سليم الرميثي
ان الله سبحانه وتعالى انزل الكتب السماوية على انبياءه ورسله منذ ان خلق البشرية وجعل لكل عصر وزمان كتاب و نبي او مرسل وحدد للبشرية كيفية العبادات والايمان به الى ان ختم النبوة بمحمد ص.
وكما هو معروف فان الاساس في جميع الاديان السماوية هو التوحيد والايمان بوحدانية الخالق عزوجل.والكل يؤمن بان هناك الهاً واحد يجب الاعتراف به والتصديق بوحدانيته ولكنهم اختلفوا بطريقة عبادته بغض النظر عن التحريف الذي قد حصل في بعض الاديان من خلال التفاسير لتلك الكتب المنزلة بعد وفاة كل نبي من الانبياء وهنا طبعا برزت الاختلافات وظهرت معها المذاهب والطوائف وربما اصبح لكل دين العشرات من الملل وكل ذلك جاء لاسباب كثيرة ساهم فيها الانسان بقصد او بغير قصد.
كل الاديان والطوائف عانت وتعاني من المتزمتين و المتطرفين الذين لايرون الحق الا من خلال افكارهم فقط.. وليس من صلب الاديان بل اكثرهم تركوا كتبهم المقدسة او حرّفوها وفقا لامزجتهم ومصالحهم واهملوا عمدا ماقاله انبيائهم وتوجهوا الى بناء مذاهب وطوائف بعيدة كل البعد عما جاءت به الديانات السماوية .وهذا ماحصل لديننا الحنيف بعد وفاة النبي الاكرم ص عندما اختلف بعده اصحابه وتحول عندها الدين وخلافة النبي محمد ص الى صراع سياسي ودنيوي ادى الى تشرذم الامة الاسلامية وانحرافها عن الخط الرسالي الذي رسمه النبي محمد ص لأمته.وبدأت ظهور تيارات ذات اهداف ومصالح سياسية وحتى قبلية وعشائرية ادت الى معانات وصراعات مستمرة الى يومنا هذا وكل منها يدعي الحق والحقيقة والايمان المطلق ومن يخالفه فهو الكفر والالحاد بعينه بل وصل الحد عند علماء التكفير وآلهته من الوهابيين الى اباحة دماء المسلمين المخالفين بكل طوائفهم.وهذا مانراه ونعيشه اليوم مع المنهج الوهابي الاعمى الذي جعل من الامة الاسلامية والمسلمين هدفا للقتل والتنكيل اين ماكانوا .صحيح ان العدو الاول المعلن حاليا للمذهب الوهابي هو خط التشيع بكل عناوينه ولكن الحقيقة والواقع يقولان عكس ذلك تماما وهدفهم الحقيقي هو تفتيت هذه الامة واضعافها .والادلة على ذلك كثيرة ومنها نرى ان كل القتل والتفجير والمفخخات حصدت الكثير من ارواح المسلمين في كل البلدان الاسلامية تقريبا وهناك امثلة كثيرة في افغانستان..باكستان ..الصومال..الجزائر..المغرب ..الاردن..سوريا ..مصر..وحتى في السعودية التي تصدر ذلك الفكر المنحرف عن الاسلام بل هو منحرفا عن كل خطوط الانسانية والآدمية وادى ذلك ايضا الى ضياع الكثير من حقوق الامة الاسلامية في فلسطين وغيرها وتشتيت جهودها في مشاغل جانبية لاقيمة لها.كل ذلك جاء من خلال فتاوي آلهة التكفير الوهابية الذين تشبعوا الى حد التخمة بافكار الشيخين اللذين اصبحت فتاويهما وكتبهما هي المرجع الاساس للمذهب للوهابي..الى حد انهم تركوا كتاب الله وسنة نبيه التي يدعون الالتزام بهما وكرسوا كل محاضراتهم وخطبهم في شرح وتفسير كتب الشيخين ابن تيمية و محمد بن عبد الوهاب وادى هذا التزمت الى خلق مجاميع تكفيرية عمياء لاتقيم وزنا الى حياة الانسان التي كرمها الله.فعندما نقول آلهة التكفبر فهم حقا يعتبروا انفسهم آلهة ويروا ان طاعتهم واجبة في كل شيء ويجب على الناس كافة اتباعهم وتنفيذ اوامرهم والاّ فهم يقعوا في دائرة الشرك الاكبر وكل من ينتقدهم او ينتقد فكرهم يصبح خارج ملة الاسلام وحلال زلال ماله وعرضه ودمه.. اما خداعهم للناس فلاينقطع يوما من خلال وسائل اعلامهم و خطبهم من على المنابر ومن اجل جذب اكبر عدد من الناس لسماعهم يوزعون اراضي الجنة وقصورها ويمنحوها مجانا الى من يشاؤون ويضعوا من يشاؤون في النار وبهذا فهم نصّبوا انفسهم آلهة على الناس.نسمع ونشاهد ايضا خطبهم اليومية ومحاضراتهم العنترية والتي يهددون ويتوعدون بها الغرب واميريكا.. لكنهم ينفذوا كل تهديداتهم في بلاد المسلمين اي ان المسلم اصبح مهدد وغير آمن في بلاده ومايسمونه بالكافر او الملحد فهو في امان من شرهم وعدوانيتهم.و قتلوا من المسلمين وخربوا اوطانهم ودمروها شرّ تدمير.. اما العمليات الارهابية التي ينفذونها في بلاد المسلمين تعد الان بالالاف و لم ينفذوا في البلاد الغير اسلامية سوى عمليات تعد على عدد اصابع اليد بل ويتباهون في مفخخاتهم وقتلهم للمسلمين و يسمّون عملياتهم ومفخخاتهم بالغزوات..فاي دين هذا واي عقيدة؟ واي اناس اولئك الذين يبتهجون ويفرحون ويرقصون عندما تسفك دماء الابرياء من الناس في المدن ؟اليس تلك من علامات الشياطين؟.
https://telegram.me/buratha