من لسانك احد .. من الحسن الثاني الى اباطرة الخليج مرورا ً بالجمهوريين المهووسين بالدم .. نخرت اجسادهم كالسم دون ان يجرؤوا على منعها .. و سلم منها فقط الشعب الفقير المظلوم في هذه البلدان الذي اعتادك بجانبه دوما ً .. كنت شاهدا ً على العصر و على التاريخ العربي المعاصر المليء بالتناقضات .. بالامس استوقفتني عبارة لك في مسلسل ( فرقة ناجي عطا الله ) .. قلت في حوار مع احد العراقيين ان ( ما حصل في الاضحى كان اهانة لنا جميعا ً ) .. و كلنا نعرف سواء كنا عراقيين ام غير عراقيين ما حصل في عيد الاضحى من عام 2006 : اعدام ( صدام حسين ) .. وانا اسألك يا سيد عادل : ما الذي مثله اعدام هذا الوحش ليكون اهانة للعرب ؟ و ما قيمة اعدامه مقابل الملايين من الابرياء الذين قتلهم او وقع على اعدامهم ؟ لقد حرك اعدام صدام حسين فيك الشعور بالاهانة في الوقت الذي لم يحرك فيك مقتل 5000 عراقي في غضون دقائق اي شعور بالاهانة للانسانية ! و ماذا تقول عن مليون ونصف المليون شهيد قتلوا في حرب عبثية ؟ او مئات الالاف من العراقيين الابرياء الذين دفنوا احياء , او الملايين الذين هجروا داخل و خارج اوطانهم مجبرين او مخيرين ؟ الجواب : انهم لا يعنون لك شيئا ً ! لانك لست عراقيا ً فانك لا تعرف معنى البطاقة التموينية او انقطاع التيار الكهربائي .. لا تعرف معنى ان يعمل المدرس او الطبيب او المهندس كبائع متجول ! لانك لست عراقيا ً , فأنت لا تعرف من هو صدام حسين .. و لانكم يا عرب تعشقون الشعارات الزائفة .. فقد عشقتم صدام حسين وكرهتم عبد الكريم قاسم .. عشقتم جمال عبد الناصر و كرهتم احمد فؤاد نجم و مظفر النواب .. و لا استغرب مواقفكم .. لكنني استغرب منك يا سيد عادل كلامك الانف الذكر .. و يبدو اننا خدعنا بك طيلة هذه العقود .. احب ان اخبرك يا فناننا الكبير ان صدام حسين حوكم من قبل محكمة عراقية و قضاة و محامين عراقيين في العراق و بنفس قانون العقوبات الذي سن في عهد الديكتاتور .. لقد كان اعداما ً عراقيا ً بكل ما تعنيه هذه الكلمة .. و لا ابالغ حين اقول ان يوم اعدامه هو اليوم الوحيد في تاريخ العراق الحديث الذي تقتص فيه العدالة من حاكم مجرم .. و هو الاضحى الاول الذي فرح فيه كل عراقي مظلوم فرحا ً حقيقيا ً منذ تأسيس الدولة العراقية .. تذكر يا سيد عادل – القومي العربي – ان اعلام الولايات المتحدة و اسرائيل لا زالت ترفرف في سماء بلادك فيما لم يرفرف العلم الاسرائيلي في سماء العراق .. تذكر ايضا ً الملايين من العمال المصريين الذين عاشوا وعملوا في العراق في ثمانينيات القرن الماضي فيما يرفض بلدك الان منح تأشيرة الدخول لمن يحمل الجنسية العراقية !! لسنا بحاجة لتفسيراتك القومية لتأريخنا .. فهو سيظل ملكنا نحن فقط .. واذا كنا قد سمحنا لك بدخول قلوبنا .. فأننا من اليوم فصاعدا ً لن نسمح لك بالسخرية من احزاننا التي لم و لن تعانيها في حياتك .. لقد ان الاوان ان تكون متهما ً في محكمتنا .. ان تحاكم من قبل الشعب العراقي .. و ان الاوان ان نقول لك بأنك ( شاهد ما شافش حاجة ) ! ..
15/5/827
https://telegram.me/buratha