محمد رشيد القره غولي
طالما تردد على مسامعنا الحديث الموقع عن الامام المهدي(ع) في سؤاله من احد المؤمنين عن الحوادث التي ستقع زمن الغيبة الكبرى و كان ـ كما هو معلوم للكثيرين ـ جوابه (ع) : اما الحوادث الواقعة فردوها الى رواة حديثي فانهم حجتي عليكم و انا حجة الله. و منه و صلنا الى دليل ان الفقيه الجامع للشرائط هو الكاشف للحكم الشرعي و عليه هو حجة و على المكلف الانصياع لرأي الفقيه، كما من الحديث وصل بعض الفقهاء على انه دليل معتبر لولاية الفقيه بشكل اعم فكما للامام هي للفقيه دون العصمة الثابتة للامام عليه السلام، و لسنا هنا في صدد الخوض بالأدلة على كلا الرأيين لكن في صدد إظهار حقيقة للمكلف و انا منهم ان الامام عليه السلام يعلم من الله ما سيقع على امته من ويلات و فتنن تعصف بهم ما لم يكن لديهم مرجع يرجعون اليه زمن الغيبة الكبرى فكما ان الامام أمان لأهل الارض فالمرجع الفقيه أمان للشيعة من الانحراف تحت وطأت الفتن التي نشهدها اليوم كما كانت في السابق، و عليه فان كل شيعي يجب إدراك هذه الحقيقة و عدم الانجرار مع مفاهيم تريد سلب هيبة و قدسية المرجع المستمدة من الامام كما في النص الوارد أعلاه و إيهام انفسنا اننا نستطيع انتقاد هذا المرجع او ذاك باعتبارهم بشر و البشر خطائون دون الالتفات الى مكانتهم العلمية التي مكنتهم من عصم انفسهم و غيرهم من الخطأ. كما ان الراد عليهم كالراد على الامام و هذا ما جاء في مقبولة حنظلة عن الامام (ع)، فبعد كل هذا و يأتي من يحاول بيان الحكم الشرعي للفقيه بدلا من ان يكون هو من يأخذ حكمه الشرعي منهم. و عليه اقول ان كل من يحاول تضعيف مراجعنا الاعلام فهو في موضع الشبهة و الشكوك ومهما كان حجمه او مكانته و لا ينتظر منا الا الوقوف بالضد معه ، فلسنا بهذه السذاجة لتنطلي علينا آراء يراد بها باطلا. وعلى هذا استطيع الخروج بقاعدة للفقيه الجامع و هي ان كل مشكك او مضعف له فهو اما يحمل أجندة يراد بها تشظي الشيعة او انه جاهل او حسود دفعه للنيل منهم.اما من يحاول أضعافهم لمجرد رأيه السياسي خالفه المرجع المتصدي فهو قد نافى اصول الحوار او الإلمام بما يدور في الواقع الذي يعيشه المرجع اكثر مما هو فيه، و اريد القول بصراحة اكثر اننا كشيعة في العراق على دراية كبيرة بموقف المراجع الاربعة حفظهم الله من العملية السياسية الدائرة اليوم و لا نريد من يملي علينا او عليهم بسبب سياسات مناطقية او جغرافية تجد في العراق مصلحة لهم على حساب مصلحة العراق و نحن على ثقة بالغة بهم و لا يزحزنا عن الامتثال لاوامرهم مهما كان حجم المعترض، لاننا نشهد اليوم من بعض (( العلماء )) لاسباب نجهلها اليوم او نحاول التغاضي عنهم، يطلقون بعض الكلمات الرنانة التي تريد بنا شرا اكثر مما هو خير و كانهم الاعلم في الوضع الحالي الذي نمر به في عراقنا الحبيب و الذي اصبح واقعنا الشيعي غير مرضي بسبب هؤلاء العلماء الذين يكسرون القاعدة و بداوا بابراز امور نحن في غنى عنها، و انا على يقين ان القارئ يعلم ما اقصده هنا و في الختام نسال الله ان يوفق و يسدد و يحفظ علماءنا و جعلنا من التابعين لهم فهم الادلاء الحقيقيين على نهج اهل البيت عليهم السلام.
https://telegram.me/buratha