بقلم: خضير العواد
من المصادر المهمة التي يكتسب الإنسان منها ثقافته وتجربته لكي ينجح في حياته ويحصل على السعادة التي يبتغيها كل إنسان وتختلف السعادة من شخص الى أخر ولكنها تبقى الهدف الأسمى الذي يفتش عنه كل إنسان عاقل ، أن يستفاد من تجارب الأخرين وأن يسلك الطريق الذي أدى بهم الى الخير وأن يترك الطريق الذي أدى بهم الى الشر لكي يختصر الوقت الذي يؤدي به الى السعادة التي يبتغيها ، ومن دراسة التاريخ المملوء بالتجارب المختلفة نستقي منه أن الإنتقام والقتل على الرأي لا يوصل أي أمة الى السعادة بل العكس دائماً الذي يسلك طريق القتل والدمار نهايته تكون أليمة ومملوءة بالتعاسة والندم أو الموت الذي بعده لا ينفع ندم النادمين ، فهذا قابيل عندما قتل هابيل هل إستطاع أن ينهي خط الخير علماً إنه قتل ربع العالم في ذلك الزمان بقتله لأخيه هابيل ، ولكن بقى الخط الهابيلي المتمثل بخط الخير بالإضافة الى الخط القابيلي المتمثل بخط الشر ، وهذه الحروب الطائفية أو الدينية الطاحنة التي أخذت من الأرواح ما أخذت ماذا كانت نتائجها ، وهل أنتهت ديانة من الديانات بسبب القتل والدمار بل العكس الديانات تصبح أكثر قوة ومنعة عندما تحيط بها المخاطر و التجارب كثيرة ، كالمسلمين والمسيحين هل أنهى أحدهم الأخر أو الهندوس والمسلمين هل أنهى أحدهم الأخر أو اليهودية وما تعرضت له عبر التاريخ من صعوبات أو الموالين لأهل البيت (ع) وما عانوا من قتل وتدمير أو الكاثوليك والبروتستانت وغيرها من التجارب الدامية التي تمتلئ بها كتب التاريخ ، فأن أغلب الدول التي دخلت الإسلام بالقوة خرجت منه عندما ضعفت الدولة الإسلامية لأن عامل الخوف والإرهاب هو المسيطر عليهم كما هو الحال في الدول الأوربية ، ولكن الدول التي دخلت الإسلام عن طريق الفكر فأنها بقيت مسلمة بالرغم من ضعف الدولة الإسلامية لأن عامل المعرفة والإيمان والطمأنينة هو المسيطر كما هو الحال في الدول الإسلامية في شرق أسيا كأندينوسيا وماليزيا وكذلك الدول الأفريقية كتنزانيا والصومال وغيرهم كثير، لهذا فالحروب الطائفية حروب قذرة تدمر الأخضر واليابس ولا تبقي على شئ ولكنها لا تغير شئ لأن القوة وسيلتها الوحيدة وهذه لا تغير وحدها شئ ، فهذه الحروب الطائفية الأوربية ( الكاثوليك والبروتستانت ) التي أكلت من المجتمعات الأوربية الألأف وخصوصاً في إنكلترا وقد أستعمل الأوربيون فيها أبشع طرق القتل والإجرام كالحرق والرمي من أعلى البنايات والقتل بالسيف والتعذيب ولكنها لم تصل الى نتيجة بل الى خسارة المجتمع الأوربي ، ولكن هذا المجتمع أنتبه الى أخطاءه وصلحها وغيّر واقعه من الجهل في كل شئ الى الرقي والتقدم في أغلب الأشياء ، ومن أهم العوامل التي قادته الى هذا المستوى من الإزدهار والتقدم هو نبذه للطائفية ووضع محلها إحترام الحريات الشخصية ومن ضمنها حق التّعبد ، هذا التغير في التفكير الأوربي جعل هذه القارة قبلة لكل مفكر وعالم أو كل شخص يبحث عن السلام والأمان ، فأصبحت هذه القارة أو الدول التي تحذوا حذوها في أحترام التّعبد والحريات الشخصية مثال واضح عن تعايش المذاهب والأديان مع بعضها البعض وفي إجتماعها تصبح مصدر خير و قوة للجميع فنلاحظ الهندوسي يجلس مع المسلم واليهودي مع المسيحي والجميع يحترم بعضه بعضا ولا يعنيه ما يعبد ولكن المهم عندههم إحترام بعضهم بعضا ، فلهذا توجه الجميع للعمل وأشترك الجميع في نجاح المشاريع وتركوا ما لا يعنيهم وأهتموا بالذي يعنيهم وهو التفتيش عن السعادة ، فلهذا وجدت أوربا نفسها سعيدة بتركها للحروب الطائفية البغيضة التي تستنزف كل الطاقات ، وأكتشفت أن الطائفية من أهم الأسلحة التي تنخر في قلب العدو لهذا تحاول زراعتها في كل مجتمع تريد إضعافه والسيطرة عليه ، كما فعل البريطانيون عندما أردوا السيطرة على الهند أو عندما أرادوا السيطرة على الدول العربية بعد العثمانيين ، وما يفعله الوهابية الأن في دول الشرق الأوسط ما هو إلا مخطط غربي الغاية منه إضعاف تلك الدول ومن ثم السيطرة عليها أو تنفيذ مخططاتهم العدوانية ألتسلطية ضد شعوب المنطقة ، لهذا يجب أن نتعض ونأخذ الدروس من تجارب الشعوب التي سبقتنا الى النجاح والحياة السعيدة (نسبية) ، لكي نحذوا حذوها ونضمن لأجيالنا حياة ناجحه وسعيدة ، ومن هذه التجارب التي يجب أن يقتدى بها هي التجربة الأوربية في نبذ الطائفية وأحترام الحريات الشخصية ومن ضمنها حرية التّعبد لأن نبذ الطائفية أهم عامل يساعدنا على جلب السعادة والنجاح الى شعوبنا المحرومة . خضير العواد
https://telegram.me/buratha