بقلم: جمعة العطواني
في ذروة فرحة( اغلب ) العراقيين بصدور حكم الاعدام شنقا حتى الموت بحق المدان طارق الهاشمي ، نتيجة لتورطه بقتل العشرات من العراقيين ، بعضهم كفاءات مهمة خسرها البلد ، وفي ظل زهو العراقيين بوجود قضاء عادل ومستقل يتعاطى مع متهم بمستوى نائب الرئيس ، كما يتعاطى مع آخر بسيط على حد سواء ، هذا القضاء الذي افتقده العراق طيلة سنوات البعث الخمس والثلاثين التي تسلط بها على رقاب العراقيين .
امام هذا الشعور وهذا التصور فاجأنا فخامة رئيس الجمهورية ليعبر عن اسفه الشديد لصدور مثل هذا الحكم بحق شخص لازال يمارس عمله كنائب للرئيس ! الغريب بهذا الاسف يكمن في ان فخامته هو المسؤول الاول عن حماية الدستور ، والساهر الاول لحفظ القانون، ورعاية استقلاله ، بل وحمايته من الضغوط السياسية ، وكان المتوقع منه ان يشد على عضد النخبة الخيرة من قضاتنا الذين شمروا عن سواعدهم ، ووضعوا الخوف واالتهديد والضغوط الكبيرة جانبا ، وتصدوا لاحقاق الحق والدفاع عن المظلومين والمغدورين على ايدي بعض كبار الساسة ، في وقت مسك اغلب قادة الراي العصا من الوسط في التعاطي مع مثل هكذا موضوعات بمن فيهم فخامته لاعتبارات معروفة للجميع .كان الاجدر بكم يافخامة الرئيس ان تعتذروا لعوائل الشهداء الذين فقدوا اعزتهم على ايدي( نائبكم)، وكان الاجدر بكم ان تتاسفوا على استغلال المناصب السيادية التي وجدت لتوفير الحياة الحرة الكريمة لهذا الشعب الذي ائتمنكم على روحه وماله وعرضة ، لتتحول هذه المناصب الى مقاصل لقتل هذا الشعب الكريم .كان الاجدر بكم يافخامة الرئيس ان تشمروا عن سواعدكم وتقفوا بوجه الارهاب مهما كان لونه وجنسه وانتماؤه ، وذلك من خلال تفعيل والمصادقة على قرارات الاعدام التي صدرت بحق عتاة البعث وكبار المجرمين ، بعد ان وصل الفساد والجريمة الى حياض مؤسساتنا التي وضعناها تحت رعايتكم .كنا ننتظر من فخامتكم ان تعتذروا للشعب العراقي بسبب تحول بعض المناصب الرئاسية في دولتنا من مناصب لقيادة البلد الى مناصب لقتل النفس المحترمة .كنا نتوقع من فخامتكم ان تعيدوا النظر بكل المواقف التي منعتكم من المصادقة على قرارات الاعدام بحق كبار المجريمن ، وانتم تعلمون ان ارواح الشهداء وابناء المقابر الجماعية وانفال اكرادنا وحلبجتهم لازالت ترفرف تبحث عمن يقر لها عين يتيم او يمسح دمعة ثكلى ، وان انظار السجناء السياسين وعذابات المعذبين شاخصة اليكم وهي في بيوت الصفيح والطين ، تنتظر منكم موقفا شرعيا ودستوريا واخلاقيا وانسانيا في احقاق الحق ورد الاعتبار لهم ، من خلال توقيعكم على قرارات اعدام من قتل اباءهم واخوانهم وابناءهم الشرفاء والخيرين .فخامة الرئيس انتم قبلتم تحمل الامانة التي ائتمنكم اياها شعبكم الكريم ، وتحملتم مسؤوليتها ، وهذه الامانة تقتضي منكم ان تؤدوها كما عرفتموها ، امانة تتطلب منكم ان تحترموا دستور الشعب وقوانيين البلد ، وتعلمون ان في هذا الدستور وهذه القوانين احكاما جزائية تقتضي اعدام من ارتكب جرائم بحق العراقيين ، وكما تقول القاعدة القانونية ( العقد شرط المتعاقدين ) وانتم قبلتم بهذا الشرط ، واقسمتم ان تسهروا على حماية الدستور وصون القوانين فكيف تقبلون ببعض وتكفرون ببعض ؟.كان الاجدر بكم يافخامة الرئيس ان تقبلوا بالامانة كاملة او تعتذروا عنها كاملة . فماذا عسانا ان نقول اليوم وانتم تتاسفون على صدور قرار القضاء بحق مدان بجريمة تقشعر لها ضمائر من يمتلكون ضمائر وانتم منهم يافخامة الرئيس ، اذا كان اعتذاركم لمجرد صدور حكم الاعدام بحق الهاشمي فكيف ننتظر مصادقتكم هذا القرار ياترى ؟اننا نعتذر لجميع عوائل الشهداء الذي راحوا ضحية ارهاب الهاشمي الذين جرحت مشاعرهم لاسف فخامة رئيسنا ، ونعتذر عن كل الشهداء الذين راحوا ضحية ارهاب البعث طيلة سنوات حكمه وما بعد سقوطه ، والذين لازالت ارواحهم ترفرف بين ظهرانينا منتظرة من فخامة رئيسنا ان يمضي حكم اعدامهم .
https://telegram.me/buratha