منذ عشرين سنة تقريبا، وقبل وبعد وأثناء إنهيار المنظومة الشيوعية وتفكك الإتحاد السوفيتي ، طرح مفهوم العولمة للتداول الإعلامي والفكري، وقبل طرح هذا المفهوم ، وقبل الإنهيار والتفكك الذي أشرت اليه قبل قليل، كانت الأنظمة الحاكمة في مختلف أنحاء العالم من القوة بحيث أنها كانت قادرة على إغلاق أبوابها ومقاطعة ثقافة الآخر لتنجح في مقاومة أي تأثير خارجي، وخصوصا التأثير الأمريكي.. وكانت في معظم الأحيان تتحدث عن مقاومة الغزو الثقافي ، لكنها وهي تمارس هذا الفعل في السياسة، كانت تمارس قمعا وتقييدا للحريات، ومنه حق الإتصال..وفي المثال العراقي منع السفر عشرات السنين ولم نكن نمتلك إلا وسائل إعلام حكومية موجهة.... الآن نحن ومعظم الشعوب في وضع اجتاحت فيه العولمة الاقتصادية والسياسية والثقافية العالم كله، وتحررنا من شباك حكامنا، ولكننا أوقعنا طرائد سهلة في الشبكة العنكبوتية "الأنترنيت"، وأصبحت هذه الشبكة محور حياتنا من أبسط صغائرنا إلى أكبر قضايانا..لقد تم إختراقنا طولاً وعرضاً، لم تعد أية مقاومة قادرة على التصدي للغزو الثقافي المؤمرَك. فالعولمة أصلاً مفردة إيهامية تعني الأمركة.
22/5/903
https://telegram.me/buratha