الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
تتردد هذه الأيام أخبار أمنية سيئة عن جنوب العراق تنذر إن الواقعة مع التيار الأموي قادمة لا محال بعد انتهاءهم من سوريا سواء بالفشل أو الانتصار.وقد ذكر لوطيهم العرعور إن الجولة القادمة في الكوفة.., وقد تصدى عدد من مراجعنا العظام بإصدار فتاوى تحرم بيع الأسلحة النارية للجهات التي يمولها السلفيون بمساعدة بعض شيعة الجنوب والوسط عملاء قطر والسعودية ،هنا اتسائل ..هل أبناء الجنوب والوسط أكفاء لهذه المنازلة إذا وقعت..؟؟ وهل رجال الأحزاب ونواب البرلمان والوزراء وحمايتهم يمكن الاعتماد عليهم في إدارة الواقعة إذا وقعت, أو أن اغلبهم سيغادر العراق بعد أن اخذ حصته من النفط والرواتب المغرية ويذهب ليقضي بقية عمره في بلده الثاني لأنه يملك جنسيتين ..وكلامي يستند على تجربة مريرة عشناها زمن المقبور صدام ، حين شن حربا ضروسا ضد شيعة أهل البيت {ع} وخاصة المجالس الحسينية وكيف تصدى { المنسيون اليوم } اللذين قارعوا نظام العفالقة بعقر دارهم ولم يغادروا العراق وحسبهم البعض إنهم بعثيون لأنهم لم يغادروا ..!!!هؤلاء الذين أعنيهم كانوا زمن النظام المقبور يزورون ويحضرون للمجالس الحسينية رغم المنع والقتل والسجن والخوف والمراقبة ، يواكحون السلطة بكل ما يضرها ، لا يهتمون لأي موقف يتخذه الأمن والاستخبارات والحزب ضد المراجع والحسينيات والخطباء والأشرطة الحسينية ..تراهم يتزاحمون في الزيارات المليونية وعلى أبواب المراجع يشعرونهم إنهم قاعدة الدين الحنيف التي تستند عليها المرجعية آنذاك قبل السقوط ....أما رجال السلطة اليوم فانقل لكم قصة تعتبر معيارا ثابتا عندي للجميع الموجودين في الرئاسات الثلاث .. بعض البرلمانيين كان يتهكم ويسخر منا حين نقوم بجمع عدد من الشباب لزيارة كربلاء والنجف.زمن النظام البائد. يقولون بالنص" والله عمي انتم تتحرشون بالدولة " مبريين للبعث كل انتهاكاته ضد شيعة أهل البيت{ع} وهذه الكلمة يا ما سمعناها من ذوي القربى الذين تبوؤوا مناصب في الوزارات والبرلمان هذه الفترة ... كان لي صديق منذ الصغر ، يحضر المسجد أحيانا للصلاة .. في أيام المحنة كنت اقرأ في مسجد الابلة في البصرة كل أسبوع بعد أن ضيق الحزب على المجالس الحسينية وتوقف خطباء النجف وكربلاء من القدوم للبصرة ، مسجد الابلة رغم سعته يزدحم بالمصلين بحيث يصلي بعضهم خارج المسجد، وكنت أتهيأ لمجلس تربوي أو عقائدي آو أخلاقي يكون له صدى في نفوس الحاضرين " وأتذكر إني قرأت مجلسا تحدثت فيه عن كيفية توزيع الثروة في الفكر الإسلامي ، وتحدثت عن توزيع الموارد النفطية " في ذلك الزمان" وانزلق لساني ولكن رحمة الله كانت حاضرة حيث قلت { إذن لماذا عندنا ففقراء في العراق وفي البصرة رغم وجود هذه الثروات الكثيرة...؟ ثم أجبت على سؤالي وقلت :.. عمي مو سوج الله هاي سوج عبد الله" وكان الأخ يسمي نفسه آنذاك عبد الله المؤمن .. المهم جاءني صاحبي بعد الصلاة يقدم لي نصيحة أن اترك المنبر لأنه يعرضني للموت فقلت له أرجوك هذه النصيحة لا أريد أن اسمعها ما الذي بقي لدينا سوى المنبر .. قال انك صاحب أطفال ...الخ ... هذا الرجل الآن مدير دائرة مهمة بالحافظة بعد أن انتمى لحزب معروف وخصصت له سيارة وحماية وراتب مجزي في الوقت الذي بقي المجاهدون المخلصون خارج السلطة ، أفضلهم ممن يحمل شهادة جامعة يشتغل شرطي أو حماية بالطرق أو بالعمالة أو خضار ...هذه النماذج لو وقعت الواقعة سيتركون العراق بلا نقاش.. وسيجد { المنسيون اليوم } أنفسهم أمام مسؤولية جديدة هم أحق من يدافع عنها ... سألت احدهم , لو وقعت الواقعة هل تدافعون عن العراق مرة ثانية ويأتي من يأتي من أوربا والأردن وأمريكا يصير براسكم رجال ويحكم بالعراق ويفرهد ، والحديث الشريف يقول " المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين " ضحك صاحبي وقال : شيخنا أنت تعرفنا نحن لسنا طلاب سلطة وقد عشنا بظروف قبل وبعد السقوط ولم يدخل في بطوننا حرام .. إذا نحن لم ندافع عن مذهبنا وعن مدننا وعن مقدساتنا .. نتركها بيد الحرامية ..هؤلاء والله العظيم يبيعون قبة الأئمة {ع} كما باعوا ارض العراق لتنشئ دول الجوار عليها موانئ لهم فيها حصة العظام التي ترمى للكلاب ...ولكن ما نخشاه ليس قتال من يريد استئصال أبناء الجنوب وقتل شيعة آل محمد{ع} وهدم قبور أولياء الله، هذه قضية عادية جدا وبسيطة...إنما نخشى أن يصفنا الحكام القادمون بعد الواقعة إذا انتصرنا وأراد الحاكم أن يعمل مصالحة وطنية مع القتلة , يعتبرنا إرهابيين وتقام علينا صولات فنكون بين قتيل ومسجون وهارب ، وأنت تعرف بعض المجاهدين قبل أن يكون في العراق شرطي واحد ولا وزارة الداخلية ولا دفاع بعد السقوط ، كانت حدود العراق مفتوحة من كل جوانبها استغل حاكم قطر والسعودية والتنظيمات السلفية في الكويت ضعف الدولة العراقية ، وصار يرسل السلاح والمخدرات والمتفجرات عن طريق البحر إلى الفاو وآم قصر وشط العرب وسفوان حتى وصل عدد الموانئ في شط العرب إلى {45 ميناء أهلي تابع لمافيات تكفيرية} وبمساندة تجار عراقيين يستوردون سيارات وشفلات وغرف نوم وغيرها كل التجار ينقلون مواد تجارية وسيارات وأسلحة وقنابل ومتفجرات ضد الشعب العراقي , المهم إنهم يربحون وتكبر كروشهم , ووقفنا وقفة الرجل الشجاع وقدمنا شهداء وجرت مطاردات معهم ليلا ونهارا في شط العرب وخور عبد الله ، كنا ننام في الطين اغلب الأيام ، وتمكنا أن نلقي القبض على عدد كبير من المجرمين , وأخيرا اعتبرونا مخلين بالأمن ونعمل ضد الديمقراطية والعراق الجديد , وأطلق سراح المجرمين عدة مرات ولا زال بعض إخواننا في السجون لهذا اليوم يماطل البرلمان الذي نصفه من البعثيين في إصدار قرار عفو عنهم ,يريدون صفقة أطلاق مجرميهم وقتلة الشعب واحتسابهم كالمجاهدين ، هذا ما نخشاه ولا شيء سواه , رغم ذلك نقول نحن الصابرون وإننا على الحق وقعنا على الموت أو وقع الموت علينا ..هذا الحوار ذكرني بشخص باع نفسه مقابل ثمن دون البخس.. هو مندوب الوكالات الفضائية الأوربية , وجدته يكره كل شيء فيه اسم الله والإسلام ، يعتبر المجاهد السيد حسن نصر الله مصدر شر لأنه ضد ديمقراطية إسرائيل وأمريكا ... هاتفني يوما أن يسجل لي برنامجا خاصا عن تاريخ المرجعية الدينية في النجف الاشرف على فضائية العربية ، والحمد لله اختلفت معه قبل آن يشغل المراسل كامرته المسمومة ، كان سبب خلافنا انه اسمعني كلمة كررها عدة مرات قال فيها : إن من يقتل العلماء ورجال الفكر والضباط والأطباء هم الخلايا النائمة ، سألته من تعني الخلايا النائمة ..؟ أجاب وهو يتلوى على كرسيه كأنه أفعى مجروحة " إنهم الإسلاميون" سألته وكيف عرفت إن الإسلاميين خلايا نائمة ..؟ قال إذن من غيرهم يقتل الناس ؟؟ إذن هو بلا دليل .. قلت له هؤلاء الذين يجلسون بجوارك وهم وكلاء لفضائيات أوربية وأمريكية وإسرائيلية ، ويتصلون حتما بالفرقة القذرة التابعة للجيش البريطاني في البصرة الذي اختارك وكيلا لفضائياتهم ، وإلا أنت ماذا تفهم في الصحافة .. ثم أخرجت له ورقة وقلت اكتب مقالا من 10 عشرة اسطر إذا كنت صحفيا فعلا ... بعد ذلك قلت لهم جميعا : اسمعوا لأقول لكم من هم الإسلاميون .. وكنت اعني الحسينيين فقط دون غيرهم في العراق ، هؤلاء مجاهدون بدون تنظيم حزبي ، فطرتهم وحبهم لدينهم ومذهبهم ولإمامهم يدفعهم للوقوف أمام كل ظالم متغطرس سواء كان صدام أو جورج بوش أو أمير قطر ، لا يخافون مطلقا ، علاقتهم أكثر من ودية سابقا بالمراجع, والآن تنحوا عن كل شيء بعد أن تسرب اليأس في نفوسهم من عدم تقديم الخدمات للشعب , عادوا إلى سجادتهم وكتاب نهج البلاغة وزيارة أهل البيت{ع} وجهادهم اليوم محصور في مواكب الخدمة الحسينية فقط ، أفضلهم حالا من قبلوه في سلك الشرطة أو موظف في البلدية يكنس الشوارع ، اغلبهم يعملون في أعمال البناء وأصحاب محلات بقالية لا تسد رمق أبناءهم ، نعم عندهم مسؤولية هذه الأيام إنهم يجمعون كل رأس شهر مبلغا من المال يقدمونه لأيتام زملائهم الذين استشهدوا من اجل العراق ومذهب علي {ع} هم مستقلون لم يحسبهم أي حزب على كوادره لذا بقيت عوائلهم تنتظر الرحمة من أصدقاء أبائهم فقط هذا عمل الحسينيين الآن ... ثم أحذرك أن تطعن بهؤلاء لأنهم اشرف ما في العراق من شباب وكهول وشيوخ وشتان ما بينك وبينهم , آه يا عراق لو وقعت الواقعة من يقف معك يا عراق ...؟؟؟؟ الفنانون والممثلون أو الشعراء المداحون والمذيعون أو الرياضيون ... أو المنسيون الحسينيون...؟؟؟؟
الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
https://telegram.me/buratha