سليمان الخفاجي
مع لغة المكرمات والهبات يبدو الامر مختلفا عن لغة الحقوق والاستحقاق, سيناريو ممنهج ومعد بمقاسات من يصدره ولحساب المعنيين به حصرا و بات يتكرر في كل نهاية سنة مالية او كلما اقتربت انتخابات ليكون الحديث حديث انجازات ومغانم وبطولات فاطلاق القروض يتم في ايلول ا والتعيينات في كل الوزارات في تشرين الاول بعد ان صامت طوال اشهر السنة اواعتقد بان الميزانية التكميلية سيصادق عليها في تشرين الثاني او كانون الاول ويحصر تنفيذها في الوقت الضائع فتبدد الاموال بحجة عدم كفاية الوقت او ليكون لدى الوزراء والمسؤولين سيولة مالية للايفاء بمتطلبات الانتخابات. وكثير هي الشواهد والامثلة سواء ماذكرناه او مايراه ويلمسه المواطن في كل عام ومع اقتراب كل انتخابات فما حدث هذه المرة هو اطلاق وزارة العمل والشؤون الاجتماعية للقروض وبشروط اشبه بالتعجيزية او مثالية وفي وقت محرج بالنسبة لمواطن اما عاطل عن العمل او عاجز او مطلقة او مهجر او000 ويجب ان يتوفر لديه صك ملك او لوالديه لمحل او عقد ايجار لمحل اضافة الى الكفيل المدني ويجب ان يتعهد بان لايعين طوال خمس او ثمان سنوات طيلة تسديد اصول القرض ولايعرف الية التسجيل فالمجلس البلدي يتهم مديريات الوزارة بمحاولة التسقيط ومجالس المحافظات يتحفظ على الوقت ويطالب بالتعديل لكن الوقت لايسمح لانها تحتاج الى وقت بين كتابنا وكتابكم وفي الوقت نفسه يتجاوز على المجالس المحلية والدوائر المعنية بترويج استمارات القروض قبل الوقت المحدد مع توصيات وتسهيلات للمعارف ومن ضمنوا ولائهم في الانتخابات القادمة كذلك المحافظين والمسؤولين في الجهة السياسية التي ينتمي لها الوزير لانها مكرمة وهبة وفيض من فيوضاته فيجب ان تكون للاقرببن لانهم اولى بالقروض بخلاف اللوائح والقوانين والتي سيغرق بها المواطن والمستحق فعلا والذي اعلن عن حاجته ورغبته بهذه القروض من عدة سنوات وبمعاملات متراكمة في كل عام. ولان العدد محدود فالفرص تكاد تكون معدومة او مستحيلة والبطولات مستمرة فمن مكرمة العدس و الطحين الصفر في رمضان وتعويض تقصير البطاقة التموينية في الاعوام السابقة ب 15 الف دينار بعد ان هدرت واضاعت بل قل سرق وزير التجارة مليارات الدولارات خصصت لتلك المواد ياتي دور الحكومة هذه المرة بتوزيع فائض الميزانية بنسبة 25% في نهاية السنة, فهنيئا للمواطن بمكارم الوقت الضائع وفيوضات التفكير الانتهازي والحسابات الضيقة فيترك كل السنة ولا حراك ولا خدمة ولا قروض ولا التفاته او مجرد تفكير لكن فجأة وبشكل مباغت تكسر كل الحواجز وتذلل كل الصعاب و تنكشف كل الحجب حتى الازمة السياسية والخلافات بين الكتل وخطابات ومهاترات روادها ومفتعليها ومفقسيها تخمد لتمرر هذه المكارم وبتنا على يقين انها تطلق على شكل حصص ومغانم ومكاسب وان كانت تحت اطار وشعار براق ودائما يتقدمه اسم الشعب والمصلحة العامة وبناء الوطن فكيف يبنى وطن ويخدم ابناءه في شهر ولقد عجزوا عن تلك الخدمة وذلك البناء خلال سنة كاملة نعم يصح ذلك لان من يعمل في هذا الشهر هم الخوارق ورجال السوبر و خفيفي الظل والايدي لسان حال المواطن سنفرح كثيرا وان كانت مكارم وهبات وان كانت حصص ومغانم وان كانت أي شيء ولكن بشرط ان تصل للمحتاج فعلا ومن يستحق لكن هيهات ذلك فان القوم قد عميت قلوبهم ويسيرون بطريق واحد هو انا وبعدي الطوفان
https://telegram.me/buratha