بهاء العراقي
تتزاحم الاجندات وتختلف ادوات تنفيذها من مرحلة لاخرى في العراق, ولعل اهم الاحداث التي نؤثر ونتاثر بها هو ما يجري في الجوار السوري حيث تتواصل اعمال القتل والاعتداء وتبادل الاتهامات بين اطراف الازمة السورية فدعاة الحرية والمتباكين عليها ادركوا مؤخرا وبفضل الربيع القطري او العربي ان الحرية مطلب اساس لايمكن التنازل عنه وان ابيدوا عن اخرهم لسبب بسيط ان اغلبهم قبض الثمن مقدما من اموال الاخوة المجاهدين الذين اعطوهم صكوك الغفران التي ستقودهم الى الجنة في السعودية وجلهم يعتقد ببساطة ان بانتظاره المناصب والقصور والسيارات الفارهة ان تحقق النصر وازيل نظام الاسد فقد وعدوهم بذلك وقالوا لهم ايضا ان الفتح القادم لامحالة سيكون من سوريا وانطلاقا منها حيث ستكون هناك قادسية ثالثة يقودها الشاميون هذه المرة
وقد اوصد هولاء الباب امام أي حوار رافضين كل التنازلات التي قدمت لهم في سبيل انهاء الازمة ووقف الاقتتال ولمن يتابعون الاحداث هناك فيمكن ان يكتشفوا ببساطة ان مع كل مبادرة تطلق للحوار ترتفع اصوات الرصاص وترتفع حصيلة اعمال القتل والعمليات الكبيرة التي توقع اكبر عدد من القتلى بين صفوف المدنيين لايهام الجميع.ان الاسد لايريد الحل وهو ماض في عمليات ابادة خصومه وهذا له دلالاته وله من يدفع باتجاهه فقطر والسعودية وتركيا ودول اخرى تدفع بهذا الاتجاه بصراحة وهي ترى انها وصية على الجيش الحر وقيادات المعارضة بما فيها جماعات التطرف الوهابية النزعة.
وبالعودة للاجندات والتحركات التي تنفذ هنا وهناك فان العراق الذي يريد هولاء زجه وادخاله طرفا في الصراع السوري وبث الشائعات والاخبار المكذوبة عنه وعن بعض قواه السياسية التي يزج اسمها في النشرات الاخبارية العربية بمناسبة ومن دونها بخبث منطلقين من خلفيات طائفية بامتياز فتارة يقال ان عناصر من التيار الفلاني والجهة الفلانية تقاتل مع قوات النظام السوري,
بالمقابل تقوم دول بعينها ومنها السعودية بتمويل عمليات مشبوهة لشراء السلاح من مناطق في جنوب ووسط العراق مرورا بشماله وغربه لتهرب الى المقاتلين في الجيش السوري الحر وبعض الجماعات السلفية المتطرفة التي تدفقت من شمال افريقيا وبعض البلدان الاسلامية الاخرى التي تأثربعض مواطنيها بالمد الوهابي وافكاره الهدامة لكن العجيب في الامر ان تجار السلاح والدماء في هذه المناطق وهم محسوبون على مدرسة اهل البيت عليهم السلام يسهمون بدورهم في ارباك الاوضاع الامنية في البلاد ويخلون بالتوازن من دون ان يشعروا بذلك .
والاخطر ان بعض من يقوم بعمليات بيع الاسلحة والاتجار بها هم من ابناء العشائر وحتى من المنضوين في مجالس الاسناد العشائري الذي يصرف عليهم من اموال الشعب لاشاعة روح الاستقرار في المحافظات ولانعلم حقا هل ان هذه المجالس تؤدي دورا حقيقيا في ملف الاستقرار ام ان المسالة حساب اصوات وانتخابات فقط لحساب رئيس الحكومة وحزبه والا فان المعلومات الواردة تؤكد ان البعض يمارس عمليات بيع وشراء الاسلحة وتسهيل خروجها وتهريبها الى دول مجاورة. وكلنا يعلم ان بعض المشايخ والوجاهات لها نفوذها واتصالاتها ببعض شخصيات مؤسسة الحكم السعودية والخليجية وهذا ليس اتهاما فمعظم العشائر العراقية لها امتدادات نسبية ومصاهرات مع عوائل وعشائر عربية في هذه الدول وقد تستغل بهذا الاتجاه وكلنا يعرف ان الاموال لها سحرها وتاثيرها على النفوس وهي التي تتحكم بالولاءات في اغلب الاحيان لذلك ينبغي على الحكومات المحلية في المحافظات واجهزة الامن فيها ممارسة دورها وتفعيل عمليات نقل المعلومات عبر تنشيط الجانب الاستخباراتي لمنع البقية الباقية من تجار الاسلحة من ممارسة هذا الدور القذر خصوصا ان المرجعيات الدينية والعلماء حرموا التعامل بالسلاح بيعا وشراءا وتداولا وتهريبا الى سوريا او غيرها, لان ذلك سيؤثرحتما على الشعوب الاخرى وربما تكون انعكاسات هذه الافعال مستقبلا على الشارع العراقي سلبا مما يعني ان على الحكومة ان تعي دورها وتمارس سلطتها لوقف مثل هذه الاشكاليات والتي لازالت تحت السيطرة ولم تتحول الى ظاهرة بعد .
ان اعانة اعداء البلد ضد ابنائه ومن ساهموا في تدميره عبر فتاواهم يعتبر جرما وعمل محرم ومن الناحية الاخلاقية فان اعانة هولاء وقبض اثمان ادوات القتل منهم يعتبر خيانة لدماء الشهداء الذين قتلوا وسالت دمائهم الزكية دون ذنب وانطلاقا من هذا الفهم فان من يعينهم ويسهل دخول الاسلحة اليهم يعتبر مشاركا لهم بالفعل لانهم حتما سيزهقون بها ارواح مواطنين اخرين في سوريا وقد يكون ذلك في العراق وحتى ان لم نحب عملهم وانكرناه فان بيع الاسلحة حتى لو قيل بانه معاملة تجارية لاتخضع لحسابات سياسية فانه محرم وهنا نقول لابناء شعبنا عليكم بنصرة انفسكم بالتغلب عليها ومنع وسواس الطمع من الانتصار عليكم بهذا فقط نحسم الصراع ونمنع القتل المجاني الذي تصدره دول الشر وارادات القتل النهمة التي لاتشبع من دماء الابرياء على امتداد ارض الوطن وفي عموم البلدان الاسلامية ...
https://telegram.me/buratha