بقلم أبو ضحى الغزي
معركة الزورة / ابو ضحى الغزيمعارك الأهوار ( معركة الزورة ) وجهاد المجاهدين ما إن أخذ النظام الاستبدادي الصدامي الحاكم في بغداد يتلقى الضربات الموجعة والتي باتت تقض مضاجعه ، ولاسيما الضربة التي وجهتها المجموعة الجهادية في ( 15 شعبان سابقأ وقائدها سيد حمزة الموسوي) ، لـ ( عدي ) النجل الأكبر لصدام حسين ، أخذ يفكر بشكل جدي لتعقب المنفذين لهذه العملية الجريئة ولتوجيه ضربات خاطفة لمقارّ المجاهدين ومعاقلهم الدائمة في مناطق الأهوار ، الى جانب استهداف رموزهم من خلال عمليات الاغتيالات التي طالت بعض المجاهدين في الداخل والخارج ، وقد كانت منطقة ( الزورة ) وهي عبارة عن أهوار مغطاة بالأحراش العالية وعلى مساحة تقدر بـ 7×7 كيلو متراً ، وهي تابعة لقضاء ( سوق الشيوخ ) بمحافظة ذي قار ، وحيث تواجد عشائر آل جويبر الخاقانية هدفه هذه المرة . حشد النظام الدكتاتوري لهذه العملية الكثير من القطعات العسكرية التي كانت منتشرة في محافظات ذي قار والبصرة وميسان وواسط ، فضلاً عن الأجهزة الأمنية والحزبية ، بل وحتى بعض العشائر الموالية للنظام آنذاك ، وقد كان يشرف على هذه الحشود كل من عزة الدوري وقصي صدام حسين والكثير من القيادات العسكرية والحزبية . لقد بدأ الهجوم في اليوم الثاني والعشرين من شهر أيلول عام ألف وتسع مائة وثمانية وتسعين ، وانتهى بعد حصار وقتال ومناوشات بين كر وفر دام سبعة أيام ، وعلى ثلاثة محاور من جهة الجنوب حيث عشائر آل جويبر ، كما انتشرت المدرعات والدبابات على طول السدة الترابية التي أنشأها النظام لأغراض أمنية ، وبالعكس مما كان يدعيه من إنها أنشئت لأغراض مشاريع لتطوير المنطقة . وكان المجاهدون من تنظيمات (15 شعبان سابقأ حركة الجهاد والبناء حاليأ) و(حزب الدعوة) (وفيلق بدر (ومجاهدو الثورة الإسلامية) وبعض الأهالي الذين يلتجئون الى عمق الهور في أثناء أي عملية دهم يقوم بها النظام لغرض أن يتحصنوا داخل منطقة الزورة ، وقد توزعوا الى قواطع أربعة بعد أن أعدوا المواضع الدفاعية وبتحصينات بسيطة لكنهم يتمتعون بمعنويات عالية جداً ، وعند عمليات القصف المدفعي المركز التي كان النظام يقوم بها خلال الأيام الخمسة الأولى ، كان يحاول خلالها الأختراق والدخول الى قلب المنطقة ، إلا أن ّ صلابة المجاهدين وصمودهم وتمرسهم في القتال بمثل هذه المناطق حال دون ذلك ، وباءت كل محاولات العسكر بالفشل الذريع ، وكان خلال هذه الأيام يتحمل الخسائر الكبيرة في المعدات والأرواح . فكر القادة الميدانيون من المجاهدين بعد مرور خمسة أيام من الحصار والقتال ، في الأنسحاب من المنطقة حفاظاً على أرواح المجاهدين وخشية من نفاد المؤونة والعتاد فعملوا على كسر أحد الأجنحة من جهة الشرق وبأتجاه الطريق السريع بين ناحيتي ( الطار ) و ( الفهود ) ، فقاموا بعملية خاطفة وسريعة وعاصفة من كسر هذا الطوق المضروب حولهم ،، وقد فاجأوا العدو ، قام النظام على أثرها بأعدام مجموعة من الضباط بتهمة التواطوء مع المجاهدين ، والسماح لهم بالأفلات من الطوق المحكم ، ومن ثم قام النظام في اليوم التالي بالدخول الى عمق منطقة ( الزورة ) ، ولكن خيبة الأمل كانت حصاده ، فلم يجد في هذه المنطقة أي شيء يذكر ، فقد سَلِمَ المجاهدون والوثائق من هذه الهجمة الشرسة ولم يقدموا خلالها سوى شهيد واحد وجريحين في أثناء الأنسحاب ، وبذلك كانت معركة ( الزورة ) واحدة من المعارك التي أبلى فيها المجاهدون بلاءاً حسناً وكانت صفعة للنظام الأستبدادي الذي حكم الشعب بقوة الحديد والنار .
https://telegram.me/buratha