الشيخ حسن الراشد
لم يكن خطاب الرييس المصري في قمة عدم الانحياز الا وعظا وليس خطابا سياسيا افتقد الى الكثير من الكياسة والحنكة وقد أوقع نفسه في المطب الطائفي الذي أراد له ان يقع فيه بعض المتطرفين اضافة الي حكام الخليج الذين راهنوا علي ان تكون بداية هذا الرئيس بداية فاشلة يسير في الاتجاه نفسه الذين هم اليوم فيه وهو اتجاه تصادمي مع قضايا الامة ولمصلحة دولة اسرائيل التي تسعي لجر المنطقة الي حروب واقتتال طائفي لا نهاية له ..
لم يكن هناك اي داع وهو صاحب مشروع اللجنة الرباعية التي دعى الي تشكيلها من عدة دول ( ايران وتركيا والسعودية ومصر) لحل الأزمة السورية ان يبدأ خطابه بالضرب علي الوتر الطائفي والتوتر السياسي وكانه يريد القول بانه أتى الي طهران لأثارة حنق حكامها وتخريب المشروع الذي اقترحه بنفسه في مهده استجابة لنزعاته الإخوانية المطعمة بنكهة التطرف السلفي حيث بدأ في المؤتمر خطابه بإثارة دفاتر التاريخ وذكر أسامي بعض الشخصيات التاريخية وخصهم بالحمد والثناء في محاولة طفيلية لاثارة النعرة الطائفية ودغدغة مشاعر المهووسين لمثل هذا الخطاب غير الموفق والذي اثار ضده الشارع المصري قبل غيره، المصريون كانوا في أتم الحاجة لان ينتهج رئيسهم سياسة اكثر تهدئة وليونة وتماشيا مع دعاة السلم والتآلف والأخوة وبعيدا عنمحاور التصعيد والتوتر والتي يمثلها اليوم تحالف الشر السعودي القطري الاسرائيلي وبمشاركة غبية من قبل تركيا الاردوغانية وامريكا، ولا يساير المتطرفين ودعاة القتل والفتنة والتخريب ، ولا يترك في خطابه ثغرة بحجم ما تركه في خطابه الاخير في مؤتمر عدم الانحياز والذي استغله المغفلون والمغرضون وجماعات التكفير والتطرف وحتي العلمانيين واللبيراليين الذين أصيبوا باللوثة الطائفية وصفقوا له وليوهموه بانه قد حقق انتصارا ساحقا فيما الحقيقةغير ذلك حيث ساقوه الي الاتجاه الذي رسمته له الأنظمة الخليجية الفاسدة التي دعمت لآخر نفس قاتلهم ودكتاتورهم حسني مبارك وارادت له البقاء للاستمرار في سياسة عزل مصر إسلاميا وحتي عربيا حتى وان ارادت لها دورا فهو بالضرورة يجب ان يكون مروضا إسرائيليا ووفق الأجندة الاستخباراتية وفي اطار تنفيذمخطط ال سعود وال ثاني ودولة اسرائيل المنتهية صلاحيتها!اذن كان لابد للمرسي ان لا يستمع الي وساوس شياطين الخليج وينأي بنفسه عن تلك الطغم الفاسدة ويأخذ منحي جديدا يتسم بالعقلانية السياسية ورزانة الخطاب ويكسب احترام الأقوياء في العالم لا ان يرضي ضعاف النفوس والاذلاء في الخليج والذين باعوا انفسهم واوطانهم للأجنبي والمحتل الغاصب..
ماذا استفاد المرسي من ذلك الخطاب وماذا أفاد مصر ومستقبلها؟لا شيئ سوي ان المتطرفين والإسرائيليين ودعاة الفتنة صفقوا له في محاولة لتشجيعه علي المضي في نهج سلفه والتصادم السلبي مع دولة قوية في المنطقة وحليفة مثل ايران واستعداء العراق وسوريا والقوى المحترمة والابية .
لينسى ما سمعه حول تحريف المترجم لبعض ما جأ في خطابه أكان التحريف حقا او باطلا فان ذلك لن يغير الجانب الاخر من الحقيقة وهو سعي أنظمة العمالة والذل والحقارة في الخليج لسوق مصر نهو الهاوية والتبعية والضعف ولما قاموا باستغلال ذلك التحريف في الترجمة للضرب علي الوتر الطائفي وتحقيق ما يرمون اليه في تعميق وتحقيق أمرين, الاول تعميق الهوة بين مصر وإيران والاستمرار في القطيعة معها رغم عمق العلاقة الاقتصادية القائمة بين ايران ودول الخليج وهنا هو بيت القصيد حيث كيف يحلوا لهم ان تكون لهم علاقة جيدة مع ايران وتبادل تجاري واقتصادي تصل قيمتها العشرات الملياراد من الدولارات ويتمتعون بكافة مزايا تلك العلاقة فيما يريدون لمصر ان تبقي في حالة عداوة وقطيعة مع اكبر دولة إقليمية بل يعتبرون اي علاقة او تواصل مع ايران خط احمر! فهل يستوعب السيد مرسي هذه الحقيقة؟!
الامر الثاني، تكريس عزلة مصر وتجريدها من دورها الريادي المتعقل وتحجيمها ضمن الدائرة التي توافق أجندة حكام الخليج وإسرائيل .ولم يكن خطابه المتشنج تجاه الوضع السوري وتكرار ما يكرره حكام الذل في الخليج ومعهم الاسرائيليون في دعوتهلرحيل الاسد او النظام الا في ذات السياق ولم يخدم لا الشعب السوري ولا الامن والاستقرار في المنطقة ولا مشروعهالرباعي الذي اولده ميتا بعد خطابه المتشنج‘ ولا ندري ان كان لملياراد الذي ضخه له امير الخيانة في قطر دور في ذلك ‘ ان كان له دور فهذا يعني خيانة وبيع مواقف بثمن بخس دراهم معدودات وخسر في المقابل كرامة شعبه الذيثار ضد مثل هذه الخيانات ‘ فكان بامكانه ان يعوض عن تلك الدراهم البخسة بدعم صيني واستعانة مالية ونفطية منايران والعراق اكبر قوتين في المنطقة وبذلك يخلص نفسه وبلده وشعبه من قيود الاستمرار في الارتباط بمواثيقالذل والتبعية في المواقف .
https://telegram.me/buratha