الباحث والاعلامي - قاسم بلشان التميمي
قبل فترة طلب مني مدير عام المؤسسة الاعلامية التي اعمل فيها ان امثل سيادته في اجتماع دعت اليه احدى محطات التلفزة المحلية و تقبلت الامر بكل ود واحترام ،واثناء توجهي الى حضور الاجتماع الذي لم يتم لاسباب( فنية) ، شاهدت (كهرمانة والاربعين حرامي) انا لم اقصد كهرمانة ولصوصها (بشحمهم ولحمهم ) انما اقصد التمثال او (النصب) الذي يمثلهم ، وتاملت هذا النصب كثيرا وشدتني (كهرمانة ) برشاقتها رشاقتها وقوامها الجميل (المنحني) قليلا بفعل العمل الذي تقوم به وهو سكب الماء في الجرار كي تتعرف على اللص او اللصوص ولا اخفيكم امرا بينما كنت اتطلع الى كهرمانة (كنت انظر ذات اليمين وذات الشمال) خوفا وتحسبا من (كهرمانتي) الحقيقية ان تراني وانا متلبس بجريمة النظر الى غيرها من نساء العالمين فيصيبني منها ما لايحمل عقباه، ولكن اطمئن قلبي بعد ان رن هاتف نقالي واجبت بسرعة فائقة (الو نعم ) انها كهرمانتي تخبرني انها ذاهبة الى بيت اهلها وانها تطلب مني الحضور للغداء في بيت اهلها وذلك تلبية لطلب والدتها (عمتي) ، وبالتاكيد تقبلت الامر بكل ود واحترام مثلما تقبلت طلب السيد المدير العام بكل ود واحترام ،ولكن مع دعواتي هذه المرة ان لايتاجل موعد(الغداء) انهيت المكالمة ورجعت اتامل (كهرمانة) اقصد تمثال كهرمانة ، وتكلمت بصوت مسموع سمعه احد (المارة) الذي ربما اعتبرني (مجنون) او شيء من هذا القبيل ، لاني لمحته يتلفت خلفه ثم يرفع يده الى السماء وكأن لسان حاله يقول (العقل من الله) ، على العموم تكلمت مع (كهرمانة) وقلت لها (ما أحلى زمانك وأيامك) وكأني اسمع اجابتها وهي تقول (لما!) ، فأجبتها ياسيدتي لم يكن في زمانك (سوى اربعين حرامي) وقامت الدنيا ولم تقعد وليس هذا فقط، فردت كهرمانة (وماذا بعد يا اخ العرب!!)، فقلت لها انك حددتي اللصوص ،فردت كهرمانة(أجل ان كل ماتقوله صحيح ولكن لم افهم شيئا) فخجلت ان اجيبها (هو احنه مفتهمين شنو القضية حتى انتي تفتهمين يا بعد روحي ) الا انني،تبسمت لها وقلت اتمنى ان تأتي الى زماني الذي ربما نستطيع ان نحدد فيه فقط (اربعين واحد مو حرامي !) ،وسمعت صوت خفي يتسرب الى مسمعي وقد أختلط مع خرير ماء الجرار وهو يقول ، (أذهب ياهذا ولاتكن كساعيا الى الهيجاء دون مهند). فأجبته ان زمني هذا لايستخدم فيه السيف المهند ، انه زمن استخدام السلاح المتطور الذي يصيب ويقتل الملايين خلال لحظات ، فأجابني الصوت ان الزمان هو نفس الزمان والسلاح هو نفس السلاح ولكن الفرق في الانسان وكررها ان الفرق في الانسان فعلى عاتقه تقع مسؤولية بناء الاوطان ، وفجأت انقطع الصوت بسبب رنة نقالي مرة ثانية حيث (كهرمانتي) تخبرني بأن موعد الغداء تأجل وذلك لاسباب لاتعلمها الا عمتي. اخيرا انا لااتهم احد ولم اسيء الى احد بصريح العبارة ولااريد ان اذكر القول العربي المأثور(اللبيب بالاشارة يفهم) كما اني ادعو الله ان لاتقرأ (كهرمانتي) مقالتي هذه فاتهم ( بالخيانة العظمى !). وسوف لم اذكر ان حديثي هذا غير سياسي حتى (لايزعل) علينا بعض القراء الاعزاء.
https://telegram.me/buratha