هادي ندا المالكي
شهدت الأيام الأخيرة تغييرا نوعيا في إستراتيجية الجماعات المسلحة في مواجهاتها مع القوات الأمنية المسلحة وضد أبناء الشعب العراقي في الشوارع والأزقة والأحياء والتي تمثلت باقتحام المقرات والسيطرات بسرعة وبمباغتة تنتهي الواقعة بان يكون الجنود صرعى مجندلين ويكون المسلحين أبطالا يتبخترون في السيطرات والمقرات بملابسهم الرثة يرافقهم مصور يوثق ما يقومون به بكل ثقة وعنفوان.وخلال الأيام والأسابيع السابقة شهدنا تكرارا لعمليات اقتحام السيطرات ومقرات بعض الوحدات العسكرية في التاجي والنباعي وديالى وانتهت جميع المواجهات بفشل ذريع للقوات الحكومية وسيطرة العصابات الإجرامية على هذه المقرات والسيطرات دون عناء او جهد يذكر ودون ان يصاب او يتم إلقاء القبض على أي عنصر إرهابي وأتمنى لو ان المتحدث باسم خطة فرض القانون او القادة الأمنيين او القائد العام للقوات المسلحة يشرح لنا أسباب هذا الإخفاق الأمني وعجز افراد هذه السيطرات عن المواجهة وحماية أنفسهم مقابل شرذمة من المشردين والمجرمين ؟هل هو خوف وجبن ام هو نقص في الأعداد والتهيئة او سيطرة الروح الانهزامية لدى افراد القوات المسلحة او يرتبط باستهانة هؤلاء العسكريين بخطر العصابات الإجرامية او أسباب أخرى نجهلها.ورغم تكرار حوادث الاقتحام فان الحكومة والقيادة المسلحة لم تربح منازلة واحدة وتوقف جنون العصابات الاجرامية، على الجانب الاخر فان الكاتم بدأ يعود بقوة هذه الايام ويحصد ارواح من يريد دون ان يترك فرصة واحدة للضحية للنجاة او الهرب او الفشل أو القاء القبض على الجاني وان تركز الاستهداف على كبار الضباط والقادة العسكريين خلاف ما كان عليه في الفترة السابقة عندما كان المستهدف في الأسلحة الكاتمة هم موظفين الدولة الصغار والكبار ومعهم العسكريين.ويبدوا ان تغيير الاستراتيجية الهجومية من قبل المجاميع الارهابية يرتبط بتخطيط دقيق من قبل قادة هذه المجاميع ويرتبط ايضا بتغيير خطط المواجهة مع القوات المسلحة في وزارتي الدفاع والداخلية وهذا التغيير لا يمثل فشلا للخطط السابقة التي اتبعتها العصابات الاجرامية والمجاميع الارهابية من تفخيخ وتفجير بعبوات ناسفة او لاصقة او احزمة ولكنه استعراض عضلات واثبات جدارة وزيادة في اذلال القوات الحكومية التي لا تعرف ماذا تفعل في ظل خطط عقيمة وغياب لوزراء المفاصل الامنية المهمة وخاصة وزراء الدفاع والداخلية.ولقد اصبح واضحا ان البقاء على الخطط الامنية المستهلكة من قبل القوات الحكومية لم يعد يجدي نفعا في وقف الاعمال الارهابية ولم يترك اسلوب خلق طوابير انتظار المواطنين امام السيطرات غير ردة فعل عكسية لان المواطن أيقن ان هذه الطوابير وهذه السيطرات اعمال عبثية لا تساهم بحقن الدم العراقي المستباح ولا توقف الهجمات الارهابية.يبقى من نافلة القول الاشارة الى ان استمرار الوضع بما هو عليه من واستباحة للدم العراقي والاستهانة بحرمته وعجز المؤسسة العسكرية عن حماية ارواح المواطنين وحماية نفسها يعطي رسالة واضحة يجب الوقوف امامها بسرعة وحزم وهي ان المؤسسة العسكرية العراقية التي كانت مضربا للمثل في الشجاعة والمناعة والصلابة والقوة اصبحت اليوم محل تشكيك وتسير بسرعة الى الحضيض الذي ليس بعده عار.
https://telegram.me/buratha