الشيخ حسن الراشد
احتجاجات الفيلم المسيئ/ بين همجية السلفية وحضارية الاعتدال الشيعي
هل كانت امريكا بحاجة الي امتحان ردات فعل القوى الدينية والسلفية السنية في بلدان الربيع العربي تجاه الفيلم المسيئ كي تقيم على ضوئها طريقة التعامل معها وتحدد بالتالي موقفها من موجة الصعود السلفي والإسلام السياسي السني الذي سنحت له ثورات الناتو فرصة التسلق الى الحكم؟
هل حقا الأمريكيون بمثل هذه السذاجة الشديدة والحماقة كي يعرفوا مدى الصدقية في أقوال ومواقف من دعموهم للوصول الي السلطة من خلال فيلم سخيف لم يكن أسخف منه الا تلك الروايات الظالمة في مسند ابن حنبل بحق الرسول الأكرم عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام؟
الأمريكيون لم يكونوا بحاجة الى مثل هذه الدوخة لأنفسهم كي يدركوا او يعرفوا حقيقة ردة فعل العربي والسلفي الارهابي ويمتحنوا ((ولائهم )) للعهد الديمقراطي الذي منحهم اياه الانفتاح الغربي الامريكي علي الأصولية السنية حيث تكفي قرائة الفكر المتطرف والتكفيري لتلك الأصولية لمعرفة حقيقة توجهاتها المستقبلية وطريقة تعاطيها مع الحياة اليومية والاحداث السياسية .
الأمريكيون لم يتعظوا من تجاربهم مع الفكر المتطرف التكفيري في افغانستان ولم يتعظوا من تاريخ حافل باالدعم الأحمق لنظام المتشدد الوهابي في السعودية حاضنة الارهاب ووكر التفريخ للفكر السلفي المتطرف ، واليوم اعادو تكرار التجربة معهم في البلدان التي شهدت ما يسمي بثورات (( الربيع العربي)) حيث استمروا في دعمهم للذئاب التي تحولت بين ليل وضحاها الي حمل وديع واوصلوهم الي سدة الحكم أملا في التغيير وطمعا في كسب ود الذئاب لربما في نظرهم يعودوا الي رشدهم وإعادة تأهيلهم للحياة الديمقراطية والمدنية المتحضرة الا ان احداث العنف التي شهدتها بلدان الربيع القطري وتحديدا ليبيا التي تم خلالها قتل السفير الامريكي في بنغازي وعدد من الديبلوماسيين الأمريكيين والهجمات العنيفة على السفارات الامريكية والغربية كشفت ان السلفيين والمتطرفين من الاصولية السنية لا يمكن الثقة بهم لانهم رضعوا من ثدي المدرسة الوهابية ومن ثقافة (فقه الدماء) تلك الثقافة التي تجيز لهم القتل اولا ثم النفاق ثانيا ثم الكذب تاليا وثالثا ..
بالنسبة لعقيدة فقه الدم فهي ثابتة في ادبيات السلفية الوهابية والاصولية السنية المتطرفة وهي ليست من بنات اوهام او افتراءات وانما هي حقيقة قائمة ومثبنة وقد نشرت مواقع ومنتديات ما يسمى جهادية على صحفحات الانترنيت ومواقع الفايسبوك السورية محتويلت الكتاب تحت عنوان (( الهدية القنبلة .. الى اخواننا المجاهدين عامة الى المجاهدين في بلاد الشام خاصة سلسلة مهمة جدا)) والكتاب يروج له ويحمل اسم (( فقه الدماء)) ويعرف ايضا باسم (( مسائل من فقه الجهاد)) لمؤلفه المصري الشيخ عبد الرحمن العلي ..
يذهب الكتاب في شرحه لمسائل شائكة يتحفظ الكثير من العلماء التطرق اليها او حتى الافتاء والتأويل فيها بحيث يستغلها الجهال لتحويرها وجرها الى اهداف بعيدة عن قيم الاسلام السمحة .يطرق الكتاب الى مسئلة قتل النساء والصبيان .. حيث يقول (( للمرأة اثار عظيمة في القتال منها الامداد بالاموال ومنها التحريض على القتال)) وانطلاقا من ذلك يبيح قتلهن )) اما مسئلة التمييز بين مدني وعسكري فيرى صاحب الكتاب
ان هذا التفريق باطل باعتبار ان الاسلام لا يفرق بين مدني وعسكري انما يفرق بين مسلم وكافر وعليه يجوز قتل جميع اصناف الكفار من النساء والصبيان والشيوخ)) . كذلك يتطرق الى مشروعية جز الرقاب وقطع الاطراف ويقول (( ان قطع الرؤوس امر مقصود بل ومحبوب الى لله ورسوله رغم انوف الكافرين))..
هذا غيض من فيض ثقافة فقه الدماء التي تحملها السلفية والاصولية السنية وهي مهداة الى جيش الحر في بلاد الشام من قبل تنظيم القاعدة والوهابيين .
اما النفاق فهو ديدنهم لانهم نافقوا الغرب وامريكا في حربها على الانظمة المستبدة وابدوا الاعتدال المؤقت وبنصيحة قطرية سعودية ولما استبب لهم الامر انقلبوا على اعقابهم وكشفوا وجوههم البشعة في قتلهم للسفير الامريكي في ليبيا واحراقهم لسفارات البلدان التي سلمتهم الحكم .
اما الكذب فليس اسهل من شرب الماء في التعاطي به بالنسبة للسلفية والوهابية والاصولية المتطرفة وحلفاءها وقد لمسنا ذلك في بيان لما يسمى جيش الحر السوري حيث بعد ان اقدم حلفاء هذا الجيش الارهابي بقتل السفير الامريكي في ليبيا ورأو ان امر نفاقهم وخداعهم للغرب وامريكا على وشك الانفضاح والانكشاف وان تسترهم بالاعتدال والتحالف مع الاخيرة هو مؤقت وللتقية فقط اصدر الجيش الحر تصريحا على لسان بسام الدادة المستشار السياسي في الجيش السوري الحر بان (( تنظيما من الحرس الثوري الايراني في دمشق هو المسؤول بالتعاون مع الاستخباراتالسورية عن الترتيب لاحداث السفارة الامريكية بالقاهرة وبنيغازي الليبية ‘ بغرض تصدير انطباع للغرب مفاده ان حالة الاستعداء لهم زادت بعد انهيار الانظمة القديمة بمصر وليبيا))!.. ويضيف هذا الداهية الساسي! (( فان المعلومات الموثوقة لديه تؤكد ان قائد تنظسم الذي خطط بهذه العملية هو ضابط ايراني (...) يسمى صادق سليماني ـ على وزن قاسم سليماني!! ( وهذا التعليق من عندنا ـ وانه عقد خلال الفترة الماضية عدة اجتماعات مع الاستخبارات السورية بمبنى الامن القومي في دمشق للترتيب لهذه الاحداث ..)) !!
يبدوا ان استخبارات جيش الحر اقوى من اجهزة المخابرات الامريكية واقمارها الصناعية ولم يفت الا ان يقولوا لهم انهم كانوا في محضر الاعداد للخطط !هذا الارتباك في صفوف حلفاء السلفية والاصولية السنية المتطرفة يعكس مدى تخوفهم من انكشاف امرهم ونفاقهم وكذبهم .. والعالم شاهد بام عينهم التعقل الشيعي واعتداله في اساليب الرد على الاساءة بالطرق السلمية والحضارية دون التوسل الى العنف وقتل الابرياء كما لمسناه وشاهدناه على الفضائيات حيث في مقابل تلك الاسابيب السلمية والحضارية في الرد قامت الاصولية السلفية المتطرفة بقتل الابرياء ونشر الفوضى والعنف .
الشيخ حسن الراشد
https://telegram.me/buratha