المقالات

الشط الغرق جوَسم .......... لطمنَ

622 16:34:00 2012-08-28

الحاج هادي العكيلي

أمراة من اهل جنوب العراق عندما علمت بأن ولدها وأسمه (( جاسم )) قد غرق في الشط (النهر) ،أهرعت حافية القدمين مهرولة ضاربت الكفين على الخدين ،هزجت مخاطبة الشط الذي غرق فيه ولدها وقالت (( الشط الغرق جوسم لطمنَ .... واحلف دوم ماي ما أشربنه )) .والحقيقة انها أمراة جنوبية تتحدى عوامل الطبيعة التي جعلت الشط ان يمر في المنطقة التي تسكنها لتعلن تحديها بأنها سوف تطمه لانه غرق فيه ولدها وانها أقسمت بانها لاتشرب من الماء الذي غرق فيها ولدها بالرغم من انها كأئن حي يحتاج الى الماء لكي يعيش .

فكم من العراقيين غرقوا في شط البعث الصدامي الكافر بين القتل والاعدام والتعذيب والسجن والجوع والتشريد فلا نجى أي بيت من بيوت العراقيين الا وشط البعث الصدامي قد غرق فيه أحد ابناءه نتيجة للحروب الطائشة والسياسة الرعناء والحكم الاسود الطائفي والعنصري ،فكانت دعوات العراقيين بالتخلص من ذلك الشط قد أستجابة بفضل رب العالمين فسلط عليه من لا يرحمه ... فكانت فرحة العراقيين لا توصف باندثار شط البعث الصدامي الدموي الذي اصبح لونه كلون الدم بفعل القتل العشوائي لابناء الشعب العراقي المسكين ان كان معارضاً أو لم يكن معارضاً .. اسلامياً او علمانياً ... عربياً أو كردياً .... سنياً أو شعياً وبفعل التلاحم والتاخي والتازر لبناء عراق جديد مبني على مبدأ الديمقراطية للوصول الى سدة الحكم .فكانت الانتخابات الحرة لاختيار ممثلي الشعب في البرلمان لتكوين حكومة ترعى مصالح الشعب وليس مصالحهم الشخصية والحزبية ولتاخذ بالبلد نحو التقدم والرقي بعد ان عان من التخلف والحرمان والتسلط وحكم الحزب الواحد والقائد الضرورة ...لتنطلق حكومة الشراكة الوطنية الحقيقية التي بكون البلد بحاجة ماسة اليها في هذه المرحلة من البناء الديمقراطي والمشاركة في اصدار القرار .ولكن النفس امارة بالسوء الا ما رحم ربي ..

فكان العراقيون يحلمون بان يشربوا من شط نظيف لا تشوبه كل شائبة تسودة العدالة والمساواة بين ابناء الشعب العراقي بغض النظر عن الطائفة والمذهب والقومية والدين ليتمتع بتوفير الخدمات التي حرم منها على مدى اكثر من ثلاثين عام ..ولكن بتدا ترمى في هذا الشط الجديد احقاد القومية والطائفية ..خارجية وداخلية ..اقليمية ودولية فظهرت حالات التلوث في الشط واراد البعض ان يغيير مجرى الشط بمساعدة قوى خارجية ولكن محولاتهم لم تفلح ولم تنجح بالرجوع الى الشط القديم الذي اندثر الى الابد ..ولكي يبقى هذا الشط نظيف يروي كل العراقيين لا ان يصب في مصلحة أحد كما يريد البعض وينفرد به باستخدامه كل الوسائل المتاحة الدستورية وغير الدستورية ..بصفقات واتفاقات ..سرية وعلنية ..تنازلات واستحقاقات ..فكان الانفراد في القرار هو هاجس الاخرين من تغيير مسار الشط الجديد باسم الديمقراطية الى العودة للحزب الواحد والقائد الصنم .فان اصوات العراقيين سوف تتعالى وتردد وتهزج كما هزهت المراة الجنوبية (( الحزب ما نفع شعبه ماريدنه ..... وحلف دوم لا أيده وصوت له .))

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك