المقالات

الاخوة الاكراد لاتسيئوا الفهم..... بقلم : محمد حسن الساعدي

569 22:25:00 2012-08-27

 

يقول الشاعر المرحوم السياب:

لو جئت في البلد الغريب ماكمل اللقاء- الملتقى بك والعراق على يدى هو اللقاء.

حينما نتكلم عن هذا موضوع الترابط والعلاقة التاريخية بين الشيعة والأكراد فليس من باب المفهوم الطائفي لأننا ضد هذا المفهوم وتتمثل هذه العلاقة التاريخية طويلة الامد والتي تمازجت فيها الدماء وتعانقت جماجم الشهداء وأصبح موطن الشيعة في الوسط والجنوب وموطن الكرد في الشمال ملجأ للمناضلين من اجل الحرية والحق والعدالة والمساواة وحقوق الانسان.فإذا طورد الاولون لجأوا الى كردستان العراق وإذا طورد الاخرين احتضنهم اهوار وقصبات وسهول الوسط والجنوب ، فليس هناك تاريخ محدد لمدى هذه العلاقة لكن كمثال ثورة العشرين في الثلاثين من حزيران التي انطلقت شرارتها من ارض الرميثة وشملت الفرات الاوسط بأسره حيث كان هناك تعاطفا وتضمنا من الاخوة الكرد، وقد يقول قائل أن هنالك الكثير من الحساسيات اليوم التي تمر بالحالة السياسية العراقية وقد تكون واحدة من هذا الكثير لو أثيرت ستهدم العملية السياسية برمتها وهو ما يصوره البعض بأن خلافا عميقا يصل الى حالة التنافر والتباعد بل يصل وصفه الى الطلاق السياسي الذي لا رجعة فيه وهو ما يجري تحميله إثر كل تصريح يطلقه مسؤول من إقليم كردستان أو مسؤول من بغداد ، وربما يُفهم بأن التصريحات التي يطلقها الأخوة الأكراد تصب في نهاية المطاف الى انفصال الإقليم عن العراق وهذا بحد ذاته غير ممكن لأن الإقليم ووفق الدستور العراقي هو جزء من العراق وقد اتفقت كل الأطراف على اعتبار العراق يتمتع بنظام فيدرالي وعندما يُقر الإقليم في جزء من العراق لا بد أن يُطبّق النظام الدستوري عليه وهو يأتي وفقا لمقتضيات التعامل مع دول الجوار ووفقا للحدود التي تحد هذه الدول فلذلك لا يمكن أن نَدقّ إسفينا في هذا المجال في حين أن هنالك تكالبا كبيرا يحيط بالعراق وبالعملية السياسية برمتها والمستهدف من هذا كله العراق بأجمعه من شماله الى جنوبه ومن غربه الى شرقه حيث نلحظ التحركات المكوكية التي يقودها حزب البعث في الدول العربية وبمساعدة بعض السياسيين من داخل العراق من أجل تغيير الخارطة السياسية برمتها والتي ستحكم في الدورة القادمة وهذا كله يجري بإشراف بعض دوائر المخابرات في الدول العربية لدعم عودة هؤلاء بقوة الى واجهة الحكم في العراق الجديد ولذلك فأنا أرى أن العلاقة المصيرية التي تربط التوجهات السياسية ما بين الأحزاب الكردية والأحزاب الشيعية لا بد أن يتم تقويتها في الوقت الحاضر وأن العملية السياسية بكامل كيانها مستهدفة ، ما نريده ونؤكد عليه ان العلاقة التاريخية بين الكرد والشيعة هي علاقة مصير واحد وهدف واحد وهو اقامة دولة العدل والمساواة ومحاربة كل اشكال التمييز والعنصرية والتي كانت تمارس ضدهم ، هذه العلاقة والتي نتمنى من الاخوة الكرد ان لايسمحوا لأهل الفتنة وإثارة التفرقة من اجل شق هذا التحالف التاريخي الكبير ، ان هذه المشتركات بين الاكراد والشيعة التي عاشت قرابة سنين الجهاد والتي تتبلور الى رؤى وأفكار جديدة تنطلق من دواعي الحرص والمواطنة لتأسيس خط ديمقراطي وطني يتبنى المنهج الوطني للارتقاء بالوطن والمواطن.

29/5/827

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك