المقالات

ذهب مرسي بمصر فلا رجع مرسي ولا رجعت مصر.

648 13:09:00 2012-09-06

بقلم / عبد المنعم الحيـــــدري

هناك بونا شاسعا بين الامال والواقع وكل امال الشعوب العربية والإسلامية كانت تأمل بعد ثورة الخامس والعشرون من يناير ان تعيد مصر الى السكة التي خرجت منها بعد اتفاقية التسوية مع الكيان الاسرائيلي عام 1979 م .لكن للأسف ان ثورة الخامس والعشرين من يناير حققت بعض الاهداف الداخلية واسمحوا لي ان اطلق عليها ( الثورة الداخلية لمصر ) ولم تحقق اي شيء في ما يخص السياسة الخارجية لمصر بدليل ان السلوك السياسي الخارجي المصري بقى كما كان في عهد المخلوع مبارك ولم يطرأ اي تغيير. كانت مصر بعد ثورة يناير بين خيارين وعلى صانع القرار ان يختار بدقة احد الخيارين نظرا للظرف الاقتصادي الدقيق التي تمر به مصر.والخياران هما أما ان يعيد محمد مرسي مصر الى محور الممانعة فيخسر كل الاموال التي منحت له من الولايات المتحدة و " إسرائيل " وبعض دول الخليج وأموال الصندوق الدولي .وأما ان يبقي الوضع كما كان عليه وبشيء من التكتيك يستطيع ان يدغدغ امال الرأي العام العربي والإسلامي حول القضية الفلسطينية ونقطة في اخر السطر.ويبدو ان مرسي قد اختار الخيار الثاني وفضل السير على خطى السادات ومبارك في السياسة الخارجية مستندا على ذلك على الفكر السياسي المطاط لمدرسته التي تخرج منها حيث منحت هذه المدرسة حرية الاختيار للخليفة او الملك او الرئيس فيما يراه مناسبا لصالح الامة وان الخروج عليه يعني الخروج على اجماع المسلمين وشق عصا الاسلام ومن هنا تحرك الرئيس المصري محمد مرسي لكن المشكلة في ذلك انه لا يقف على ارضية فكرية صلبة مما دفع به ان يقع في الازدواجية في خطابه سواء كان في قمة عدم الانحياز في طهران او بالأمس عندما كان يتكلم في الاجتماع الوزاري للجامعة العربية في القاهرة .يتصور البعض ان طهران كانت اكثر تلهفا لاستقبال الرئيس المصري محمد مرسي بعد قطيعة دامت ثلاثون عاما مع مصر لكنني اقول ان العكس هو الصحيح حيث ان مرسي كان اشد تلهفا للزيارة من اجل ان يعلن موقفه الواضح من سوريا البلد المقاوم والحليف الاستراتيجي للجمهورية الاسلامية ليقول ان النظام فقد شرعيته ولا ادري من هو الذي يمنح الشرعية محمد مرسي ام الشعب السوري ؟ ومن الذي منح مرسي الشرعية الرئيس الاسد ام الشعب المصري ؟.

على اي حال فقد قدم مرسي بكلمته هذه ولاء الصك للولايات المتحدة الامريكية ومن يدور معها ومن يتبعها .لكن الغريب في الامر ان مرسي طالب بدعم القضية الفلسطينية ولا ادري بأي شيء يدعمها , ( وفاقد الشيء لا يعطيه ) , وهو يطالب بإسقاط اخر قلاع المقاومة العربية للقضية الفلسطينية على مستوى الانظمة العربية حيث يعلم القاصي والداني من العرب والأجانب وعلى لسان مسؤولين في المقاومة ان نظام الاسد كان ولا يزال يوفر الدعم اللازم للمقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج .وبالنتيجة فأن محمد مرسي في واد والقضية الفلسطينية في واد و الاموال التي تحتاجها مصر في واد ثالث ومن البديهي ان يتوجه محمد مرسي باتجاه الوادي الذي فيه المال لا لكونه يحب المال لا معاذ الله لكنه في امس الحاجة اليه وبالنتيجة فأن مرسي الذي امتط صهوة جواد مصر المنهك لا هو ولا مصر ستعود الى الامل الذي تتوخاه الشعوب العربية والإسلامية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك