حافظ آل بشارة
أثار مشروع تأهيل محافظة ميسان الذي اعلنه السيد عمار الحكيم اهتماما استثنائيا في الرأي العام ، وتذكيرا بالمحافظة وما تكابده بشكل يومي من معاناة شبه ثابتة كالفقر والبطالة والهجرة والجفاف والالغام ، وقد لفت انتباه المراقبين ان محافظة ميسان هي ثاني اكبر المناطق النفطية في العراق بعد البصرة احتياطا وتصديرا ، وهنا لابد من ايراد الارقام الدالة على ان هذه المحافظة ثرية جدا ولا يستحق اهلها كل هذا العناء والفقر ، تحت تلك الاقدام الحافية يرقد 30 مليار برميل نفط كأحتياطي مؤكد لمحافظة ميسان من الذهب الاسود الساحر ، وهذه السنة اعلنت شركة نفط ميسان انها قادرة على استخراج 10 مليارات منها بامكاناتها الحالية ، هذه هي حصة محافظة ميسان من احتياطي العراق النفطي ، للعلم والاطلاع اصبح العراق الآن البلد الثالث عالميا في احتياطيه التفطي بعد السعودية وفنزويلا وقد تجاوز ايران ليجعلها رابعة ، ويبلغ احتياطيه اكثر من 143 مليار برميل قابل للاستخراج و33.5 مليار برميل غير قابلة للاستخراج حاليا ، وعندما تقسم حقول النفط تحظى ميسان بنسبة عالية منها ، حيث تصنف حقول العراق حسب معايير منظمة اوبك الى حقول : - فوق العملاقة / يمتلك العراق سبعة منها موزعة على البصرة وكركوك وبغداد .- عملاقة / يمتلك العراق منها 14 حقلا يقع معظمها في ميسان .- كبيرة جدا . - كبيرة . - متوسطة . - صغيرة .ويتوقع العراق ان يبلغ انتاجه اليومي من النفط 10 ملايين برميل يوميا في غضون 6 سنوات تسهم حقول ميسان بالمرتبة الثانية او الثالثة فيها ، وفي السنة المقبلة سيبلغ انتاج ميسان من النفط 150 الف برميل يوميا . لكن ثروة محافظة ميسان النفطية لم تنعكس على المستوى المعاشي والتنموي والحضري لاهلها ، وهناك من يربط بين مشكلات الحكومة ومعاناة هذه المحافظة ، فيقال ان هناك عددا من القوانين والتشريعات لو أقرت لكان ممكنا لأي محافظة في العراق ان تستفيد من ميزاتها النسبية الاقتصادية ويظهر ذلك بشكل رفاه وتطور في حياة الاهالي وأهم تلك القوانين المعطلة او المتعسرة الولادة :1- قانون النفط والغاز الذي مازال يواجه عوائق هائلة وخلافات تحول دون تشريعه .2- قانون المحافظات غير المنتظمة في اقليم ، وقضية اللامركزية الادارية .3- قانون البترودولار وما يتيحه من نسبة مالية للمحافظات النفطية . مشكلة محافظة ميسان ليست حصرية ، ومشروع التأهيل وان اتخذ من ميسان عنوانا الا انه مشروع يخص جميع محافظات العراق ، ففي كل محافظة ميزة نسبية لم تستثمر بعد ، فهناك محافظات النفط ، ومحافظات الزيارة والسياحة ، فميسان تعني البصرة وكركوك والناصرية والكوت نفطيا ، وتعني النجف وكربلاء وبغداد وصلاح الدين سياحة وزيارة ، مع ان جميع هذه الاسماء والاماكن والمدن تذكر الانسان ببؤر الفقر والحرمان المتوارث ، ميسان عنوان لبلد يعاني معضلات هائلة يجب ان يلتفت اليها ساسته بدل انشغالهم بمشاكلهم الشخصية والحزبية .
https://telegram.me/buratha