المقالات

الرهان على ورقة الاصلاحات !!!

471 14:01:00 2012-08-28

سعيد البدري

بعد شد وجذب وتراشق وتهجم وصل حد التهديد بالتصفية بين الفرقاء او مرحلة ما سمي بكسر العظم وصلت الامور الى ما ذهب اليه العقلاء من تهدئة وتقارب والسبب إن سياسة التهديد بكشف الأوراق والملفات وبمعنى ادق سياسة نشر الغسيل التي كانت سلاحاً بأيدي المتخاصمين لاستخدامها ضد الآخر وصعدت من وتيرة الأزمات لم تعد تؤدي المطلوب منها فرضخت جميع الاطراف طائعة مرغمة على القبول بالحل التوافقي والركون الى الحوار واللقاءات الثنائية لسبب بسيط ان المتخاصمين يرون ان الطرف المقابل مدان وكما ان لديهم ملفات تدينه فانه بالمقابل يمتلك اوراقا تدينهم ولعل هذا ما بينه السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى غير مرة وحذر من الانجرار وراء سياسة التصعيد والتسقيط والتهديد والوعيد كون انعكاساتها واضرارها على الشارع اكثر من الذي يرومون تحقيقه في اطار تحقيق المكاسب وعلى هذا الاساس يظهر أن الجميع تيقن بأن لا طريق للحل إلاّ من خلال التوافق على نقاط الإصلاحات السياسية التي وردت في ورقة التحالف الوطني والتي يمكن أن تشكل منطلقا لحل الأزمة. وهي منسجمة مع القانون والدستور ولا تشكل عبئاً ثقيلاً على الدولة العراقية وتراعي الوضع الراهن وليس فيها مطاليب تعجيزية لا يمكن معالجتها.ولعل ما جاء فيها سيكون له الاثر في تطييب الخواطر والدفع باتجاه تحقيق الاستقرار السياسي لفترة طويلة من قبيل الإسراع بتسمية الوزراء الأمنيين وتثبيت القادة العسكريين والأمنيين من قبل مجلس النواب وإنهاء حالة الوكالات والأوامر الديوانية التي باتت تتخذ بشكل كيفي دون ان تكون هناك ضوابط معقولة تحددها وتشرعنها .والعمل على إقرار قانون النظام الداخلي لمجلسي الوزراء و النواب لمنع الاجتهادات الخاصة وتحديد سقف الصلاحيات لكل منهما .كما جاء فيها ايضا الاسراع بإصدار قانون العفو العام شرط استثناء من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين والرجوع في العفو عن القتلة والمجرمين الى من يهمهم الامر من أولياء الدم لحل هذا الملف نهائيا بشكل قانوني وشرعي فضلا عن بعض القضايا الاخرى التي تم التطرق اليها . ومنها اضفاء صفة الاستقلال على العديد من الهيئات التي تسمى بالمستقلة التي أكد الدستور استقلاليتها ومنها هيئة النزاهة و المفوضية العليا للانتخابات و البنك المركزي العراقي وغيرها لتتمكن هذه الهيئات من ممارسة دورها ولعل اهم موضوع يطرح اليوم هو ضرورة الإسراع بتسمية أعضاء مفوضية الانتخابات لاجراء الانتخابات القادمة في موعدها المحدد، و الحفاظ على الممارسة الديمقراطية وعمليات تداول السلطة .ولعل ورقة التحالف الوطني لم تغفل المشكلة الاهم التي ادت الى كل هذا التصعيد وهي العلاقةبين الحكومة الاتحادية والمركز مع اقليم كردستان وتحديد صلاحيات الاقليم بدقة في علاقته وتعامله الداخلي والخارجي وفي قضايا باتت تهدد بنسف كل ماتم بناؤه بما فيها ابرام الاتفاقات النفطية وطبيعة الاجراءات التي ستتخذ لمعالجة ملف المناطق المتنازع عليها رغم حساسية هذا الملف مما يقود ايضا الى اعطاء فسحة كبيرة للعمل وتطوير اداء المحافظات العراقية الاخرى عبر توسيع صلاحيات مجالس المحافظات وإطلاق يدها لتحقيق هذه التطور المنشود من كل ماسبق نرى ان الحل يكمن في الارادة الساعية اليه ففي الوقت الذي تشكك بعض الاطراف بمصداقية ورقة الاصلاحات والملفات المطروحة فيها نرى ان الحل ممكن ان تخلت الاطراف المتصارعة عن عنجهيتها وفكرت بعقلانية والا فلن تكون هذه الاصلاحات التي لم يكن احد يجرؤ على الحديث عنها او مناقشتها سوى حجة جديدة لادامة الازمة والدفع باتجاه ادخالها في نفق جديد مظلم.اذن الشعب العراقي الذي صبر وعبر عن احباطه من اداء بعض الشخصيات والكتل ينتظر ان تتحد الارادات من جديد لتجاوز هذه المرحلة والتفكير بما سيليها من مراحل مليئة بالتحديات ومنها التدخلات والتهديدات التي بدأت تظهر مؤخرا على الجبهتين الداخلية والخارجية ...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك