هادي ندا المالكي
وأخيرا هدأت ثورة الغضب والانتقام والأحقاد الشخصية بين رئيس الحكومة نوري المالكي وبين رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي التي استمرت أشهر عديدة وتقطعت بسببها حبال الوصل والود بين الطرفين حتى شارفت على إعلان الحرب بل تجاوزت هذه المفردة عندما اصطف النجيفي مع أطراف اربيل وقادة هجمة شعواء للاطاحة بالمالكي مدفوعا بإصرار وعناد يبدوا للوهلة الأولى واقعي يقوده بارزاني ويسانده علاوي ويبارك له التيار الصدري.وخلال فترت انقطاع الطمث بين الطرفين لم يترك اين منهما وسيلة للنيل من الطرف الاخر الا واستخدمها وكانهم اعداء منذ ان ولدتهم امهاتهم ولم يجمعهم في يوم من الايام جامع مشترك يحتم عليهم ترك صغائر الامور والاهتمام بمصالح الناس الذين ائتمنوا على ادائها ،كما انهم سدوا اذانهم عن صوت العقل والمنطق الذي حاول البعض ان يسمعه لهم وان يعيدهم الى جادة الصواب ويذكرهم بما هو حق وواجب عليهم القيام به .كما انه فات على السيد المالكي والنجيفي ان موقعهما الحالي ليس لكرامة على الله او شرف يحضون به من دون الاخرين اكثر مما هو موقع خدمي وتشريفي يحتم عليهم اداء الامانة وترك القضايا الشخصية والتصرف بطريقة مهنية واخلاقية عالية تكون نموذجا للموظف الملتزم والخلوق الذي لا يبخل بوقته من اجل خدمة ابناء شعبه ولا يثور لنفسه او لعصبته او عشيرته اكثر مما يثور لشعبه ووطنه ويترك الحبل على الغارب في وقت تقطع المفخخات والكواتم اشلاء ابناء شعبه وتحرق نيران الفقر وجوه ابناءه المتعبين.ومن الغريب ان يكتشف المالكي والنجيفي في هذا الوقت ان التوصل الى اتفاق بينهم للقضايا العالقة بين الطرفين يساهم بتعزيز اللحمة الداخلية ويسد الطريق على العابثين والمخربين ويساهم في الاسراع بتقديم الخدمات الى المواطن الذي لن يصبر اكثر على نزق وغباء القادة السياسيين الذين يتصرفون بطريقة صبيانية وكانهم في مجلس عائلي او عشائري متخلف لا يزنون قيمة للوقت المهدور او للمشاكل والخسائر التي تترتب على هذا الصراع الصبياني الذي استمر اشهر معدودة حتى كاد ان يطيح بكل ما تم بناءه من تجربة ديمقراطية .ومن النكت الغير مسلية ان تظهر تسريبات في هذا الوقت الحرج تبشر باحتمال تشكيل تحالف ثلاثي يضم اضافة الى الطرفين، الثالوث المتناقض صالح المطلك، اقل ما يقال عنه زورا وبهتانا انه تحالف وطني؟؟ وفي حال تشكيله فاقرأ على العراق السلام لان هذا الثلاثي هو اساس المشاكل والخراب والدمار الذي حل ويحل بالعراق وبالعملية السياسية فلو كانوا وطنيين لما اختلفوا وفشلوا وتنازعوا وقضوا كل فترة تواجدهم في الحكومة بالمشاكل وخلق الازمات والزعل والتهجم والنيل من الاخر دون ان يقدموا مشروعا ناجزا او بناءا محترما يمكن ان يشار له بالبنان.ان جمع الاضداد امر غاية في الصعوبة ولا يمكن ان يعطي نتائج ايجابية مهما حاول البعض ان يعطي صفات ونعوت مخالفة للحقيقة ،وان توصل النجيفي والمالكي والمطلك لاتفاق امر دونه خرق القتاد لان هؤلاء الثلاثي وصلوا الى مرحلة كسر العظم ونال كل طرف من الاخر ،وحتى لو جمعتهم مخاوف واستحقاقات المرحلة القادمة فان جمعهم لم يدوم وستفرقهم مصالحهم وغرورهم وانتمائاتهم المتناقضة.
https://telegram.me/buratha