خميس البدر
كيف تعرف انك طائفي, وان كل ما تتحدث به او تحسه او تتنفسه يدور في فلك الطائفية, وبكل بساطة فان الطائفية يعرفها من يوزع التهم ويقسم البشر ويميز بينهم على وفق مايراه وما يتلائم مع عقليته وتصرفاته وما يؤمن به ويتبناه , فكل ما يحبه منطق وكل ما يدين به حق وكل ما يخالفه ومالا ينسجم معه ايا كان ومهما كان فهو طائفي وقد يتطور الامر الى الكفر ومن ثم الى استباحة دمه وكيانه وعرضه وحياته فمن لايتفق معه فهو كافر. هذا هو المنهج السائد والنموذج الذي يسوق للاسلام من قبل الوهابية والسلفية ليتحول الاسلام الى اجرام وقتل في ظل هذه النظرية وعلى يد هذه الفئة وبتعميمها نفسها على الجميع واختزال الاسلام بتصرفاتها وضيق افقها ومحدودية تفكيرها وللاسف ابتلي العراق بهذا المرض فاغلبية الشعب العراقي هم من اتباع ال البيت عليهم السلام ومدرسة ال محمد صلوات الله عليهم صافية المنبع وواسعة الافق ومستقيمة المنهج ومتحررة الفكر والروحية المتسامية والمعتمدة على الدليل والعمل به وعدم مخالفة الفكر والمنطق السليم بغض النظر عن الميول والمصالح الذاتية فالمصلحة العامة والعمل باتجاه الله لكن وعبر تاريخ العراق كانت المقاييس مقلوبة والعناوين معكوسة فلا حق لهؤلاء في بلدهم ورغم كل ذلك يتهمون بالطائفية مضطهد مقتول محروم ومستباح ومتهم.
كنا صغارا عندما كنا نسمع شتم علمائنا ومذهبنا ورموزنا وعندما نرجع لاولي الامر ومراجعنا الاعلام اعلا الله مقامهم احيائهم وامواتهم كانوا يقللون من وقع ذلك الضيم والقهر وتلك الحرب المعلنة بتصفية النفوس وبصدق يقولون ان هذا هو فعل المصالح السياسية وارادات دولية وان المسلمين مغلوب على امرهم وكبرنا وكبر معنا الهم وتفتحت عقولنا وتعددت مصادر ثقافتنا وكل منا ذهب الى ماذهب اليه واختار لنفسه طريقا في الحياة, فمنا امن بالدين وقيادته للحياة ومنا من راى عكس ذلك واخر خالف الدين وناصب العداء له لكن لم نسلم جميعنا من تهمة الطائفية لسبب وحيد فالعلماني اسمه مهدي والمتدين اسمه كاظم والليبرالي اسمه جواد والشيوعي اسمه عباس وبتعدد اسمائنا وباختلاف افكارنا تهمتنا واحدة طائفي فقط لاننا من العراق من الوسط والجنوب وخلفيات عوائلنا شيعية وان كنا بعيدين عن التشيع فلماذا ومن فعل هذا.
استوقفتني تعليق في احد المواقع " ردا على مقال الضاري واخر الوجوه البالية (مقال طائفي )" فعرفت السبب وان كنت اعرفه منذ كنت صغيرا يجب ان لا تتسمى بعلي ولا تحب علي ولا تتبنى فكر علي ويجب ان تتبرأ من علي ويجب ان تتفانى بهدر حقوقك وتتبسم لقاتليك وان تمد رقبتك وان تمجد من يقتلك باسم الدين وتقربا لله وحب الرسول المصطفى صلى الله عليه واله وسلم, يجب ان لاتذكرهم بسوء او تنتقد افعالهم ولا حتى بالاشارة والتلميح فكل ما يفعلونه مسدد من قبل الرب وشخص مثل الضاري يجب ان تتبرك به وان كان ملطخ بدم الابرياء ويحول الدين الى خرافة وتهريج منهج الوهابية ومن يرمون الناس بالطائفية يجعل من الهواء الذي نتنفسه ومن ماء الفرات الذي نشربه ومن النخلة ومن العراق كل العراق لاننا مشينا على ترابه و00و00و كل شيء طائفيا لاننا رفضنا ان نكون اذلاء طالبنا بحقوقنا يوما احببنا علي, طائفيين لان دمائنا سالت على هذا التراب من اجل ان تبقى قيمة للانسان, طائفيون لاننا لانريد ان يعمم نموذج الضاري, طائفيون لاننا نقبل بالاخر, طائفيون لاننا عشقنا الحرية طائفيون لاننا مسالمون طائفيون لاننا شيعة واحببنا الحياة ولاشيءاخر ...
https://telegram.me/buratha