خضير العواد
بعد أن تغير النظام البعثي المستبد إختار الشعب العراقي بأجمعه النظام الديمقراطي لأدارة العراق الجديد ، والنظام الديمقراطي يعتمد على نتائج صناديق الإختراع في تكوين الحكومات المحلية (المحافظات) او الإتحادية ، ومن خلال الأنتخابات يمكن لكل مواطن أن يختار من يمثله في المجالس المحلية أو البرلمان أي يختار المواطن من يعتقد انه مصدر ثقة في تمثيله أن كان في مجالس المحافظات أو البرلمان ، وعندما يفشل هذا العضو في إدارة هذه الأمانة يمكن للمواطن أن يغير أختياره الى شخص أخر يعتقد بأنه الأفضل وهكذا فأن الديمقراطية تعتمد أعتماد كلي على المواطن في أختيار حكومته أو أعضاء البرلمان أو المجالس أي إنها حكم الشعب ،
محافظة كربلاء وأهلها عانوا الأمرين من الأنظمة المستبدة ودفعوا الضرائب الجسام بسبب حملهم لأسم كربلاء وما تمثله عند الأغلبية الشيعية ، وحاولت الأنظمة المجرمة تغير ولاء هذه المحافظة وأهلها فجلبت ألأف العوائل من مختلف محافظات العراق في وسط السبعينات تحت عنوان تعريب كربلاء ولكن الذي حصل أن الأجواء الدينية التي تمتاز بها هذه المحافظة غيرت القادمين الجدد وجعلتهم ينضمون الى هوية كربلاء الدينية ، بالإضافة الى وضع الصعوبات والعراقيل أمام أبناء هذه المدينة من أجل ترك محافظتهم والذوبان في المحافظات الأخرى
ولكن باءت كل المحاولات البعثية بالفشل ، وخلال الحرب الإيرانية العراقية الجائرة التي نتجة عن تهور الدكتاتور صدام نزح من أهالي مدينة البصرة الألأف للسكن في مدينة كربلاء واستقبلهم اهالي المدينة وأصبحوا جزء لا يتجزأ من تركيبة أهالي هذه المحافظة المقدسة ، وبعد التغيير نزح الالأف من أبناء الجنوب ( الناصرية والبصرة والسماوة ) للسكن في هذه المحافظة بسبب الوضع الأقتصادي المتدهور في محافظاتهم حتى أصبح أبناء هذه المدينة أقلية ما بين سكانها الحاليين ولكن إنصهار أهالي كربلاء بمبادئ أبا عبد الله الحسين (ع) وأستقبالهم المستمر للملايين من الزوار الحسينين جعلهم يمتلكون قلوب كبيرة تحتوي الجميع بدون أي تفرقة أو عنصرية للمدينة ، حتى أصبح مصطلح أبناء مدينة كربلاء يحتوي جميع من سكن هذه المحافظة مع نواحيها وأقضيتها كألهندية والجرية والعطيشي والحسينية والوند وغيرها كذلك جميع من سكن كربلاء من بقية المحافظات بدون أي تميز ، وحتى الوظائف توزع على الجميع فنلاحظ أغلب موظفي العتبات المقدسة ( الحسينية والعباسية) هم من أبناء الهندية والجرية والعطيشي والحسينية وكذلك بقية أبناء المحافظات الذين سكنوا محافظة كربلاء ،
ولكن أهالي كربلاء بجميع سكانها عانوا من سوء الخدمات وكذلك عدم إهتمام الحكومة المركزية أو مجلس المحافظة بكربلاء بما تمثله هذه المحافظة من ثقل على مستوى العراق والعالم ، حيث تحتضن هذه المحافظة الملايين من الزوار من مختلف بقاع العالم سنوياً حتى أصبحت هذه البقعة أكبر شوكة في عيون الإرهاب الذي يريد عزل العراق عن العالم ولكن دماء ابا عبد الله الحسين (ع) هذه الدماء المملوءة بالفضائل والكمال التي يفتش عنها الأنسان العاقل أصبحت كألمغناطيس الذي يجذب برادة الحديد تجلب العشاق من كل أرجاء المعمورة ،
وأحد أسباب معانات أهالي هذه المحافظة هي قوانيين اللعبة الديمقراطية ، حيث يقود مجلس المحافظة لمدة ثمان سنوات أغلبية من قضاء الهندية (طويريج) بسبب توجه أهالي هذا القضاء في الأنتخابات نحو قائمة واحدة وبذلك يحققون الفوز في نتائج الأنتخابات وأبناء القضاء لا يكون قلبهم على المحافظة كأبنائها ،
وتفادياً للأخطاء التي وقع فيها أهالي كربلاء في الإنتخابات الماضية مما جعلهم أقلية في مجلس محافظتهم ، لهذا يحاول أبناء المحافظة جميعهم أن يتوجهوا الى قائمة واحدة لكي يحققوا الأنتصار الذي يؤهلهم في قيادة محافظتهم وأختيار من يحقق آمالهم في بناء هذه المحافظة المظلومة وتوفير خدمات أفضل لأهلها وكذلك زوار أبا عبد الله الحسين (ع) ،
وتوجه ابناء محافظة كربلاء هذا ضمن اللعبة الديمقراطية ومبادئها التي تضمن لكل إنسان أن يختار من يمثله ويحفظ صوته ، لهذا يترقب أبناء المحافظة الدعم من كل محب للديمقراطية ومبادئها الجميلة التي تضمن مشاركة الجميع في بناء المستقبل الذي يختارونه ، وكربلاء تمثل قلب التشيع في العالم الذي يتوجه إليه الملايين من حدب وصوب فما أجمل أن يكون هذا القلب مصداق للحياة الديمقراطية التي يريد العراق بناءها ، فلهذا يجب أن يتحد جميع المحبين للديمقراطية ومبادئها لكي يدعموا كل خطوة تثبت هذا المبدأ ويرفدوا شعبنا الجريح بالأفكار التي تقوي أساس البناء الديمقراطي في العراق .
https://telegram.me/buratha