نادى الحق سبحانه الانبياء والرسل عليهم السلام باسمائهم الا سيد الخلق (صلى الله تعالى عليه واله وسلم ) لم يناده بإسمه ،ومن تلك الخصائص أن الله تعالى ناداه بوصف النبوة والرسالة، وهذان الوصفان من أهم الأوصاف التي اتصف بها نبينا، قال تعالى: ( يا أيها النبي ) وقد ورد النداء بهذا اللفظ في ثلاثة عشر موضعًا من القرآن؛ ويقول سبحانه مخاطبًا نبيه بصفته رسولاً: ( يا أيها الرسول ) وقد ورد النداء بهذا اللفظ في موضعين في سورة المائدة؛ فناداه ربه سبحانه في هذه المواضع بأكمل أوصافه، وأرفع مقاماته،ولا يخفى ان للحبيب المصطفى (صلى الله تعالى عليه وآله وسلم) من المكانة والقدسية ما لم يتمتع بها نبي او رسول (عليهم السلام)،ولم نر ان احداً من الانبياء او الرسل تمتع بخصوصية كما تمتع بها رسول الله (صلى الله تعالى عليه وآله وسلم)،حيث عصم الحق تبارك وتعالى رسوله وحبيبه بدأ جل جلاله بعصمة اعضائه (صلى الله تعالى عليه وآله وسلم)عصم اللسان الطاهر النقي والفم المعطر بالذكر الكريم (وما ينطق عن الهوى) وعصم العقل الشريف (وما صاحبكم بمجنون )وعصم العين المباركة (ما زاغ البصر ما رأى) وعصم الصدر والقلب والفؤاد وفدميه ورجليه المباركة وغيرها من الامور الخارقة للعادة ،وزاد الحق تبارك وتعالى في عصمته وشرفه دون غيره من الخلق من انبياء او رسل او حتى ملائكة (عليهم السلام) ،وحديث الاسراء والمعراج ينبىء عن عظمته بعد ان تركه أمين الوحي جبريل (عليه السلام) عند شجرة (النبق،سدرة المنتهى) والتي ينتهي اليها علم الخلائق) ومن خصائصه التكريمية صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، أن الطاعون والدجال لا يدخلان مدينته؛ يقول صلى الله عليه وآله وسلم: ( على أبواب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون، ولا الدجال ) ومن خصائصه التكريمية صلى الله عليه وآله وسلم، أن الله أخذ له الميثاق من جميع الأنبياء، بالإيمان به ونصرته، وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا ) (آل عمران:81)، فأخبر سبحانه أنبياءه أن عليهم الإيمان بمحمد وقت مجيئه، وأن عليهم نصرته وتأييده، وقد أقر الأنبياء بذلك، فآمنوا برسالته، وأقروا ببعثته. وهذه الخصوصية ليست لأحد منهم سواه. وقد روي عن الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، أنه قال: ما بعث الله نبيًا من الأنبياء إلا أخذ الله عليه الميثاق، لئن بعث الله محمداً وهو حي ليؤمنن به وينصرنه، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته، لئن بُعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه ، ومن خصائصه التكريمية صلى الله عليه وآله وسلم وجوب محبته، وتقديمها على محبة النفس والأهل والمال والولد، قال تعالى: ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ) (التوبة:24) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) هذه كلمات قصيرة من الفضائل والخصائص التكريمية التي اختص الله بها رسول الإسلام سيد الخلق دون غيره من الأنبياء والرسل والملائكة، وهي تظهر مكانته (صلى الله تعالى عليه واله وسلم) ومنزلته عند الله سبحانه، فهو المفضل والمختار وطه ويس ومحمد في الارض ومحمود في السماء ،فهل من منكر لذلك ،لكن للاسف كل من تجرأعلى سيد الخلق له السبق بتطاول اولاد القردة والخنازير على من قال فيه الحق سبحانه وتعالى: لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الفتح:9] الا الوهابية القذرة، بلغ العلا بكماله ،كشف الدجى بجماله،حسنت جميع خصاله،صلوا عليه وآله(صلى الله تعالى عليه وآله وسلم).
10/5/916
https://telegram.me/buratha