المقالات

طلال الزوبعي ...طلبك مرفوض

652 16:06:00 2012-08-29

هادي ندا المالكي

قلتها سابقا واقولها اليوم ان العراق بلد الاستثناءات والعجائب من بين كل دول العالم فكل شيء فيه متداخل ومتشابك ويصعب فك رموزه وكل طرف فيه يلعن الطرف الاخر وكل المسؤولين والوزراء والشرطة والجيش والحكومة شرفاء وكل الاحزاب والتيارات الذين يديرون ويشاركون في هذه الحكومة حرامية ،كما ان كل نائب في البرلمان باستطاعته ان يكون حاكما ولديه صولجان يمنحه حق الامر والنهي والتفكير والاقتراح والتجاوز والحياة والموت.

وطلال الزوبعي من بين هؤلاء النواب الذين بامكانهم ان يقرروا وان يرفعوا صوتهم عاليا وان يطالب بما هو حق له وما هو ليس حق له طالما انه نائب وينتمي الى القائمة العراقية ومشاركة في حكومة الشراكة الوطنية ،وفي عراق اليوم ليس المهم ان تنتمي الى هذا البلد الممزق المهم ان تمزق هذا البلد وتدافع عن رقعة المنطقة التي تنحدر منها وليس مهما ما اذا جرف الطوفان ارض بابل وكلدان..

وليس مستغربا ان يتدخل الزوبعي في الشان القانوني او يتجاهل حقوق الضحايا ويدافع عن القتلة والمجرمين لان الحدود الادارية والقانونية مفتوحة على مصراعيها بسبب كثرة التنازلات وقباحة الصفقات التي تعقد خلف الكواليس وتسيس القضاء والامن لاغراض حزبية دنيئة والشيء المؤكد ان طلال هذا لم يكن ليتدخل في شان القضاء ويتطاول على احزان الابرياء وآلام الارامل والايتام لو ان القضاء يملك سيفا قاطعا يبتر به لسان كل افاك اثيم..

وتدخل الزوبعي في شأن القضاء وطلبه الغريب بان يتم تاجيل اعدام (200) من عتاة المجرمين بأمل اقرار قانون العفو العام سيء الصيت انما ياتي من باب الدفاع عن المجرمين والقتلة الذين اوغلو في دماء الشعب العراقي وهذا ديدن القائمة العراقية ونحن شاهدنا وسمعنا كيف ان الارهابي الهارب من العدالة طارق الهاشمي كان عرابا لهؤلاء الاوغاد وكيف كان يدافع عنهم حد البكاء وهو على حق لانهم شركاء في سفك الدم العراقي واخوة في المصير والاجرام.

ان على القضاء العراقي ان يجرم أي شخص يدافع عن القتلة والمجرمين لانه اما ان يكون شريكا معهم او مشجعا لهم وفي الحالتين يستحق هذا الشخص التعزير والعقوبة كما ان اصدار مثل هذا القانون سوف يريحنا من ان نستمع الى ترهات الزوبعي وغيره من الراقصين والمبتهجين باشلاء الشعب العراقي.

ليس من حق أي شخص منح صك الحياة للمجرمين والقتلة واذا ما كانت من جهة تمتلك حق العفو فهم أولياء الدم او المعتدى عليهم ولا اعرف ان كانوا هؤلاء قد وكلوا الزوبعي ليكون ناطقا باسمهم ويمنحوه تفويض حق التنازل عن القتلة والمجرمين.

انا على يقين ان طلب الزوبعي لم يكن خالصا لوجه الله لان من يريد وجه الله يعرف طريق ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب لكن الرجل وجدها فرصة مناسبة لطرح نفسه كمدافع عن القتلة والمجرمين بعد ان خلت الساحة بهروب الهاشمي.

ان طلب النائب عن العراقية طلال الزوبعي بوقف تنفيذ حكم الاعدام بالقتلة والمجرمين اليوم او غدا امر مرفوض ويجب توبيخه لعدم التدخل في شؤون القضاء وعدم اثارة غضب اهالي ضحايا هؤلاء المجرمين لان من يريد ان يصنع معروفا عليه ان لا يفعله على حساب دماء الابرياء والضحايا كما ان امر دماء هؤلاء الابرياء يعود الى ذويهم وليس من حق المالكي والبرلمان والقضاء منح الحياة لشرذمة مجرمة لا تستقيم الدنيا الا بالقصاص منهم.

ان ضعف الحكومة وتورطها بصفقات مشبوهة واتفاقيات مذلة شجع الكثير على ان يرفع صوته فوق صوت القانون والقضاء وفوق صوت الحق وصوت السماء وان يطالب بوقف القصاص وتغيير شرائع السماء لاننا في العراق وفيه كل شيء يشترى ويباع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك