بغض النظر عن حسابات المتأمرين ومخططاتهم وتقديراتهم الخاطئة , فقد استطاعت سورية العروبة والصمود بتكاتف نموذجي غير مسبوق بين قيادتها وشعبها ومؤسساتها العسكرية والأمنية والخدمية , أقول استطاعت سورية أن تسقط المؤامرة وتنتصر على المتأمرين وعلى طابور الخونة رغم القدرات الهائلة التي وضعت تحت تصرف وأمرة العصابات الإرهابية ورغم التوظيف الرخيص الذي لم يترك ظاهرة سلبية من الظواهر الاجتماعية إلا وتم توظيفها وتسخيرها لخدمة المخطط الصهيو أمريكي والممول من قبل الرجعية العربية ( العفنة) ..
لم يسلم الشعب العربي السوري وقيادته القومية الصامدة والمقاومة والممانعة من كل أشكال التظليل والكذب والتزوير لكل القيم بما في ذلك تزوير وتحريف القيم الدينية بكل ما تعني هذه القيم من نبل وأخلاقيات , لكن تم تشويه هذه القيم وتم تطويعها لخدمة المشروع التأمري القذر , فالمذهبية العفنة والطائفية القذرة والتظليل والقتل وارتكاب المجازر وتحميلها الجيش العربي السوري الذي يوصف بأقذع الألفاظ وهي ألفاظ لم نسمعها من قبل هؤلاء بحق ( الجيش الصهيوني) المحتل لي أولى القبلتين وثالث الحرمين وهو المكان المقدس الذي يوشك على ( الانهيار) ولن نسمع حتى مجرد احتجاج من فقهاء ( الشيطان وسدنة السلطان) من علماء يعيشون في كنف المال الخليجي ويوشكوا أن يصنعوا لنا إسلام ( خليجي) بمواصفات خاصة مثله مثل أي سلعة استهلاكية فالعالم يصنع لحكام الخليج كل شيء خاص حتى ( الدبابات ) وهي مخصصة للحروب والمعارك تصنع لأهل الخليج ( مكيفة) ..؟!!
المهم لم تفلح ( الفتاوى) التي سخرتها القدرات المالية الخليجية ودفعت بطابور ممن يصفون ب( العلماء ) والعلم والدين منهم برئ ..هؤلاء الذين تم تجنيدهم في المنابر والقنوات والمساجد على امتداد الخارطة العربية والاسلامية لم يحصدوا غير العار والذل والخزي من الناس فيما عند الله سيكون العقاب أشد قساوة وإيلاما .. ومع كل هذا وكل القدرات والامكانيات والجرائم لم يفلح المتآمرون في تركيع شعب لا يركع بل عاش عبر تاريخه مرفوع الهامه لا يحني قامته ولا تسقط رايته بل وجدت وبقت وستبقى تعانق خد الشمس ..
أخر محاولاتهم هو وقف بث القنوات العربية السورية تجسيدا لقرار مجلس وزراء الاعلام التابعين والمنبطحين متوهمين أن في هذا نهاية للإرادة العربية السورية أو كسرا لشوكتها , ولكنهم واهمون فالباحثون عن المجد لا يؤمنون بما تسوقه ذبذبات الفضاء بل بما يتشكل في الواقع , شخصيا مؤمن بالانتصار العربي السوري وأن هذا الانتصار قد تحقق وسورية انتصرت قيادة وشعب ومؤسسات ومشروع , لكني علي يقين أن ثمة مخططات قادم هدفه ليس انقاذ سورية ولا شعبها ولا خياراتها بل المطلوب اليوم من الابراهيمي انقاذ وجوه المتأمرين الكالحة والحارقة والتي أصبحت أظلم من غاسق إذا وقب , فهم في موقف محرج وأقصد أطراف المؤامرة ولا اتوقف عند ما يسمى بالمعارضة السورية وعصاباتهم الإجرامية فهولاء مجردين أصلا من كل مشاعر الخجل والحياء ولا يعرفون مثل هذه القيم , كما لا اقصد أن الاطراف التي احتضنتهم ومولتهم قد تحرج منهم أو تشعر بالندم عليهم , لكني أقصد فعلا مواقف الأطراف المتأمرة أمام شعوبها , مثل ( أردوجان) هذا الحالم بعودة مجد الإمبراطورية العثمانية على أشلاء الشعب العربي وخاصة الشعب العربي في سورية الذي أثبت للعالم إنه الرقم الصعب والمستحيل تطويعه مهما كانت أدوات التأمر ومخططات المتأمرين , فسورية فعلا لا قولا هي حاضنة التاريخ العربي الإسلامي وهي واحة التاريخ الإنساني وهي ليست وليدة الصدف التاريخية ولا هي صنيعة استعمارية جاءت بها حاجة المستعمر في مرحلة من مراحل التاريخ لكن سورية هي صانعة التاريخ بل هي التاريخ وهي دوحة الأنبياء والرسل وعرين كل الديانات السماوية بل كانت وقبل الديانات السماوية صاحبة التفرد في ابتكار نواميس الحياة في نطاقها الجغرافي والذي سرعان ما امتدت مؤثراته إلى مجتمعات كانت تفتقد لنواميس الحياة ..
اليوم نرى هذا التهافت في البحث عن حلول ليس لإنقاذ الشعب العربي السوري كما تسوقه وسائل الإعلام العميلة والشريكة في سفك الدم العربي في سورية وفي أكثر من نطاق عربي وبتمويل خليجي بعد أن غدا ( مماليك ) العصر الجديد هم رعاة ديمقراطية وتطور فيما هم لا يزالون يملكون شعوبهم وأوطانهم ويعبثون بثروات هذه الشعوب والأوطان باعتبار هذه الشعوب والأوطان إقطاعيات خاصة بأصحاب ( الجلالة والسمو والمعالي) أي أنهم يعيشون في العصور ما قبل ( الوسطى) بل لا تزال شعوب الخليج بفعل حكامها تعيش مرحلة ( العبودية) المطلقة للحاكم فالأرض حق الحاكم والأمر أمر الحاكم ومع ذلك وربما من سخرية القدر أن نرى هؤلاء المماليك الجدد الذين قطعا لا يمتون بصلة لمماليك العصر القديم الذين كانوا يتحلون بقدر من القيم والاخلاقيات واستطاعوا ذات يوم دحر الغزاة عن هذه الأمة بعكس مماليك اليوم الذين لا يجدون سوى صناعة الهزائم والنكسات وتمويل الغزوات التي تستهدف كل أقطار الأمة المتطلعة للمستقبل الأفضل الذي يعيد للعرب أمجادهم ويحسب لمماليك الخليج أنهم أكثر من الصهاينة مقتا للأمة ويرفضون كل ممكنات التقدم والتطور فيها..
نعم لقد قدمت سورية شعبا وقيادة نموذج للفعل الوطني والقومي والإنساني والحضاري , نموذج كشف كل مخططات اعداء الأمة وليس سورية فما يجري في سورية لا يستهدفها بل يستهدف قتل كل فكرة حية في جسد هذه الأمة التي لا تموت من العدوان ولا من الغزوات بل يزيدها كل عدوان طاقات متجددة للحياة ويمنحها كل فعل تأمري مقومات لوثبة حضارية جديدة وهذا ما يتجسد في سورية الأرض والإنسان التي اسقطت بتلامحها الوطني مشروع المؤامرة وكشفت عورات المتأمرين الذين يبحثون اليوم فوق انقاض مخططاتهم التأمرية عن وسائل تستر عوراتهم المكشوفة ..لذا سأحترم الاخضر الابراهيمي المبعوث الدولي إذا ما ترجم حديثة القائل أن ( لا سيد علي سوى الشعب العربي السوري) والشعب العربي السوري هو الذي اسقط المؤامرة وليس الرئيس بشار الاسد ولا الجيش العربي السوري لوحدهما بل أن رضاء الشعب العربي السوري بقائده وجيشه والتفافه خلفهما مكنه من تسجيل أعظم براءة اختراع في كيفية التعامل مع المخططات التأمرية , كما يحسب للشعب العربي السوري بتلاحمه والتفافه حول جيشه وقيادته وقائده القومي الرئيس الدكتور بشار الاسد أن امتلك مكاسب جديدة هي الأعظم مما سبق له وحققه وهي مكاسب حضارية وتاريخيه وستظل محفورة في ذاكرة التاريخ الإنساني وهي أن هذا الشعب بتضحياته وصموده أعطى لنفسه شرعية إعادة صياغة العلاقة الدولية وإعادة تشكيل خارطة العالم الجديد وهذا الفعل الحضاري لا تملكه المكونات العابرة مهما امتلكت من أموال وثروات فالتاريخ لا يصنعه العابرون بل يصنعه المحاربون الصامدون المدافعون عن الحق وعن الحرية والعدالة والكرامة والاستقلال , فحتى المحاربون ليسوا جميعهم صناع تاريخ بل فيهم كثيرون قاطعون طرق والبندقية بدون وعي يسيطر عليها ومشروع حضاري وإنساني تدافع عنه هي في المحصلة قاطعة طريق ..تحية للشعب العربي السوري ولجيشه ولقائده وقيادته واللعنة كل اللعنة للمتآمرين والخونة والمرتزقة والقتلة ومحترفي القتل والإجرام والخيانة المتجددة.. المجد لسورية الاسد ..المجد للامة العربية بسورية عنوان الهوية والصمود والكرامة والشرف والممانعة والنصر العظيم بأذن الله وبإرادة شعب لا يقهر وقيادة لا تهزها عواصف الاحداث ..ومن يولد في قلب العاصفة لا تهمه الرياح العابرة
16/5/913
https://telegram.me/buratha