استثناء قناة السويس فكل قنواتنا العربية الفضائية فاضية.. وهي على كثرتها وتعددها وتنوعها لا تفضي إلى شيء ولا تقدم لنا شيئاً، وبدلاً من أن ترتقي بنا وبذوقنا وبعقولنا إذ بها تستخف بنا وبذوقنا وبعقولنا و تهبط ُ بنا إلى الحضيض.
وأنت لو مكثت أسبوعاً كاملاً تشاهد وتتابع وترصد ما تبثهُ القنوات الإخبارية والإعلامية والقنوات الدرامية والفنية والدينية والمذهبية وغيرها سوف تلاحظ أن هناك تشابهاً بين كل هذه القنوات.. جميعها تبث الكذب والدجل والشعوذة وتزيّف ذوق ووعي وعقل المشاهد باسم الحقيقة أو باسم الفن.. باسم الله أو باسم الشيطان.
أما القنوات التكفيرية فإن أعدادها يتزايد وهي تتوالد في الفضاء العربي بنفس السرعة التي تتوالد فيها الأرانب.
ذلك أن التكفيريين الذين حرّموا التلغراف والراديو وحرّموا السينما والتلفزيون والفاكس والصحون اللاقطة وحرّموا القنوات الفضائية أدركوا أخيرا أنه لا جدوى من الاستمرار في التحريم، وأنه بدلاً من تحريم هذه المخترعات التي هي خلاصة وعصارة التفكير الغربي يمكن الاستفادة منها واستخدامها في ممارسة وإشاعة التكفير وهذا ما حدث.
فبعد أن كفّروا الصحون اللاقطة، والقنوات الفضائية، والنجوم في هذه القنوات صعد المكفّرون إلى الفضاء غدوا نجوماً كغيرهم من النجوم.
ومثلما الكائنات الفضائية التي نشاهدها في الأفلام وهي تهبط من كواكب مجهولة بواسطة الأطباق الطائرة، هبط هؤلاء من الفضاء عبر الصحون اللاقطة، ودخلوا إلى بيوتنا وإلى غرف نومنا، بلحاهم المخيفة والمريعة، وبعد أن كانوا يمارسون التكفير من على منابر المساجد صاروا يكفَّرون من الفضاء، وصار لكل مكفَّر قناته التي من خلالها يطل على المريدين والمعجبين من المشاهدين.
لكن ما يميز مكفِّرو الفضاء عن مكفِّري الأرض هو أن المكفرين في قنوات التكفير الفضائية يكفرون ويستلمون بدل تكفير بالعملة الصعبة.
13/5/911 ـ تح / علي عبد سلمان
https://telegram.me/buratha