المقالات

سوريا، محروق إصبعه....بقلم: هادي جلو مرعي

847 10:26:00 2012-08-28

 

 أكلة يصنعها الفقراء ، ولطالما صنعناها في العراق أيام الجوع والحصارات لكني أجهل سبب التسمية ، برغم بساطة المواد المستخدمة في تحضيرها ولا تعدو أن تكون (بعض الخبز ،وماء وبصل وبهارات) وتوضع كلها على النار ثم تنضج بسرعة وتقدم بالهناء والعافية ، فهل تعود التسمية الى قيام المسؤول عن التحضير بمد إصبعه في القدر الساخن فتتحرق بحرارة الطعام ؟ الله  أعلم .

الملف السوري يزداد غموضاً وتعقيداً يوماً بعد آخر ، وتمضي الأمور لجهة تدمير الدولة وذهاب هيبة الحكم فيها وربما تقسيمها الى دويلات متناحرة ، حيث يبدو الصراع وكأنه بين الطائفة العلوية ونظيرتها السنية ،وهو صراع سيأخذ هذا البلد الى المجهول خاصة وإن عشرات من دول العالم الكبرى والصغرى والمتوسطة في الحجم تتدخل بشكل فاضح في نصرة هذا الطرف أو ذاك ما أدى الى إبتعاد ظروف الحل الى مديات هائلة ومع تزايد أعداد القتلى والجرحى والمهجرين ودمار يعم المدن فإن أحداً لا يمكنه التنبؤ بما سيحدث في الغد.

القدر السوري أو الطنجرة التي يغلي فيها الماء ومعه الخبز المقطع والبهارات والملح يقف عليها أكثر من راغب في التحضير وأكثر من جائع وكل يرى إن الأكلة يجب أن تحضر بطريقة مختلفة عن التي يراها الآخرون ، وكل يحاول أن يمد إصبعه ليتذوق منها شيئاً قبل أن توضع في الصحون المعدة جانباً.

التدخل الغربي والشرقي في الملف السوري يشبه الى حد بعيد وقوف مجموعة أشخاص على قدر (محروق إصبعه) . فمنهم من يريد التحضير على هواه ومنهم من يريد أن يتذوق ، وغيرهم يريد أن يتناول شيئاً من الطعام ، وهناك من يريد أن يحصل على القدر كله بما فيه من طعام.

يبدو إن السوريين (حكومة ومعارضة وشعباً) جميعهم يفورون في القدر ولا يعلم أحد إلا الله كيف سينتهي بهم الحال (ينضجون ، أو يحترقون)، لكن الذين يدعمون النظام ،والذين يدعمون المعارضة كل حسب مصالحه سيمدون أصابعهم ولا بد أن تحترق ،فملف البلد يمثل جزءاً من المصالح الحيوية للدول الكبرى والصغرى على السواء وهم يتدخلون بسحب القدرات والإمكانات ويعلمون أن أصابعهم ستحترق فالأكلة السورية لم تعد (محروق إصبعه) التي نعرفها بل تغيرت المواد الداخلة في صناعتها وكذلك طريقة تحضيرها.

ملاحظة أخيرة.

لا يمكن أن أصدق أحداً من الذين أوغلوا في التدخل لو أنه إدعى وجود رغبة إنسانية من وراء تدخله . لأن المتورطين الخارجيين إما أن يكونوا مع الحكومة أو المعارضة ، وأما الشعب فهو وقود معركة لا نعرف كيف ستنتهي ، ما نعرفه أن الشعب سوف يضيع.

4/5/828

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك