احمد عبد راضي
غريب جدا تعاطي المجتمع الدولي مع الاحداث الجارية في العالم العربي من ثورات شعبية وانتفاضات واحتجاجات، حتى ان كلمة ازدواجية او مصطلح الكيل بمكيالين صارتا غير وافيتان لتوصيف الحالة ، فلو تحدثنا بتجرد عما يدور في سوريا وقرنّاه بثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن ، لقلنا ان جميع هذه الثورات هي انتفاضات شعبية غاضبة من حكوماتها (الديناصورية) خرجت الى الشوارع لتعبر عن استياءها وامتعاضها من هذه الحكومات التي تسلطت على رقاب الناس وسلبتها حقوقها ، ورغم ان الذي يحدث في سوريا مختلف جدا عما حدث في جميع ثورات الربيع العربي باعتبار ان الثورات السابقة كانت صبغتها سلمية جماهيرية لم تشارك فيها دول خارجية من بعيد او قريب باستثناء تدخل الناتو (العلني) الدولي في ليبيا ، ورغم ذلك فسوف نتنزل ونقبل ان تكون الثورة في سوريا ثورة شعبية حالها حال الثورات العربية الاخرى ، فهل يوافق المجتمع الدولي ان تكون الاحداث الجارية في البحرين انتفاضة شعبية ؟ هل يتجرد العرب ويطلقوا على ثورة البحارنة تسمية ثورة البحرين ؟ هل تستطيع قنوات الغل السلفي العربية والجزيرة ان تغطي الاحداث هناك في المنامة وتنوه عنها بانتفاضة شعب البحرين ؟ ، ليس هناك مبرر لعدم ادراج الثورة البحرينية ضمن ربيع الثورات الا المبرر الطائفي الذي وصمت به ثورة البحرين خلافا لجميع الثورات الاخرى بما فيها الثورة السورية التي اعدها الوهابيون وكتب سيناريوهاتها السلفيون واخرجها قادة القاعدة والعالم كله يعرف ان ابطالها متشددي القاعدة من جميع مزابل العالم ! كل ذلك والثورة في سوريا هي ثورة شعب ! بينما الثورة في البحرين انما هي تمرد طائفي مدفوع من ايران وليست بثورة بتاتا ! أي غباء هذا واي ازدواجية يتعامل فيها المجتمع الدولي مع الاحداث ؟ لابد من ان ياتي اليوم الذي ستعتدل فيه الامور ويعود الحق لاهله ، ولابد من منقذ منصف يعيد الامور الى نصابها ويحق الحق ، وعندها سوف يعرف الجميع ان شعب البحرين ثار على الظلم ولم ينصفه احد وان سوريا دمرتها القاعدة بمساعدة الغرب واليهود والعرب
https://telegram.me/buratha