مع أن ظروف عملي جعلتني ـ مع شديد الأسيف ـ لم أوفق لمتابعة محاظرات الشيخ جلال الدين الصغير عن القضية المهدوية في وقت إنعقادها ومكانه، لكني مثابر على متابعتها على موقع سماحته أو في اليوتيوب..وهذا ما وفر لي التوصل الى نتيجة حاسمة هي أن هذه المحاضرات، سدت فراغا واسعا في هذه القضية، وجسرت مفازات وأغوار..وكلما تقدمت المحاظرات في الشرح والتفصيل تتكشف حقائق غائبة أو مغيبة أو غير موضحة سابقا...
إن قضية إنتظار من سيملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا، ليست قضية تخص أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام فقط، ولا هي قضية إسلامية خالصة، بل هي أمل للبشرية جمعاء، وجميع العقائد السماوية تتحدث عن مهدي أو مخلص..بل وحتى معظم العقائد الوضعية تتوفر على شكل من أشكال الإيمان بهذه القضية.
غير أني كنت أتوقع أن لا تمر عملية التثقيف هذه مرا بلا مناكفة أو معارضة، والأمر المستغرب أن لا يحصل مثل هذا التوقع...لسبب بسيط هو أن "الأمل" بالتغيير الكبير الذي سيحدثه عند الظهور المبارك، أمر يقض مضاجع المستهدفين بالتغيير..والمستهدفين بالتغيير ليسوا أفرادا ظلمة فحسب، بل هم أنظمة وكيانات وقادة وزعامات وساسة ومتنفذين وأغنياء ومحتكرين وشركات وجيوش وجنرالات...
إن الأمل بالتغيير يخيف الظلمة ، لأن الأمل يؤدي حتما الى العمل. وأمير المؤمنين علي أول من تنبه الى هذه المعادلة حينما قال عليه السلام: "لولا الأمل لبطل العمل".. وهذا ما يفسر بعض أركان الهجمة الشرسة التي أطلقت مؤخرا ضد القضية المهدوية برمتها وضد المفكرين الذين يتناولونها شرحا وتبصيرا وإعدادا، ومنهم سماحة الشيخ جلال الدين الصغير...
11/5/828
https://telegram.me/buratha