خضير العواد
لقد أبتليت الشعوب العربية بالحكّام الذين يشاهدون أخطاء الأخرين ولا ينظرون لأخطائهم بل في بعض الأحيان يصل بهم الأمر الى التبجح والإستهتار والتهكم بأخطاء الأخرين كما فعل صدام حسين عندما أنتقد حافظ الأسد بسبب أحداث حما وحمص عندما قال الرئيس أليّ يخرج عليه شعبه يجب أن يترك الحكم بكرامته ولكن عندما خرج الشعب العراقي في عام 1991 من شماله الى جنوبه بالإستثناء أربع محافظات وخلال أيام قليلة أصبح الشعب يذبح بالبعثين كالنعاج وقد خرج عليه العراق بأكمله ووصلت طلائع ثوار الأنتفاضة الى المحمودية التي تبعد عن بغداد حوالي 20 كليو متر فأنه جمع قواته ودفع بجيشه الى قتل الألأف من الشعب وتدمير المدن العراقية لماذا لم يترك الحكم بكرامته كما طلب من الرئيس حافظ الأسد الذي خرجت عليه محافظتين فقط في ذلك الزمان ، وهذه السعودية وحكومتها التي أرسلت الجيوش الى البحرين لتساعد حكومته في ضرب ثوار البحرين الذين نزلوا الى الشوارع مطالبين بحقوقهم المسلوبة لمئات السنين ، وفي نفس الوقت سرقة ثورة اليمن بتغير شكلي ودعمت جميع من قتل وظلم الشعب اليمني بتكوين حكومة أغلب أعضائها من رفاق علي عبد الله الصالح أو من ابناءه أو أقربائه أي أن علي عبد الله الصالح هو الحاكم الفعلي في اليمن ، وفي القضية السورية لم تترك طريقة إلا وأستعملتها من أجل نقل السلاح والرجال من شتى بقاع العالم وساعدت على أرتكاب المجزار من أجل حرية وحقوق الشعب السوري المظلوم كما تدعي ؟؟؟؟؟؟ وفي نفس الوقت تواجه القوات السعودية الشباب السعودي بالحديد والنار وتعتقل أو تقتل كل من يطالب بحقوقه وحريته ، وهذا ملك البحرين الذي يبكي دماً على معاناة الشعب السوري ولم يترك محفلاً دولياً حضر فيه إلا وذكر القتل والتدمير الذي يصاب به ذلك الشعب من حكومته بل وصل به الأمر أن يسافر الى الأردن لكي يناقش مع ملك الأردن (الذي هو الأخر شعبه بالشوارع كل يوم مطالبين بحقوقهم) أوضاع الشعب السوري وما يعانيه من أجرام وقتل ، وبالمقابل الشعب البحريني جميعه خرج الى الشوارع إلا ِقلة قليلة لم تخرج معه بسبب مصالحها ولم تبقى فئة إلا وشاركت بهذه المظاهرات من نساء وأطفال وشيوخ وشباب ، والحكومة البحرينية تواجههم بالسلاح القاتل والقنابل المسيّلة للدموع مع الإعتقالات وكذلك تدمير أماكن العبادة بل أستعانت الحكومة البحرينية بالجيش السعودي والجيش الأردني وفدائي صدام لكي يقتلوا الشعب البحريني وهذه سابقة ما بعدها سابقة علماً إن الشعب يريد الإصلاح وليس الإطاحة بالنظام كما هو الحال في سوريا ؟؟؟؟ ، لقد أستبشر العالم العربي خيراً عندما سقط طاغية مصر حسني مبارك وفاز بإنتخاباتها محمود مرسي ولكنه سلك طريق من سبقه من الطغاة أو من يرافقه المسيرة الأن من قادة العرب ، فها هو يتصارخ بمظلومية الشعب السوري أين ما ذهب فلم يترك قمة إسلامية أو قمة عدم الإنحياز أو مؤتمر صحفي إلا وأذرف الدموع وأبّح الصوت على الشعب السوري وما يعانيه من معاملة النظام هناك ، هذا النظام الذي يواجه العالم بأسره من إعلام ومرتزقة من شتى أرجاء أنحاء العالم أغرتهم أموال السعودية وقطر ورغبتهم فتاوي علماء الوهابية ونقلتهم الناقلات الأمريكية والغربية وأوتهم ودربتهم تركيا ومن ثم أرسلتهم لتغير النظام في سوريا ، ولكن في المقابل عملية تفجرية مجهولة المصدر تجعل مرسي يهجم بجيوشه المجهزة بمختلف الأسلحة من دبابات ومدرعات وطائرات على شعبه في سيناء ويقتل ويعتقل بالمصريين ، وبدو سيناء لم يتظاهروا أو يصرحوا بتغير النظام ولكن تفجير مجهول المصدر ربما المخابرات المصرية فعلته أو الإسرائيلية أو غيرها من المخابرات التي لها مصلحة في جعل المنطقة الحدودية مع غزا غير مستقرة ، ولكن نصير الشعوب المحرومة مرسي يهجم على شعبه بالأسلحة المدمرة لمجرد أحتمالات أن بدو سيناء وراء الهجوم . نقول لو كان بدو سيناء أو الشعب المصري يتظاهر أو يقاتل لتغير النظام أو جلب مقاتلين من خارج مصر كما هو الحال في سوريا فماذا سيفعل الزعيم المصري الجديد ؟؟؟؟؟.
https://telegram.me/buratha