بعد كل الضجيج والعجيج الذي رأيناه عقب إلقاء سماحة الشيخ الصغير محاضرته حول الحراك الكردي، كنت أتساءل مع نفسي: ماذا لو أن الانفصال الكردي من سوريا قد حصل؟ ماذا سيقول من هرج حول هذه القضية؟ وبماذا سيخبرون جمهورهم؟ لا أريد هنا أن أتحدث عن أخبار أهل البيت عليهم السلام وطبيعة التفسير الذي سمعناه من سماحة الشيخ فهو اعرف وأخبر منا بهذا الأمر، ولكن ليست قدرة التحليل منعدمة لنرى ان ما تحدث عنه سماحة الشيخ بات قاب قوسين أو أدنى، فألأكراد لم ينفصلوا من العراق بسبب عدم وجود المقومات الموضوعية لقيام دولتهم المستقلة، ونفس الأمر يسري على أكراد إيران وأكراد تركيا، ولكن يبدو لي واضحاً أن فرصة تاريخية أمام الأكراد في سوريا ليرتبوا أوراقهم، إن لم يفعلوا لحد الآن، ففي ظل التداعيات الأمنية الموجودة في سوريا وضعف قدرة المركز في سوريا بات أمام أكراد شمال سوريا فرصة ذهبية للبت في شان اعلان انفصالهم، بالرغم من أن الشيخ الصغير نوّه إلى أن هذا الأمر سيحصل بعد ضربة عسكرية كبرى ستمنى بها دمشق، وهو أمر لم يحصل بعد، وقد كان العائق الأساسي الذي يحول بين أكراد العراق والانفصال هو وجود منفذ طبيعي للتموين التجاري، ولكن هذا العائق يمكن أن يكون قليل التأثير فعلا بوجود اقليم كردستان الذي يمكن ان يقوم بمهمة التموين التجاري عبر حدود العراق بدلاً من الحدود السورية والتركية، أضف إلى ذلك بعد أكراد سوريا عن إيران وضعف الحكومة المركزية في العراق وعدم وجود توجهات لها في السياسيية الخارجية، فإن المتبقي في المنغصات هي تركيا، ولربما يتم تجاوزها في نظر الأكراد بعد أن بات واضحاً أن القطار الكردي في العراق لا يزال صاعداً، ولهذا فإن فرصة تحقيق الإنفصال تبدو عملية بالنسبة لأكراد سوريا، ولم يتبق من حديث الشيخ الصغير إلا التدهور المني الكبير الذي يمكن أن تشهده العاصمة السورية، وقد بات الأمر بالنسبة للمراقبين ليس مجرد افتراض بل إن الجميع مقتنع أن الأمور ستسير بهذا الطريق، وعندئذ ماذا سيقول فخري كريم وأزلامه وحسن علوي ومرتزقته؟ هل سييتراجعوا أم سيقيؤوا من جديد بحملة تشويه للفكر الذي تحدث به الصغير؟ سننتظر، وقد سمعتها مرارا وتكرارا من الشيخ الصغير: لا يهم أن تصدقوني اليوم، ولكن حينما تحصل هذه الأمور عليكم أن تراجعوا كل ما قلت
https://telegram.me/buratha