المقالات

أول ثمار الربيع العربي

958 21:30:00 2012-08-31

 

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما خرج العراقي عام 1991 , ضد نظام اذهل العالم باستهتاره في مسألة دخول الكويت , كان مصيره الطمر حيا ً في الصحاري أو الهروب في الفلوات ومن ثم الى بقاع الارض التي استقبلته وبصمت دولي مخيف , نعم هذا هو مصير من يخرج على حاكم هو الاكثر ظلما ً من بين سلسلة الظلمة الذين يتسلطون على رقاب العرب ما زال الخروج  مباغت وحقيقي من دون ضوء غربي اخضر ,  وما ان اورقت أشجار الربيع العربي بمباركة الرياح الغربية  صار من يحرق نفسه بطلا ً ومفجرا ً لثورة تطيح بملك !  وأسقاط الانظمة يتم بتظاهرات وتجمعات تعطي عشرات من الشهداء مقابل حريتها ! في حين طـُمرت الالاف المؤلفة وهجرت دون ان تستنشق مثل تلك الحرية في مناخ اخر .

جرى كل شيء سريعا ً ولكون العربي عاش عقودا ً بلا تغيير فأن التغيير بحد ذاته عده ربيعا ً وانتقلت اللواقح سريعا ً الى الدول الاخرى وليعلن كل يوم عن ثورة في مكان جديد ضمن وطن عربي غارق في نومه لعقود بعد صراع مع القوى الكبرى من اجل استقلاله فأغلب دول العالم حصلت على استقلالها في القرن المنصرم وعاشت استراحة بعد ان هيمن الظالم على كل بلد .

في مؤتمر عدم الانحياز أسقطت شجرة من اشجار الربيع  ثمرتها الاولى واذا به هجين ذو طعم غريب فهو اسلامي الهيئة غربي النوى , ان كلمة الدكتور محمد مرسي كانت العاصفة التي ستقتلع كل ازهار الربيع وتعلن ختام الالوان الزاهية فلقد ظهر اللون الاسود جليا ً في حروفه وملامحه , لم يدرك انه مؤتمر لعدم الانحياز فلقد انحاز بوضوح الى اجندة غربية وكأن الغرب يتكلم لا رئيس دولة عربية منتخب من قبل الشعب , تكلم في غير وقته واوانه وعمي فشخّص ظالم وترك ظلمة واولهم ملك البحرين في نفاق دولي منقطع النظير .

لقد تمخضت الثورات العربية لتعلن عن انظمة بوجوه قبيحة تعلن قبحها علنا ً وهي عقائدية اكثر من كونها سياسية مهمتها تقديم اسلام بشع ينفر منه المسلمون قبل الغرب ويرفع راية النفاق المقيتة فها هو مرسي يمتدح جمال عبد الناصر الذي اعدم نخبة من الاخوان وعلى رأسهم سيد قطب ! فسجل بذلك نقطة هي ليست الاولى تبين مدى نفاق الرجل الاسلامي ليظهر الاسلام منافقا ً بعد برهة في بلد أصيل وعريق كمصر وهذا مؤشر خطير.

القبح الذي يستشري هو ما يقلقني فلقد اعتدنا الانظمة الفاسدة ولكنها كانت متسترة بكلمات وشعارات رنانة أما الان فيبدو ان الامر يختلف فالقبح مباشر يحاكيه قبح في المجتمعات يظهر جليا ً خاصة في النخب السياسية كما في عراقنا الجريح  ولم يكن بهذا المستوى فالتبجح والجرأة  تتسارع من الباطل نحو الحق لتطعنه  فبعد ان برك الباطل على مساحة ليست بالقليل صار يضيق الخناق على الحق الذي يأبى الا ان يكون منيرا ً مهما كانت الجذوة ضعيفة .

كيف تسارع القبح وصار عنوانا ً هذا هو التساؤل الذي يجول بخاطري ؟

كيف ان الجملة الواحدة الواضحة تحللها العقول بعد سماعها الى تفاسير متباينة ؟

كيف ان اللون الابيض بات رماديا ً عند البعض واللون الاسود يخاله البعض أرجوانيا ً زاهيا ً؟!

مالذي يحصل ؟ هل هي حرب ضد العقل البشري ؟

اختكم المهندسة بغداد

 

 

 

  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك