بقلم : نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي
كثيرون يربطون بين عودة الرئيس معافى مشافى ان شاء الله، ورعاية اجتماعات الاصلاحات المطلوبة.. ورغم الجهود والنوايا الطيبة لكن المساعي ستدور في حلقة مفرغة ان لم يعالج امرغيابين رئيسيين.. واستمرار غلق الطريق السالك الوحيد.
• استهلكت المرحلة السابقة الكثير من الثقة بين القوى السياسية اولاً، وبينها والحكومة والشعب ثانياً.. والثقة لا تبنى بسهولة ولا تعود بعد فقدانها بالمجاملات والارضاءات. وتقديرنا انه يصعب عودتها بهذه الوسائل وفي هذه الظروف. وان استقالة وزير كفوء ونزيه كالاستاذ محمد علاوي، او دفعه للاستقالة، دليل على ذلك. فلنتجاوز موضوعات الثقة وقراءة النوايا.. ونقف فقط عند شروط التنفيذ. والامر نفسه بين الحكومة والقوى السياسية والجمهور.. فالكلام والوعود والشعارات لا تكفي، بل لابد من براهين واقعية عن جدوى السياسات الحالية، او البديلة، ليتحمل الشعب التضحيات امام الارهاب ونقص الخدمات وواقع الازمات المتكررة.
• اما الغائب الثاني فهو الفهم المشترك للمواد الدستورية التي يعتبرها الجميع اساس الاصلاح والحل. والدستور عقد. والعقود تبدأ بالتعريفات لحسن تنفيذها.. فلا معنى للعقد الاجتماعي ان كان كل طرف يفسر التعابير والمفردات والمواد كما يشاء.. وللاسف الشديد قادت المطارحات الاعلامية والمناكدات السياسية الى تفسيرات متناقضة، والى شبه انفصام عن اي فهم مشترك.. وهنا ايضاً، فان اي حوار او نقاش يتطلب ان يسبقه -او يرافقه- تعريف واضح لمعاني المفردات، الاساسية على الاقل.
اما الطريق السالك فهو ان يعمل الجميع بما يتفقون عليه، لا ان يتصور البعض ان الاخرين يمكنهم السير مع ما سيملى عليهم، او سياسات الضغط والامر الواقع. فاذا ما وضع كل طرف شروطه في غرفه المغلقة.. واعتبر السقوف العليا خطوطه الحمراء.. واعتبر الحوار مناورة، او كسباً للوقت، او مجرد فرصة للفرض والقسر.. فنحن نتعامل كزوجين على وشك الطلاق، او باسلوب ومنطق الاعداء، وليس بمنطق واخلاق شركاء الوطن واخوة المصير، نحب لاخينا ما نحب لانفسنا.
فما لم يمثل العقد الارادة الحرة للمتعاقدين ورضاهم جميعاً، وليس احدهم او بعضهم، وما لم يلزم العقد مختلف الاطراف، فان الازمات ستستمر، دون منطق لحلها، ومعها المماحكات والتعطيلات والمخاطر الجدية.
اللهم ارني -واهلي واخواني- الحق حقاً فنتبعه، والباطل باطلاً فنجتنبه.. ووقى الله العراق والعراقيين ومنطقتنا وشعوبنا من كل مكروه وشر، انه سميع مجيب.
https://telegram.me/buratha