المقالات

تحديات .. وتداعيات

521 21:20:00 2012-09-03

جواد العطار

تمثيل العراق في قمة عدم الانحياز السادسة عشر التي اختتمت بطهران كان ايجابيا؛ بكافة المقاييس؛ سواء من ناحية حضور السيد رئيس الوزراء او من ناحية الفاعلية وطرح المبادرة لحل الازمة الاقليمية المتمثلة في تداعيات المشهد السوري ، لكن هذا الدور والثقل العراقي باعتباره رئيسا للقمة العربية بدورتها الحالية لم يحقق ما كان متوقعا منه على الصعيد الاقليمي خلال الفترة الماضية لعدة اسباب منها :1. فشل الدبلوماسية العراقية في اظهار الصورة الحقيقية للبلاد؛ بثقله الاقتصادي والستراتيجي؛ على المسرح الدولي .. وذلك لانها تعمل وفق دوائر منفصلة عن بعضها البعض لا يظهر منها الى السطح سوى شخص الوزير وكأنه الوحيد القادر على ادارة الوزارة ورسم السياسة الخارجية .. وفي ذلك غبن شديد تتحمل وزره كافة البعثات الدبلوماسية والسفراء ووكلاء الوزارة ذاتها .2. تأخر العراق في تقييم خطر الجبهة التي شكلتها قطر وتدعمها تركيا والرامية للتوسع والسيطرة؛ والتي تضم السعودية واليمن وليبيا ، والتحقت بهم مؤخرا مصر .. والتي قد تتوسع لتتاخم حدود العراق من مختلف الاتجاهات . 3. عجز الاعلام الرسمي وغير الرسمي في تغطية الاوضاع الداخلية والازمة السياسية بصورة موضوعية؛ وميله الشديد لاظهار البلد ضعيفا مهلهلا من الداخل خلافا للواقع ، ما يؤدي الى استهانة الدول الاخرى به واعادة تقييم مواقفها الخارجية تجاهه .. وفقا لمنظور اعلامه .ان أي بلد يريد الحضور على مسرح السياسة الخارجية ، اما ان يكون مدعوما باوضاع داخلية مستقرة تنسجم مع قوة سياسته الخارجية او سياسة خارجية ثابتة تقود باتجاه تعزيز الاستقرار الداخلي .. وخير الدول في العهد الحديث تلك القادرة على تحقيق قدرا عاليا من الفصل النسبي بين ملفي السياسة الخارجية والداخلية ، والعراق باعتباره بلدا يمتلك من المقومات؛ ما يمتلك؛ والعلاقات الايجابية مع محيطه الاقليمي والدولي ويترأس القمة العربية .. فان بامكانه اعادة رسم سياسته الخارجية بعيدا عن اوضاعه الداخلية؛ ان تحمل الاعلام مسؤوليته الوطنية في هذا الجانب .. وان استطاعت وزارة الخارجية العمل بروح الفريق الواحد؛ القادر على دراسة وتحليل معطيات المرحلة القادمة وتحصين حدود البلاد من تداعياتها .. من خلال تصحيح مسار الاحداث اقليميا والانعطاف بها بعيدا عن تحديات جبهة الاقتتال الطائفي والتوسع والصراع الذي يفتح الباب على مصراعيه للتدخل الاجنبي .. الذي لن يخدم بشكل اكيد شعب العراق او شعوب المنطقة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك