بعيداً عن الانفعال السلبي والتهريج الكتابي والاستمالات السياسية والطائفية، وقريباً من المنطق والطبيعة الواقعية ـ ان صح التعبير مجازاً ـ اود اليوم مناقشة موضوعة دكتاتورية الاغلبية في النظام الديمقراطي وهي وان تكون موجودة اصلاً في روح الديمقراطية الا ان العراقيين وبمشورة وضغط من الاميركيين قلبوا الطاولة فلم تعد هناك ديمقراطية ولا دكتاتورية، انما ابتكروا لنا نظاماً قمعياً جديداً يدعى بـ (المحاصصة) وهو نظام رجعي متخلف ترسخ فيه كل أوساخ التاريخ بما يحمله من خلافات حقيقية او فنتازية.
التكوين المجتمعي العراقي يكاد ان يكون متشكلاً في ذاتيات عرقية وطائفية لا تطفو الى السطح ما لم يكن هناك خائضاً في ترعته، وهو امر طبيعي جداً نتيجة سياسات الانظمة الحاكمة، الا ان النظام الجديد وبحسب صراخه وبهرجة شعاراته السياسية يجب ان يكون مترفاً بالوعي الديمقراطي وموسوماً بتأنيقات انسانية مكتسبة واخرى مغروسة منذ البدء، لكون الذين تصدوا للسلطة كانت مشاربهم وعوية مطلقة كاملة غير منقوصة واخرى وضعية متميزة مرت بتجارب تطورية كثيرة الى ان وصلت الكمال المطلق النسبي الحياتي وحسب مراحل زمنية طبيعية.
مشروعية النظام السياسي الجديد وطبقاً لما مر سلفاً من معطيات تقترب الى التفكيك الفلسفي لا يكتب له النجاح وسيتعثر عاجلاً ام اجلاً، وما الترقيعات التي حملها قائد القوات الاميركية الذي زار بغداد مؤخراً والتي سيحملها في المستقبل القريب الوفد الاميركي الكبير، ما هي الا علاجات للتسكين المؤقت، وحتما سنكون امام خيارين، اما دكتاتورية الاغلبية النابعة من روح الديمقراطية واما الزوال والتفكك لا سمح الله.
10/5/828
https://telegram.me/buratha