المقالات

شوفرليه أوباما...بقلم : قاسم العجرش *كاتب وإعلامي

672 22:07:00 2012-09-12

 

 

يحاول البعض من الساسة ـ أما بحسن نية، أو لجهل بمعطيات الواقع ـ  تخفيف أثر الخلافات السياسية المتتالية باستخدام تشبيه يتكرر كثيرا في الأدبيات السياسية ، سيما لدى الاحزاب العقائدية، وهو تشبيه يرمي الى تأكيد ثبات الآيديولوجية مع تغير الاشكال والافراد. ولذلك، يشبه هؤلاء الساسة مسار العملية السياسية بمفهومها الحركي، وبمخرجاتها الخلافية بقطار يسير على سكة « جبكلي جبكلك» خلال محطات كثيرة. سرعة هذا القطار تتفاوت وصولا وبقاء وقياما من تلك المحطات، ووفقا لحركة القطار ونظامه الحركي تتطور العملية السياسية..قطار ومحطات..! وهو توصيف ساذج الى حد البلاهة..لأنه توصيف قدري يؤمن بأن ما في اليد حيلة، ويؤمن أنه يتعين على الجميع ركوب هذا القطار حتى لو لم تعرف وجهته النهائية..!

أي أن ركوب القطار ـ عندهم ـ  أمر حتمي ولابد منه،» أركب لا يفوتك القطار» ومن لم يركب القطار ـ قطارهم ـ سوف لن يصل الى المحطة التالية والمحطات التي تليها..! متغافلين أو متعامين أو متناسين في أقل تقدير، أن القطار ليس واسطة النقل الوحيدة للوصول الى ما يبغي الناس الوصول اليه من أمكنة، بل بالحقيقة أن القطار يوفر الوصول الى أمكنة محددة ولا يمكنه الوصول الى كل الأمكنة، فليست كل المدن موصولة بشبكات السكك الحديد!! ..

ثم ثمة مسألة أخرى، هي أن القطارات عادة ما تكون مزدحمة وشديدة الحرارة، بالضبط كما هو حال عمليتنا السياسية، تخمة بالأحزاب ، وسخونة بالتصريحات السياسية!

..وناهيك عن أن القطارات لم تعد كما كانت «ايام زمان» تتوفر على عربات إطعام..حالها حال عمليتنا السياسية التي ما «توكل خبز»..!

بل أن «التي تي» وهو الرجل الذي يقطع «التكت في القطار» أو فاحص التذاكر لم يعد كما كان قبلا، يفحص تذاكر جميع الركاب، فهو تارة يخشى بعض الركاب وصولاتهم ولذلك يغض النظر عنهم، فيما تارة أخرى يحاسب راكبا لم يقطع تذكرة من محطة الركوب، ولكنه يحتفظ بالغرامة لنفسه...!

ومشكلة أخرى لا يسعنا إغفالها، هي أن القطارات بطيئة جدا هذه الأيام،ولم تعد مرغوبة للنقل العام ، فالطريق الى البصرة يقطعه القطار بأربع عشرة ساعة، فيما تقطعه الشفورليه»الأوباما» بخمس ساعات أو أقل في أكثر الأحيان..... وهكذا بات ركوب « الأوباما» هو الوسيلة المثلى للوصول الى البصرة، حتى أن رحلات القطار اليها قد ألغيت كما أعلنت ذلك وزارة النقل..!

 

كلام قبل السلام: هل هي صدفة أن معظم ساستنا ينشدون الحل من «أوباما...!؟

سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك