الباحث والاعلامي : قاسم بلشان التميمي
اعجبني كثيرا ! خطاب احد السياسيين وهو يدعو (جمهوره الكريم) الى مقاطعة البضائع الامريكية وكان (الافندي) اقصد السياسي مرتديا بدلة انيقة صنعت في امريكا وجمهوره العريض يرتدي ملابس تم اختيارها من افضل (البالات) الامريكية ،ورجل سياستنا هذا كان يستعين بايصال صوته الى الجمهور بواسطة مايك صنع في امريكا على الرغم من وجود عدد من الجمهور لديه ضعف في السمع ولكن تم التغلب على المعضلة باستخدام سماعة اذن امريكية ، وعندما (يتعرق ) رجل سياستنا هذا كان يمسح وجهه وجبينه (الابيض في الدنيا والاخرة!!) بمناديل ورقية معطرة مصنوعة في امريكا ، اما افراد الشعب (الجمهور) فأنه يمسح حبات تعرقه بقطع قماش بالية منسوجة ومصنوعة في امريكا ، وعندما يشعر الافندي (السياسي) بالتعب يدخل الى مكتبه الانيق المؤثث على الطريقة الامريكية التي تمتاز بالفخامة وكان هذا السياسي (الفلته) يستلقي في مكتبة على اريكة امريكية ، مستمتعا بهواء المكيف الامريكي الصنع ، وليس هذا فحسب فعندما يشعر هذا السياسي بجوع فأنه (يلتهم ويجتر!) سندويج (لفة)همبرغر امريكي ،وبعدها يفترس طبق الفاكهة المليء بالتفاح الامريكي ، وبعد ان يعيش الام وحرمان الجماهير ومعاناتها يخرج اليهم ليتكلم بلغة خطابية قوية بضرورة مقاطعة البضائع الامريكية، والجمهور المسكين يصفق ويهتف بوعي او غير وعي على الطريقة الامريكية ، وصاحبنا (الافندي) اقصد السياسي عند كلامه الى جمهوره الحبيب كان يرتدي نظارة امريكية ليحتمي بواسطتها من أشعة الشمس العربية ! وليس هذا فحسب فانه يعطي للشعب الوعود بحياة سعيدة ويصف لهم هذه الحياة بأنها مشابهة لحياة الفرد الامريكي ! ومع هذا يدعو الى مقاطعة البضائع الامريكية ، والمصيبة ان الجمهور العظيم ! متحمس لهذا (الافندي) ، وفي كل جملة يقولها هذا السياسي كان يستخدم مفردات امريكية من باب انه (مثقف!) ولكن على الطريقة الامريكية وعند الانتهاء من خطبته العصماء يودع جماهيره بتحية امريكية ، ويترك الجماهير متجها الى سيارته الامريكية كي توصله الى بيته وسط مجموعة من الحرس (الصلعان) وهي تقليعة امريكية ، وبعد ان يدخل سيارته يدخن (سيجار) يعني (جكارة جروت) امريكية ويبدأ اتصالاته بعائلته الموجودة في امريكا مستخدما هاتفا امريكيا ثم يبدأ بالسؤال عن افراد عائلته من باب العلم بالشيء فقط لانه لا يحق له ان يعطي توجيهات فهو ليس وصي على عائلته وافرادها ، فكل فرد هو حر في حياته هكذا تقول الطريقة الامريكية ، وقبل ان ينهي اتصاله تبلغه (زوجته وحرمه المصون!) خبرا غير سار مفاده ان (كلب) العائلة مريض ولكن يرد عليها بسرعة ان (الكلب) بخير وصحة فترد عليه لا ياعزيزي انا لم اقصدك بل اقصد كلبنا الامريكي الذي اهداه لي (ص ،د ،ي ،ق، ي) في عيد ميلادي الاخير فيبدي تاسفه وتأثره ويسأل حرمه المصون هل هناك ضرورة كي اقدم اليكم بمعنى (اكو داعي اجي الى امريكا اشوف الجلب) فتقاطعه (لا ،لا ) ولكن على الطريقة الامريكية بمعنى (نو، نو) فيقول الحمد لله ولكن على الطريقة الامريكية ، هذا ما حصل لرجل سياستنا بعد انتهاء لقائه مع جمهوره ، اما الجمهور(الشعب ) فقد رجع الى بيته مستقلا باصا امريكيا قديما مدخنا (جكارة) من زبالة التبغ الامريكي والقسم الاخر رجع الى بيته يجر خطواته ولكن على طريقة حسين نعمة( رديت وجدامي تخط) وبعد ان يدخل المواطن المسكين بيته المبني من الصفائح المعدنية الامريكية يجد اطفاله وقد تجمعوا حول التلفاز المصنوع في امريكا وهم يشاهدون افلام كارتون( توم وجيري) وكلنا نعلم ان توم وجيري صناعة هوليود الامريكية ولكن يبقى السؤال الى متى تستمر لعبة توم وجيري الامريكية ؟ اما ان لاطفالنا ان يستمتعوا بلعبة وطنية ؟ ولكن بشرط وطنية ليس على الطريقة الامريكية ، وفي الختام اود ان انوه الى اني لا احب السياسة وكلامي هذا غير سياسي وكذلك ليس على الطريقة الامريكية !.
https://telegram.me/buratha