بعد تناكف وتباغض وتباعد وصراعات كادت أن تودي بحياة العملية السياسية، وصل الجميع الى محصلة مؤداها: أن التعددية السياسية هي محور هام في العملية الديمقراطية، وأن هذه العملية يجب ان يشارك فيها جميع المكونات، ولا يمكن ان تشكل سلطة تنفيذية ـ بمعناها الأوسع ـ تنفذ المهام التي كلف الشعب الطبقة السياسية بها عبر صناديق الأقتراع، دون ان يشارك فيها الجميع، والمقصود بالجميع ـ في هذه المرحلة على الأقل ـ ليس المكونات الإجتماعية بل المكونات السياسية: ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني والقائمة العراقية وائتلاف الكتل الكردستانية وبقية الكتل السياسية . لأن مشاركة الجميع أمر حيوي في هذه المرحلة من البناء الوطني، ليس بدواعي الحصول الى المكاسب السياسية، وإن كان هذا مشروعا في بعض جوانبه.
ولكن لكي يكون للجميع دور فاعل وليس إطاراً ديكورياً.. لأن المرحلة التي يستثنى فيها مكون من مكونات شعبنا يمكن أن توصف بأنها مرحلة عرجاء.. وتوصلوا ـ أي الجميع ـ أيضا الى نتيجتين فرعيتين أخرتين:
الأولى؛ هي أن عملية البناء السياسي بعيد التغيير النيساني الكبير في عام 2003 إنطوت على أخطاء مؤسسية لا يمكن إلا العمل على إصلاحها في هذه المرحلة بالذات، لأن بقاءها يرسخ تلك الأخطاء ويحولها الى تقاليد بفعل التقادم ومن بينها مسألة الصلاحيات ومسألة عدد مرات التجديد للرئاسات الثلاث، والوصول الى تفاهم أو تعريف لمعنى "التوافق السياسي" ومدى دستوريته، وفي النقطة الأخيرة ، الشارع السياسي يعتقد أن الساسة يفضلون العمل خارج الأطر الدستورية في أغلب الأحيان..
أما النتيجة الفرعية الثانية؛ فهي أنه وبالرغم من الزيارات التي قام بها أغلب ممثلي الكتل السياسية أو قادتها الى دول الجوار والى دول لها تأثيرها أو لنقل لها مصالحها في العراق، إلا أن الجميع باتوا مقتنعين بأن حل ازمة تشكيل الحكومة لن يكون إلا حلا داخليا، ومن دون اللجوء الى تدخلات خارجية لانها شأن عراقي بحت. مع الأخذ بعين الإعتبار المشورة والاستشارة النزيهتين من الدول الاقليمية والتي لديها تاثير على الواقع العراقي على ان يكون هذا التأثيرإيجابياً .
كلام قبل السلام: ...وثمة نتيجة ثالثة نائمة كخلايا الأرهاب النائمة، هي أن مفتاح فشل العملية السياسية يكمن في محاولة إرضاء الجميع...!
سلام...
https://telegram.me/buratha