يقول الشاعر المرحوم السياب:
لو جئت في البلد الغريب ماكمل اللقاء- الملتقى بك والعراق على يدى هو اللقاء.
حينما نتكلم عن هذا موضوع الترابط والعلاقة التاريخية بين الشيعة والأكراد فليس من باب المفهوم الطائفي لأننا ضد هذا المفهوم وتتمثل هذه العلاقة التاريخية طويلة الامد والتي تمازجت فيها الدماء وتعانقت جماجم الشهداء وأصبح موطن الشيعة في الوسط والجنوب وموطن الكرد في الشمال ملجأ للمناضلين من اجل الحرية والحق والعدالة والمساواة وحقوق الانسان.فإذا طورد الاولون لجأوا الى كردستان العراق وإذا طورد الاخرين احتضنهم اهوار وقصبات وسهول الوسط والجنوب ، فليس هناك تاريخ محدد لمدى هذه العلاقة لكن كمثال ثورة العشرين في الثلاثين من حزيران التي انطلقت شرارتها من ارض الرميثة وشملت الفرات الاوسط بأسره حيث كان هناك تعاطفا وتضمنا من الاخوة الكرد، وقد يقول قائل أن هنالك الكثير من الحساسيات اليوم التي تمر بالحالة السياسية العراقية وقد تكون واحدة من هذا الكثير لو أثيرت ستهدم العملية السياسية برمتها وهو ما يصوره البعض بأن خلافا عميقا يصل الى حالة التنافر والتباعد بل يصل وصفه الى الطلاق السياسي الذي لا رجعة فيه وهو ما يجري تحميله إثر كل تصريح يطلقه مسؤول من إقليم كردستان أو مسؤول من بغداد ، وربما يُفهم بأن التصريحات التي يطلقها الأخوة الأكراد تصب في نهاية المطاف الى انفصال الإقليم عن العراق وهذا بحد ذاته غير ممكن لأن الإقليم ووفق الدستور العراقي هو جزء من العراق وقد اتفقت كل الأطراف على اعتبار العراق يتمتع بنظام فيدرالي وعندما يُقر الإقليم في جزء من العراق لا بد أن يُطبّق النظام الدستوري عليه وهو يأتي وفقا لمقتضيات التعامل مع دول الجوار ووفقا للحدود التي تحد هذه الدول فلذلك لا يمكن أن نَدقّ إسفينا في هذا المجال في حين أن هنالك تكالبا كبيرا يحيط بالعراق وبالعملية السياسية برمتها والمستهدف من هذا كله العراق بأجمعه من شماله الى جنوبه ومن غربه الى شرقه حيث نلحظ التحركات المكوكية التي يقودها حزب البعث في الدول العربية وبمساعدة بعض السياسيين من داخل العراق من أجل تغيير الخارطة السياسية برمتها والتي ستحكم في الدورة القادمة وهذا كله يجري بإشراف بعض دوائر المخابرات في الدول العربية لدعم عودة هؤلاء بقوة الى واجهة الحكم في العراق الجديد ولذلك فأنا أرى أن العلاقة المصيرية التي تربط التوجهات السياسية ما بين الأحزاب الكردية والأحزاب الشيعية لا بد أن يتم تقويتها في الوقت الحاضر وأن العملية السياسية بكامل كيانها مستهدفة ، ما نريده ونؤكد عليه ان العلاقة التاريخية بين الكرد والشيعة هي علاقة مصير واحد وهدف واحد وهو اقامة دولة العدل والمساواة ومحاربة كل اشكال التمييز والعنصرية والتي كانت تمارس ضدهم ، هذه العلاقة والتي نتمنى من الاخوة الكرد ان لايسمحوا لأهل الفتنة وإثارة التفرقة من اجل شق هذا التحالف التاريخي الكبير ، ان هذه المشتركات بين الاكراد والشيعة التي عاشت قرابة سنين الجهاد والتي تتبلور الى رؤى وأفكار جديدة تنطلق من دواعي الحرص والمواطنة لتأسيس خط ديمقراطي وطني يتبنى المنهج الوطني للارتقاء بالوطن والمواطن.
29/5/827
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha