بلا مقدمات لأن الأمر ليس بحاجة لها، أقول أني لست متفائل بشأن ما يطرح في الساحة السياسية مما يوصف بمشروع الأصلاح..فقد مضى وقت ليس بالقليل على الأزمة السياسية الراهنة دون أن نلمس تقدم ولو ضئيل نحو الحل، والسبب كما أعتقد يكمن في اخطاء مؤسسية في العملية السياسية، أخطاء تصميمية، وأخطاء تنفيذية، وقبلها بنيوية تتعلق بالدستور..
الأصلاح المطروح الآن لا يعدو أن يكون إستنفاذا للوقت ريثما يحل أجل الأنتخابات القادمة، أو ريثما " يمل" أحد أطراف الصراع من لعبة الصراع!! الأصلاح المطروح لا يتوفر على مفهوم حقيقي للإصلاح، بل يمكننا القول أن المترشح منه يمكن وصفه بالرتق والترقيع..رتق الفتوق وترقيع الثقوب..!
الأصلاح المطروح الآن لم يتناهى عنه الى مسامعنا مفردات محددة كأعلاميين وصناع رأي ـ وبعضنا، ومنهم كاتب هذه السطور قريب جدا من دوائر صنع القرار..فهو لا يعدو أن يكون مفردات عائمة في غيوم فارغة، هي أقرب الى سحب الصيف التي لا يرتجى منها مطرا يروي تربتنا العطشى..
الأصلاح المطروح لم يتناول أس مشكلاتنا الحقيقية: الفساد المستشري حتى وصل الى نخاع عظامنا..الكهرباء التي سأمت أقلامنا تكرار الكتابة عن أزمتها المستدامة..الأمن الذي يمسكه من لا يريد أمنا..البطالة التي باتت الرافد الكبير للعنصر البشري للأرهاب .. السكن في بيوت الصفيح ومجمعات الحواسم..نظم التعليم البائسة ومدارس الطين..علاقاتنا الخارجية التي تحكمها إرادات غير وطنية..إقتصاد ريعي على النفط والنفط فقط..قضاء لا يعرف أين يضع قدمه تتقاذفه الأمواج وتهزه عواصف السياسة، فيحول ذلك دون حصول المظلومين على حقوقهم..والقائمة تطول، وهي قائمة الميادين الحقيقية للأصلاح لا تبويس اللحى..!
4/5/910
https://telegram.me/buratha