هادي ندا المالكي
عندما اطلق زعيم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشاب كما يحلوا لاعدائه ان يصفوه السيد عمار الحكيم مبادرة البصرة عاصمة العراق الاقتصادية شكك لكثير بجدواها واعتبروها دعاية انتخابية مبكرة وحيلة سياسية يمكن ان تساهم في عملية التسويق بينما نكرتها اطراف اخرى واعتبرتها تداخل في الصلاحيات وامنيات غير قابلة للتحقيق فيما وقف طرف ثالث بالضد منها ورفض فكرتها جملة وتفصيلا ليس لانها غير قابلة للتطبيق بل لان تطبيقها سيفتح الباب على مشاكل ،هذا الطرف في غنا عنها.ولكن الجميع لم يستطع وأد هذه المبادرة ليس لان من اطلقها عمار الحكيم بل على العكس فان كل ما يطلقه عمار الحكيم رغم واقعيته يحاول البعض وأده حقدا وحسدا بغض النظر عن نتائج هذا الرفض ووقائع الرفض ونتائجه السلبية الكثيرة، ورأينا كيف ان الجميع هرول الى اربيل عندما استنسخ بارزاني مبادرة الحكيم في الجلوس الى طاولة مستديرة لكن مسعود جعلها مستطيلة ولم يخجل الفرقاء السياسيين من رفضهم لمبادرة الحكيم رغم ان الخجل كان فرض عين على هؤلاء الذين هرولوا لاربيل لانهم وجدوا العذر في تغيير الشكل الهندسي للطاولة اما المبادرة فهي هي .لكن مبادرة البصرة عاصمة العراق الاقتصادية نجحت نجاحا كبيرة لسبب بسيط وهي انها كانت موجهة الى ابناء الشعب العراقي ولخدمة ابناء الشعب العراقي من اقصاه الى اقصلاه ولم تكن موجهة الى الكتل السياسية ولو كانت موجهة الى هؤلاء لكان نصيبها نصيب سابقاتها من الفشل والتهميش اضف الى ذلك ان اي علاج لتحديث المدن اوتطويرها لن ياتي بثماره طالما بقيت السياسات المالية والاقتصادية وتنفيذ الخطط واعدادها يتم بالشكل الكلاسيكي لذا كانت مبادرة الحكيم منهجا جديدا ونظرية متطورة في الاعمار والبناء والتطوير تختلف عن كل الخطط والبرامج والموازنات التي كانت ولا زالت تتبع دون اي نتيجة .وكانت ثمار المبادرة ان تم ادراجها وقرائتها قراءة اولى في مجلس النواب بعد اصرار كتلة المواطن وما بذلته من جهود مضنية سواء في اقناع مجلس محافظة البصرة او في اروقة مجلس النواب لكن المبادرة تعززت بصورة اكبر بعد ان تمسك بها اهالي البصرة بعد ان وجودوا فيها فرصة لا يمكن تعويضها بان يكونوا امام انظار العالم كمدينة متطورة وحاضرة اقتصادية، وهذا ما دعا كتل سياسية للالتفاف عليها ومحاولة تاخيرها حتى لا يحتسب هذا الانجاز للسيد الحكيم او لكتلة المواطن وهذا هو المهم اما الوطن والمواطن فاللحديث بقية.ولكن كل هذه المحاولات ستفشل لان البصرة تستحق هذا الانجاز وستاخذ بانجازها.وكان الجميع يتوقع ان الحكيم سيتوقف عن مبادراته التي يقف الجميع دائما ضدها من الفرقاء السياسيين اضافة الى اصحاب المواقع المشبوهة والاقلام المأجورة لكن الحكيم جاء هذه المرة بما لم يتوقعه الاخرون وبما لا يستطيعون الوقوف بوجهه لانه يشبه الطوفان فهو لم يعلن ميسان عاصمة اقتصادية اخرى لان مزاياها ومؤهلاتها لن تصلح لهذه المهمة فكان ان اهتدى الى مبادرة جديدة اطلق عليها اعادة تاهيل ميسان فكان ان تلاقف ابناء ميسان هذه المرة المبادرة اكثر من غيرهم وافضل مما تفاعل اهالي البصرة مع عاصمتهم لان ابناء المحافظات ادركوا قيمة مبادرة البصرة عاصمة العراق الاقتصادية فكانوا بشوق لان تكون محافظاتهم تحت نظر السيد الحكيم وهذا ما جسده ابناء ميسان وحكومتهم المحلية الذين لم يفكروا كثيرا في تقدير جدوى هذه المبادرة الرائعة والموافقة عليها والمطالبة بسرعة تنفيذها.يبدوا ان السيد الحكيم اهتدى الى طريق بناء العراق لكن ليس بالطريقة العشوائية التي جرت عليها الامور خلال السنوات التسعة الماضية دون فائدة تذكر وانا على يقين انه بمجرد اقرار مبادرة اعادة تاهيل محافظة ميسان من قبل الحكومة ومن قبل مجلس النواب فان السيد الحكيم سيجد الطريق الى تاهيل محافظة اخرى لان لكل باب مقفول مفتاح لدى هذا القائد الشاب يمكنه فتحه والولوج منه يعجز الاخرين من معرفته او اكتشافه.
https://telegram.me/buratha