خضير العواد
إن التغير الكبير الذي طرأ على العراق في عام 2003 جعل المناهضين لهذا التغير يفعلوا ما بوسعهم لأجهاضه وبالتالي أرجاع القوى التي كانت تحكم بالسابق ، لهذا نلاحظ الحكومة العراقية تعاني كثيراً من الظروف التي تعيشها بسبب رفض المحيط العربي لها وعرقلت هذا المحيط لعلاقاتها في الخارج لهذا فأنها تتجاوز عن كثير من القضايا من أجل ردم العقبات وبناء علاقات متزنة مع المحيط العربي ، وهذا ماتفعله أيضاً مع دول الجوار من خلال تغاضيها عن كثيراً من التجاوزات وخصوصاً مع الجارة تركيا التي أستغلت وضع الحكومة العراقية لأبعد ما يمكن مما جعلها تتدخل بشكل مباشر بالشأن الداخلي ، أما الشأن الداخلي فهو نتاج مزيج من الظرف الداخلي والخارجي لهذا نلاحظ ردود فعل الحكومة العراقية في القضايا الداخلية يعتمد على الشؤون الخارجية لهذا فأن بعض المكونات في المجتمع العراقي يستغل هذا العامل فيتصرف بشكل مستقل ويحاول ضرب الحكومة وأستغلالها في كثير من القضايا الداخلية ،
الوضع الحرج الذي تعيشه الحكومة إن كان في الشأن الداخلي أو الخارجي يعتمد أعتماد كامل على علاقة المجاميع التي تكون التحالف الوطني وكذلك علاقة الجماهير مع الحكومة والعامل الأقوى والأهم في هذا المثلث هو علاقة الحكومة مع المرجعية ، فضعف أي علاقة في هذا المثلث مع الحكومة يؤدي الى أستغلال هذا الضعف من قبل المكونات العراقية الأخرى وكذلك يعطي أنعكاسه على العلاقات الدولية ، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال مواقف التيار الصدري خلال الأشهر السابقة جعل الجميع يتحركون بحرية بالضغط على الحكومة إن كانت المكونات الداخلية كألكرد أو دولياً كتركيا وقطر والسعودية ، ولكن العامل الأهم والأقوى في دعم الحكومة هو المرجعية ،
ولكن الحكومة أدارت بظهرها عنها ولم تحاول بصورة جدية حل الإشكالات التي تسببت ببرودة هذه العلاقة ، علماً إن المرجعية هي الجهة الوحيدة التي يعتمد عليها في جميع الأحوال لأنها الاب الروحي لجميع فئات الشعب وقد أثبتت في جميع مراحل العملية السياسية أهميتها وفي نفس الوقت حرسها على حقوق جميع مكونات الشعب العراقي ، والذي يريد أن يطّلع على أهمية المرجعية في العملية السياسية عليه أن يقرأ مذكرات بريمر ،
لهذا يجب أن يعمل الجميع على إصلاح العلاقة ما بين الحكومة والمرجعية ورفع جميع العقبات التي وضعت في طريق هذه العلاقة ، فتأييد المرجعية يعني تأيد الشعب وكذلك بقية المجاميع المتواجدة في التحالف الوطني لأن الجميع يحرص على أرضاء هذه المؤسسة ، وجميع المشاركين في العملية السياسية يعلمون بأهمية هذا العامل ولكنهم يتناسوه بسبب غرورهم في الأيام الهادئة ولكن يتسارعون الى المطالبة بتدخلها في المشاكل وبعضهم تصل به الجرئة الى إنتقادها على سكوتها أو عدم تدخلها ، ولكن لم يسأل نفسه لماذا أغلقت المرجعية بابها أمام السياسين ، لأن سياسيونا تعودوا أن يجابوا إذا سألوا ولكنهم لايملكون الإجابة إذا سئُلوا ،
وبسبب وظيفة المرجعية الأبوية طالبها الشعب أو ضغط عليها أن تكون حازمة مع الحكومة في مسألة الخدمات وكذلك ترهلها بالمناصب التي تتعب كاهل الميزانية كألنائب الثالث لرئيس الجمهورية وغيرها من المناصب ، عدم تعاون الحكومة أو المسؤولين مع المرجعية في هذه المسائل أجبر المرجعية أن تتخذ هذا الموقف ، كان أولى بالحكومة الذهاب الى المرجعية وإطلاعها على كل الأسباب التي أدت الى هذا الضعف بالخدمات والطلب منها في مساعدتها للخروج من هذه الأزمة ، ولكن هناك فشل حقيقي في كثير من مفاصل الحكومة وفي كل يوم تخرج لنا فضيحة مالية جديدة ، ضعف عمل الكثير من وزارات الحكومة لا يعني ضعف عمل رئيس الحكومة ، لأن هذه الحكومة فرضت عليه والكثير من الوزراء يعملون وفق أجندات خارجية أو حزبية وكذلك شخصية مما ينتج عنها ضعف في العمل وفساد في الإدارة ،
لهذا يجب على رئيس الوزراء الذهاب الى النجف والجلوس مع المرجعية حتى وأن رفضت أستقباله عليه الذهاب فهؤلاء أبائنا والأب عندما يرى أبنه يطرق بابه أكيد سيفتح له الباب ورسول الله (ص) قال (إذا رأيتم العلماء على أبواب الملوك فقولوا:بئس العلماء وبئس الملوك وإذا رأيتم الملوك على أبواب العلماء فقولوا : نعم العلماء ونعم الملوك ) وعلمائنا والحمد لله لم نشاهد أحدهم على أبواب الملوك وسياسيونا أعلم بهذا الأمر من غيرهم لقربهم منهم أيام المعارضة لهذا يجب أن يضعوا حد لهذا البرود في العلاقة حتى تأخذ المرجعية موضعها الصحيح والجميع يجب أن يتحد حتى نخرج من هذه الأزمة ، لهذا يجب أن تستند الحكومة على المرجعية لأنها ركن قوي و أمين وصادق يطمئن من أستند إليه وهذا ما تحتاج أليه الحكومة الأن .
https://telegram.me/buratha