بسم الله الرحمن الرحيم
في زمن يلوح في افقه امتزاج للقيم والمبادىء وخلط في المصطلحات وفوضى ليس لها اول من اخر نرى من يشيرالى احداثيات جديدة ما ان تتخذها حتى تصبح المثقف المعتدل ذو الرؤى الثاقبة , أحداثيات تختصرها جمل ( انسى الماضي) ( افتح صفحة جديدة ) ( برهن انك لست طائفي ) وغيرها كثير وكلها يدور في فلك إرجاع البعثيين وتقبلهم في المجتمع برحابة صدر !! .
عذرا ً لن استطيع ذلك فتلك الصرخة تمنعني , صرخة اطلقتها لاجئة عراقية في منافي الغربة في كل مرة ترى كلبا ً ضخما ًبيد صاحبه يتلوه انهيار لتلك الانسانة مما دفع احدى المغتربات الى مساعدتها والسؤال عن السبب وكانت هي الراوية لتلك القصة .
وتبدأ احداث القصة بوشاية احد البعثيين على جارهم والتي انتهت برمي عائلة على الحدود أبان الحرب واخذ ربها الى المجهول بتهمة التبعية , وجدت الام نفسها مع اولادها في الفلوات والمطلوب ان تمشي حتى تدرك شيئا ً في الجهة المقابلة وكانت احدى بناتها هي تلك اللاجئة حيث تروي مسيرهم في تلك الصحراء بجنب امهم التي انفجر عليها لغم ادى الى بتر ساقيها لتستلقي على التراب الذي شهد مظلوميتها , التف ابناءها حوالها وهم يصرخون ويطلبون النجدة وما من مجيب وهي تهدىء من روعهم وتذكرون بمصائب اهل بيت النبوة ومرت الساعات وابنائها الصغار حائرين في ما يفعلون فطلبت منهم ان يحفروا حفرة بقربها فتعالى صراخهم لتلك الاشارة المؤلمة فهدئتهم واقنعتهم ان يستمروا في المسير عسى ان يصلوا نقطة حدودية ويطلبوا المساعدة لها فعرض ابنائها ان يبقى معها قسم منهم فأبت وأقنعتهم من انه ربما سياتي من يساعدها من العراق فلقد ادركت ان طراوة قلبهم لن تتحمل ان ينظروا موتها ويدفنوها واكتفت بحفر الحفرة التي حفرت في نفوسهم الالم مدى الحياة .
لحظات الوداع كانت هي الاقسى وجه شاحب لجسد بُترت ساقه وغرق في دمه وها هي تودع ابنائها مطمئنة ماسحة على رؤوسهم مشيرة بيدها ان اذهبوا في كل مرة يتلفتوا خلفهم وبين البكاء لثلة من الاطفال والمراهقين في تلك الفلوات وقد شغلهم حال امهم عن حساب الايام او الساعات التي قضوها في المسير وصلوا الى نقطة حدودية وتصارخوا من ان هناك من يطلب المساعدة على الرغم من ان النهاية واضحة المعالم لم تدركها قلوبهم الرقيقة فلقد ساروا اياما ً .
جلسوا في تلك النقطة ينظرون خلفهم رافضين ترحيلهم حتى قدوم امهم وفي كل مرة تأتي عائلة اخرى يسألون الم تروا هكذا سيدة ويكون الجواب بالنفي حتى استسلموا لقضاء الله في امهم ودخلوا أرضا ً احسنت ضيافتهم فانتظروا حتى اشتد عودهم وقرر بعضهم ان يهاجر كما حال ابنتها الصارخة .
ولكن اتدرون لما تصرخ ؟
ان تلك الشابة رسم خيالها صورة لموت امها تتلخص بان الذئاب ووحوش الصحراء قد اكلتها ومزقتها اربا ً وهذه الصورة تتجسد امامها في كل مرة ترى فيها حيوان فيالها من مأساة كبيرة يُطلب بعدها ان ننسى !
لا ارنو من سطوري ان اثير الحقد أو ان انبش الماضي بحثا ً عن مادة لكتابتها ولكن اطلب ان نتأمل في ذلك الماضي لنستمر في حاضر يعالج جراح ما فات , البعثيون خلعوا ثوب الانسانية وباتوا وحوشاً يُحتاط منهم فلا تعاملهم معاملة الانسان لنظيره فهم لا يستحقون ذلك .
لا اطلب ان نغرس في قلب كل منهم سكينا ً وان استحقوا ولكن لا تثق بهم ولا تصافحهم ولا تبادلهم بسمة في ثغورهم الدامية , في كل مرة يبتسمون فيها ابحث في انيابهم عن دم تلك الام وفي كل مرة تتصفح فيها وجه والدتك ترحم على تلك الام وفي كل مرة تزور فيها قبراً لعزيز تذكر انه ليس لهؤلاء الفتية والفتيات قبر لامهم .
حذاري ان يتعاطف قلبنا مع بعثي ليس لانه سيقفز على اعناقنا حينها ويحتزها في اول فرصة وحسب ولكني لخشيتي على قلوبنا ان تعاطفت ذات يوم مع باطل فلن تتحمل ما سيحمله الينا مخلص البشرية روحي لتراب مقدمه الفداء , نعم هذا هو بيت القصيد نحن في زمن انتظار والمطلوب التهيئة والاعداد واولها التهيئة الروحية فان التعاطي مع الباطل وقبوله في مواطن سيكون سببا ً في حرمان الكثيرين من نعمة تصديقه وطاعته ويالها من خسارة , انهم يدفعوننا لان نجامل الباطل فقط كي لا نكون طائفيين فاي تعريف هذا للطائفية ولماذا ربط الطائفية بالبعثية اليس في طائفتنا من سود وجهه بالانحراط معهم !! أو ربما لتسكين الوضع بأرضائهم وهذا هو الغباء بعينه لانهم يطلبون رؤوسنا ويستهدفون حياتنا وسنراهم سيوفا ً يبد السفياني ان مد الله اعمارنا للظهور المقدس أو ليحافظ المدعي على منصبه ومكانه وهنا اه والف اه .
حياتنا كانت وما زالت مليئة بالاهات والالام والحسرات فهل نجر الحسرة الى اخرتنا والعياذ بالله , اه لو يرجع الزمن واتمكن من ان التقي باحد من الماضي لاسئله لطلبت الحر الرياحي لاسأله عن فعل قام به استحق به ان يثبت قلبه للحق بكل ثقة واطمئنان في لحظات صعبة وحرجة بعد مسير في درب الباطل اي فعل استحق هذا التوفيق يا حر اي فعل ؟ .
سلاما ً لكل قطرة دم لتلك الام التي ابكتني قصتها لسنين حتى رق خيالي لحالي بنسج نهاية تهدىء روعي حينما اتذكر قصتها , فأحسب ان الام قد رمت بنفسها في تلك الحفرة وتأملت السماء وبثت مظلميتها الى خالقها واه ان وُفقت لنداء مظهر العجائب حينها فقط سنتمنى لو كنا محلها فحاشا لامير المؤمنين ان يترك مواليا ً في شدة وما اصعبها من شدة , اختاه لا تتالمي عندما ترين الكلاب والذئاب فربما تكون هي من حنت لبكاء امك وحزنها عليكم وربما هي من هالت عليها التراب ساعة رحيلها ففي قلوبها رحمة فطرية لا احسب لها اثرا ً في قلوب البعثيين .
الى حلقة جديدة استودعكم الله واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وال الغرالمنتجبين وسلم تسليما ً كثيرا ً .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha