محمد حسن الساعدي
تبرز في ساحة الأحداث العراقية اليوم مشاريع سياسية وأجندات متصارعة،من أجل الفوز بتصدر المشهد السياسي الملتهب بسبب أمية رموز بعض تلك المشاريع حتى في ثقافة الارتباط المشبوه لبعض الكتل السياسية في اعادة العراق ومشروعه الفتي الى المربع الاول ، فهناك المشروع الامريكي الذي جاء بالأميركان إلى العراق ،من أجل تحويله إلى محطة انطلاق لبرنامج تقسيمي يوصل إلى شرق أوسط أميركي بقيادة الكيان الصهيوني، وهذا المشروع فشل فشلاً بيّناً.والمشروع الإقليمي (الطائفي)، وهذا المشروع هو الذي يمثل تهديداً بكل خطوطه الحمراء للعراق ارضا وشعباً، كونه أُسس على رؤىً سياسية قاعدتها الأفكار الدينية الطائفية وزرع الفتنة بين مكوناته التي تدق أطنابها في مخيلات البسطاء والسذج من الناس ، لتنفيذ اجندتهم في السيطرة على مقدرات الشعب العراقي وتهديد لحمته الوطنية ارضاً وشعباً .فبعد كل تلك التحديات المعلنة وما خفي منها، علينا أن ندرك حجم التحدي أمام القوى الوطنية والإسلامية، التي تسعى إلى النهوض بمسؤولياتها في التصدي لتلك المخططات التي تضمر للعراق الشر، والتي مازالت هذه القوى والكتل السياسية غير متفاهمة على الساحة العراقية دون أن تراعي مسألة أن الزمن يمر مرور البرق وأن حجم التآمر كبير جدا.اليوم المطلوب من الأحزاب والحركات السياسية الوطنية والإسلامية أن تقدم المزيد من التنازلات لبعضها البعض، وتنحدر إلى مستوى المسؤولية التاريخية، من أجل انبثاق مشروع وطني، له ثقل مقلق في الساحة العراقية والإقليمية ، ويكون رقما صعبا في المعادلة العربية القائمة حالياً ، اليوم اصبح العراق بالرغم من الاختلاف الحاصل ، إلا انه يمثل تجربة رائدة وغنية في العمل السياسي في ظل الربيع العربي والذي شهدناه مؤخرا في المنطقة العربية ، إن هذه التصورات والقراءات قد تشكل مساحة جديدة أمام تحرك المشروع الوطني في العراق، لكننا نعود فنقول إن المشروع الوطني ما زال رسماً على الورق ويحتاج إلى واقعا ملموسا تلهم من الكتل السياسية الدروس والمواعظ لكي يستطيع أن ينهض بهذه المهام ويرسم مستقبل واضح المعالم للشعب العراقي .
https://telegram.me/buratha