صكر محمد عكاب
كانت تعليمات الحكومة واضحة ومؤكدة أكثر من مرة بعدم استعمال السلاح وإطلاق الأعيرة النارية في المناسبات المختلفة والمتناقضة (في الإفراح والأتراح)! ورغم تلك التعليمات فقد واصل كثير من المواطنين العراقيين التزامهم بتلك التقاليد البالية وخاصة إطلاق الرصاص ابتهاجاً أو "إنزعاجاً"! والذي تسبب في كثير من الحالات إلى قلب الفرح إلى عزاء؛ وتحويل العزاء إلى مأساة إضافية!.لا نعلم تفاصيل ما حدث ساعة التعرض للعرس والطلب من المشاركين في "الزفة" عدم إطلاق الرصاص حرصاً على سلامتهم وتطبيقاً للتعليمات المبلغة لعناصر الجيش والشرطة -الغائبة عن الوجدان-!! ولا نعلم ردة فعل العريس أو أخو العريس وما دار من جدال أدى إلى إطلاق النار سواء كان من "مكبسل" أو من "مستبسل"!, إلا أن الحادثة نقلت لنا من جانب واحد هو إطلاق النار العشوائي الذي أصاب العروسة, ويبدو أنها طلقة واحدة! وليس إطلاق نار أو رصاص ولا أحد يعلم من أين انطلقت وإلى أين وجهت, ونقلت لنا كاميرات بعض القنوات التي تتربص لمثل تلك الحوادث وتنقل للمشاهد والمستمع صور وأقوال المجنى عليهم وتستغل مثل هذه الحوادث لتوجيه الإتهام للسلطات المسؤولة والإساءة للحكومة ومنتسبيها؛ ولم تنقل لنا صور وأقوال "الجناة"!؛ والذي فهمناه فقط أن الجندي كان "مكبسلاً"! وكذلك ضابط وحدته! وبسرعة مذهلة دون انتظار نتائج التحقيق والفحص الطبي ! فماذا وراء الإتهام بالكبسلة!؟ لا ننكر وجود المكبسلين في بعض نقاط الحراسة والتفتيش لأسباب كثيرة ومنها إهمال عملية التفقد والمداهمة الليلية لنقاط التفتيش ووحدات الحراسة في كثير من المناطق وفحص العناصر بأجهزة فحص النفس المستعملة من قبل شرطة المرور؛ وإن الفاسدين والمتواطئين من بعض عناصر الجيش والشرطة وحتى عناصر الأمن هم سبب البلاء المحيق بنا والمستمر بلا علاج حاسم! ولكن توجيه الإتهام بهذه السرعة للجندي بأنه "مكبسل" وراءه ما وراءه, أما وسائل إعلام السلطة نفسها لتبرير ما حدث, وإما إعلام أعداء السلطة لتشويه سمعة القوات المسلحة المسؤولة عن حماية الوطن والمواطن في آن واحد.في كثير من الحالات تسارع السلطات الأمنية لتبرير القيام بعمليات الإرهاب والتفجيرات بأن وراءها القاعدة!! قبل أي عملية تحقيق وتفتيش وتقصي, فما هي القاعدة ومن يقف وراءها ومعها؟ ومتى يتم القضاء عليها؟ وهل سنعيش أعمارنا إلى أن تنتهي على أيدي قواعد القاعدة وقياداتها. وفي كل مرة تدعي السلطات الأمنية المختلفة بأنها قضت على الإرهاب والإرهابيين ويكون الجواب عليهم - بكل ثقة ورسوخ - عمليات أوسع وأقوى من سابقاتها.لقد بدأ "بوش" بهذا المبدأ بعيد أحداث 11 سبتمبر وقام باتهام القاعدة بتفجير البرجين في أميركا بعد يوم واحد من العملية وبدأ حربه الصليبية قبل أن يتحقق من الفاعل أو الفاعلين أكانوا من المسلمين أو الأميركان أنفسهم أو من عصابات أخرى لها إرتباطات في دول أخرى.وهنا نقول لماذا هذه الضجة الكبرى حول حادثة العرس هذا؟ وإشغال السلطات العسكرية وإتهام عناصر الجيش كله المتواجد في منطقة الفلوجة والمطالبة بسحب الجيش من المدينة وإرسال "المطلك" لتهدئة النفوس؛ وخروج مظاهرات منددة؛ وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها؟؟ على عكس ما حدث في مجزرة "عرس الدجيل" التي راح ضحيتها العديد من النساء والأطفال والشيوخ والعروس والعروسة المختصبة!! والأطفال الذين أغرقوهم بطريقة بشعة وحشية, ولم نسمع أي صوت شجب لهذه العملية أو قيام مظاهرات أو إحتجاج ما بهذا القدر الذي نشهده في حادثة "عرس الفلوجة"!! الذي كان التحدي واضح في تصرف بعض الأفراد وإطلاق الرصاص بكثافة عند مرورهم بوحدات عسكرية مسؤولة عن الأمن والنظام هناك؟؟لقد أصبح واضح تماما بأن زمام الأمور قد فلت من يد السيد "المالكي" ولم ينفع ما يختزنه من الوحدات "الذهبية" لأن خيول العربة التي يسوقها قد اتخذ كل منها مساره يميناً وشمالاً وإن زمام السيطرة على الخيول قد تقطعت, وأن العربة في طريقها إلى التهشيم والتمزق نتيجة لشذوذ الخيول عن الطريق الصحيح ولم يعد ينفع معها الضرب بالسياط, وإلا لماذا هذا التواطؤ والسكوت على تلك التحديات التي أخذت تتفاقم يوماُ بعد يوم, ولم يعد لدى مسؤولينا غير التبريرات الواهية والتصريحات الكاذبة والمملة سيما أن مواطن الخلل والتآمر والتواطؤ أصبحت واضحة للعيان وبائنة لكل المواطنين المبتلين بهذه المؤسسات الفاسدة والتي لم يعد ينفع معها التهديد والوعيد والشدة والصرامة لأنها اختبرت هذه السلطة ووجدتها واهية وتستطيع أن تفرض عليها ما تريد "بالذوق أو بالعافية"!! فهل يعقل أن حادثة عرس بسيطة تقود إلى تغيير سياسية دولة بحالها!! وتطالب زمرة قليلة حكومة تلك الدولة بسحب جيشها من المدينة وتدخل على خط القضية شيوخ عشائر وقيادات سياسية وتتخذ منها وسيلة لإظهار إرادة ثلة قليلة على دولة كبيرة!! ويبدو لنا أن السيد "المالكي" يجازف بحياته ويخاطر بشعبه أو مؤيديه على الأقل بالتسليم لإرادة أعداء الشعب والوطن لما يبدو بأنه العجز عن مواجهة الأعداء المتحدين ضده ومن أولئك الأعداء قسم كبير من طائفته وجميعهم يعتمدون على الدعم الخارجي والتنفيذ الداخلي!!.
https://telegram.me/buratha