هادي ندا المالكي
قلتها سابقا واقولها اليوم ان العراق بلد الاستثناءات والعجائب من بين كل دول العالم فكل شيء فيه متداخل ومتشابك ويصعب فك رموزه وكل طرف فيه يلعن الطرف الاخر وكل المسؤولين والوزراء والشرطة والجيش والحكومة شرفاء وكل الاحزاب والتيارات الذين يديرون ويشاركون في هذه الحكومة حرامية ،كما ان كل نائب في البرلمان باستطاعته ان يكون حاكما ولديه صولجان يمنحه حق الامر والنهي والتفكير والاقتراح والتجاوز والحياة والموت.
وطلال الزوبعي من بين هؤلاء النواب الذين بامكانهم ان يقرروا وان يرفعوا صوتهم عاليا وان يطالب بما هو حق له وما هو ليس حق له طالما انه نائب وينتمي الى القائمة العراقية ومشاركة في حكومة الشراكة الوطنية ،وفي عراق اليوم ليس المهم ان تنتمي الى هذا البلد الممزق المهم ان تمزق هذا البلد وتدافع عن رقعة المنطقة التي تنحدر منها وليس مهما ما اذا جرف الطوفان ارض بابل وكلدان..
وليس مستغربا ان يتدخل الزوبعي في الشان القانوني او يتجاهل حقوق الضحايا ويدافع عن القتلة والمجرمين لان الحدود الادارية والقانونية مفتوحة على مصراعيها بسبب كثرة التنازلات وقباحة الصفقات التي تعقد خلف الكواليس وتسيس القضاء والامن لاغراض حزبية دنيئة والشيء المؤكد ان طلال هذا لم يكن ليتدخل في شان القضاء ويتطاول على احزان الابرياء وآلام الارامل والايتام لو ان القضاء يملك سيفا قاطعا يبتر به لسان كل افاك اثيم..
وتدخل الزوبعي في شأن القضاء وطلبه الغريب بان يتم تاجيل اعدام (200) من عتاة المجرمين بأمل اقرار قانون العفو العام سيء الصيت انما ياتي من باب الدفاع عن المجرمين والقتلة الذين اوغلو في دماء الشعب العراقي وهذا ديدن القائمة العراقية ونحن شاهدنا وسمعنا كيف ان الارهابي الهارب من العدالة طارق الهاشمي كان عرابا لهؤلاء الاوغاد وكيف كان يدافع عنهم حد البكاء وهو على حق لانهم شركاء في سفك الدم العراقي واخوة في المصير والاجرام.
ان على القضاء العراقي ان يجرم أي شخص يدافع عن القتلة والمجرمين لانه اما ان يكون شريكا معهم او مشجعا لهم وفي الحالتين يستحق هذا الشخص التعزير والعقوبة كما ان اصدار مثل هذا القانون سوف يريحنا من ان نستمع الى ترهات الزوبعي وغيره من الراقصين والمبتهجين باشلاء الشعب العراقي.
ليس من حق أي شخص منح صك الحياة للمجرمين والقتلة واذا ما كانت من جهة تمتلك حق العفو فهم أولياء الدم او المعتدى عليهم ولا اعرف ان كانوا هؤلاء قد وكلوا الزوبعي ليكون ناطقا باسمهم ويمنحوه تفويض حق التنازل عن القتلة والمجرمين.
انا على يقين ان طلب الزوبعي لم يكن خالصا لوجه الله لان من يريد وجه الله يعرف طريق ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب لكن الرجل وجدها فرصة مناسبة لطرح نفسه كمدافع عن القتلة والمجرمين بعد ان خلت الساحة بهروب الهاشمي.
ان طلب النائب عن العراقية طلال الزوبعي بوقف تنفيذ حكم الاعدام بالقتلة والمجرمين اليوم او غدا امر مرفوض ويجب توبيخه لعدم التدخل في شؤون القضاء وعدم اثارة غضب اهالي ضحايا هؤلاء المجرمين لان من يريد ان يصنع معروفا عليه ان لا يفعله على حساب دماء الابرياء والضحايا كما ان امر دماء هؤلاء الابرياء يعود الى ذويهم وليس من حق المالكي والبرلمان والقضاء منح الحياة لشرذمة مجرمة لا تستقيم الدنيا الا بالقصاص منهم.
ان ضعف الحكومة وتورطها بصفقات مشبوهة واتفاقيات مذلة شجع الكثير على ان يرفع صوته فوق صوت القانون والقضاء وفوق صوت الحق وصوت السماء وان يطالب بوقف القصاص وتغيير شرائع السماء لاننا في العراق وفيه كل شيء يشترى ويباع.
https://telegram.me/buratha