المقالات

الازمة السورية .. وقدرة صانع القرار السياسي السوري.

654 13:26:00 2012-09-02

بقلم / عبد المنعم الحيـــــدري

في بداية الحديث لابد من القول ان اغلب كتاب الفكر الاستراتيجي الذين اشغلهم متابعة ودراسة الازمة السورية وبناءا على كل المؤشرات والمعطيات على الارض اثبت وبناء على المؤشرات والمعطيات ان سوريا عصية على السقوط وهي ليست غرناطة .وهذا ما ذهبنا اليه منذ بداية الازمة السورية لكونها حجر الزاوية في اساسيتين مهمتين الاولى هي ان سوريا هي اخر قلعة من قلاع العرب في المحور الممانع والمقاوم وهذا ما يجعلها تحظى بدعم الرأي العربي العام ومساندته لها. وهي المربع الاخير في رقعة الشطرنج للاعب الروسي الذي لم ولن يستغني عنه لاعتبارات سياسية وعسكرية واقتصادية هذا من جانب ومن جانب اخر ان سقوط سوريا يعني ذهاب المنطقة برمتها الى المجهول وهذا ما تفوه الرئيس السوري بشار الاسد عند بداية الازمة حينما قال ان سقوط سوريا هو الزلزال الذي سوف يضرب المنطقة.ان ما يدفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو قدرة وامكانية صانع القرار السوري في ادارة للازمة وهذا ما يجب التوقف عنده.فمنذ عام ثلاث وسبعونعندما وضعت الحرب اوزارها الى حين وحتى الساعة فأن كل المتابعين للسلوك السياسي الخارجي السوري ونفسية صانع القرار السياسي يقرون بأنه كان سلوكا مؤثرا على مستوى السياسة الدولية والإقليمية وهذا يدل على ان الدولة السورية في سياستها الخارجية استطاعت ان توظف منهجين في التعامل مع التفاعلات الخارجية هما المنهج الواقعي الذي يحقق المصلحة والعقائدي الذي يحفظ المبادئ دون ان تكون هناك اي مساومة وهذا النمط من التعامل في السياسة الخارجية قد منح سوريا قوة مؤثرة وجعل منها لاعبا اقليميا مما يدل على ان صانع القرار السياسي يعتمد على الفطنة والحكمة والعقلانية والواقعية وهذه العناصر الاربعة قد منحت صانع القرار السياسي السوري قوة مؤثرة خصوصا انه كان يقف على ارضية داخلية صلبة وهذا ما لم يروق للغرب.ان الازمة التي تمر بها سوريا اليوم هي بلا شك جاءت بتخطيط من اعدائها ومن اجل ضرب الارضية الداخلية التي كان يقف عليها صانع القرار السياسي في سوريا وبالتالي فانه سوف يضطرب مما يؤثر سلبا على قراره مما ينتج عنه مخرجات غير صحيحة وبالتالي هزيمته.ان الازمة السياسية هي ظاهرة تأتي نتيجة التفاعلات السياسية وعادة تكون موجهة من الخارج الى الداخل ويتم ادارتها على مبدأين العلم والفن حيث ان العلم يعزز صانع القرار السياسي بقواعد علمية للتعامل مع الازمة جاءت نتيجة التراكمات التي مرت بها الدول.اما الفن فهذا منوط بموهبة صانع القرار السياسي الذي يكون مسئولا عن رسم سياسة البلاد التي تمر بها الازمة ويجب ان يكون متصفا بالشجاعة والحلم والصبر والتخطيط وان لا يربكه ضيق الوقت في صنع واتخاذ القرار و بالتالي يؤثر سلبا على سياسة الدولة.

ومن باب المقارنة بين الازمة التي مرت بها ليبيا والتي تمر بها سوريا اليوم فأننا نجد ان شتان ما بين سلوك الرئيس الليبي السابق معمر القذافي اتجاه ما حدث في بلده وتعامله مع الازمة حيث ظهر في خطاباته مضطربا قلقا وغير مستقر مما عجل بسقوطه.وبين سلوك الرئيس السوري بشار الاسد اتجاه ما يحدث في بلاده اليوم حيث نجد الهدوء والسكينة والحلم مما انتج ذلك من قرارات صائبة اتجاه الازمة مما يجعل الاطراف الاخرى التي تريد له السقوط ان تتخبط في اختيار البدائل بينما نجد ان خيار صانع القرار السوري كان متزنا مترابطا وغير مضطرب وهذا ما عزز موقفه وموقف الدول الداعمة له مثل روسيا والصين والجمهورية الاسلامية وبالتالي فأن دعم هذه الدول العظمى اضافة الى ايران للدولة السورية جاء نتيجة السياسة المستقرة التي اعتمدها صانع القرار السوري حيث استخلص ان لا يصدق تهديدات القوى الغربية التي تطالب بإسقاطه منذ بداية الازمة وهذا ما مكنه من ان يحول زمام المبادرة من يد القوى الغربية التي كانت تديرها من الخارج الى يده خصوصا بعد ان اتخذ قرار الحسم العسكري في مدينة حلب.ان السياسة الحكيمة والعقلانية منذ بداية الازمة التي اتبعتها القيادة في سوريا مكنته من ان يمتلك زمام المبادرة وان يدير اللعبة وفق ما يريده هو لا وفق ما يريد اعدائه وان المعطيات على الارض اثبتت ذلك.الكثير من المبادرات التي اطلقت لحل الازمة السورية لكنها لم تفرض على سوريا بل كان القيادة في سوريا تختار ما تراه موافقا لمصلحتها ولم يستطع احد ان يفرض عليه اي مبادرة منذ ان بدء الدابي مرورا بكوفي انان حتى الاخضر الابراهيمي الذي استلم مهمته بالامس وهذا يدل على ان صانع القرار السياسي السوري قد عد خطواته وحسبها حسابا دقيقا رغم ضيق الوقت وانه واثقا من قراراته وبالتالي فأن النتائج كل النتائج سوف تصبح بمصلحته لا ضده في هذه الازمة وذلك بفضل حكمة صانع القرار السياسي وقدرته على ادارة الازمة التي تمر في بلاده.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك