هادي ندا المالكي
شر البلية ما يضحك مثل قالته العرب ولا زال ساريا وينطبق قولا وفعلا على أجهزة كشف المتفجرات التي اشترتها الأجهزة الامنية بمئات الملايين من الدولارات والذي اثبت فشله في كشف المتفجرات والعبوات الناسفة واللاصقة والمسدسات لكنه نجح نجاحا ساحقا في الكشف عن حشوات الاسنان من البلاتين والفضة وكذلك كشف جهاز منع الحمل عند النساء والمعروف "باللولب" وكذلك العطر والمنظفات من الزاهي والقاصر.والجميع ادرك هذه الحقيقة وهو ينتقل بين المناطق او بين المحافظات ان كان راكبا او صاحب السيارة لانه ما ان يصل الى السيطرة ويؤشر جهاز كشف الحشوات حتى ياتي السؤال من عباقرة ومحققي السيطرات من هم على شاكلة شارلوك هولمز "من منكم يضع حشوة او يحمل عطر او بمكر وفضول وخبث مَن من النساء تضع لولبا؟؟ او يأتي السؤال على شكل استفهام هل تحملون السلاح والجواب طبعا لا يوجد سلاح..رافقتكم السلامة ثم بعد قليل تنهال برقيات التعازي والاستنكار والاسترجاع للشهداء والدعوة للجرحى بالشفاء العاجل.ورغم ان صفقة شراء اجهزة كشف المتفجرات كشفت عن وجود فساد مالي واداري وغش مفضوح في استبدال الأجهزة الجيدة بأجهزة فاشلة او غير فاعلة اساسا الا ان الحكومة لم تقم بالإجراءات المطلوبة ومحاسبة المقصرين خاصة وان ضرر هذه الأجهزة كبير وتسبب بقتل الاف المواطنين المدنيين الأبرياء والعسكريين بالاضافة الى ان رداءة هذه الأجهزة تسبب بتدمير البنى التحتية للبلاد وخسارة ملايين الدولارات من الاموال العامة والخاصة مع اموال الشراء الخيالية والتي تقاسمها عدد من النواب والقادة العسكريين الفاسدين.واليوم وبعد سنوات من القتل والتدمير تعود الحكومة والأجهزة الأمنية من جديد للإعلان عن نيتها شراء أجهزة جديدة لكشف المتفجرات تختلف عن تلك القديمة التي تسببت بقتل الآلاف من العراقيين بدعوى ان القديمة غير فاعلة وفاشلة وان الاجهزة الجديدة التي سيتم شرائها ستكتشف الخطر على بعد اميال وليس واضحا اسباب اعلان الحكومة عن مشروعها الجديد في هذا الوقت رغم انها اكتشفت فشل هذه الأجهزة منذ الشهر الاول لشرائها.ان شراء كشف اجهزة متفجرات جديدة بسبب فشل الاجهزة القديمة يمثل ادانة حقيقية للاجهزة الامنية والجهاز الرقابي والتشريعي ويمثل استهانة مفضوحة وشديدة بارواح ودماء واموال الشعب العراقي كمان ان التعاطي مع هذا الملف بمثل هذا البرود يبين حجم الفساد المالي والاداري في المؤسسة العسكرية.ان شراء اجهزة كشف متفجرات حقيقية امر مطلوب طالما فيه حفظ لدماء وارواح العراقيين واموالهم وممتلكاتهم وان تاخر كثيرا لكن هذا الامر يجب ان لا يمنع من مسائلة الفاسدين والمتاجرين بدماء الشعب العراقي ،كما ان الخوف كل الخوف من ان تكون الصفقة الجديدة من اجهزة كشف المتفجرات اسوء من سابقتها طالما لا زال الفاسدين يتحكمون بمصائر العباد والبلاد وربما سيتركز عمل الاجهزة الجديدة على كشف العورات اكثر منه كشف المتفجرات ايها الفاسدين.
https://telegram.me/buratha